اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت جامعة ابن سينا بولاية الخرطوم اليوم احتفالًا كبيرًا بمناسبة استئناف الدراسة وعودة النشاط الأكاديمي إلى مقرها الرئيس بالعاصمة السودانية الخرطوم، بعد عامين من التوقف الذي فرضته ظروف الحرب وتمرد مليشيا الدعم السريع، وسط أجواء من التفاؤل والأمل بعودة الحياة الجامعية إلى طبيعتها.
لحظة تاريخية في مسيرة الجامعة
وفي كلمة مؤثرة خلال الاحتفال، وصف رئيس الجامعة البروفيسور الطيب يوسف صالح المناسبة بأنها لحظة تاريخية واستثنائية في مسيرة الجامعة، مؤكدًا أن استئناف الدراسة بعد هذا الانقطاع الطويل يمثل انتصارًا للإرادة الأكاديمية السودانية التي لم تنكسر رغم التحديات.
وأشار إلى أن الجامعة لم تتوقف يومًا عن أداء رسالتها التعليمية رغم الصعوبات الأمنية واللوجستية التي واجهتها خلال الفترة الماضية، موضحًا أن إدارتها واصلت العمل من مقرات بديلة مؤقتة لضمان استمرار العملية التعليمية وخدمة الطلاب.
تحديات الحرب والإصرار على النهوض
وأكد البروفيسور الطيب يوسف أن ما مرّت به جامعة ابن سينا خلال العامين الماضيين كان مرحلة قاسية ومؤلمة نتيجة الأحداث الأمنية التي عطلت الكثير من المؤسسات التعليمية بالعاصمة، لكن الجامعة ظلت متمسكة برسالتها ومصممة على العودة إلى مقرها الرئيسي متى ما سمحت الظروف.
وأضاف أن استئناف الدراسة اليوم يرمز إلى انتصار التعليم على الفوضى والدمار، وإلى أن الجامعة جزء أصيل من روح السودان الصامدة التي لا تعرف الانكسار مهما اشتدت الأزمات.
حضور واسع من قيادات الجامعة والطلاب
وشهدت قاعة الاحتفال حضورًا لافتًا من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب عدد كبير من الطلاب الجدد وأسرهم الذين عبّروا عن فرحتهم الكبيرة بعودة الجامعة إلى نشاطها الطبيعي بعد طول انتظار.
كما شهد الحفل كلمات مؤثرة من الأساتذة والطلاب الذين ثمّنوا جهود الإدارة في إعادة فتح الجامعة رغم الظروف الصعبة، مؤكدين أن هذا اليوم يمثل بداية جديدة نحو مستقبل أكاديمي أكثر إشراقًا.
التزام بالتميز الأكاديمي وخدمة المجتمع
وشدد رئيس الجامعة على أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة قوية في كافة الجوانب الأكاديمية والإدارية، مؤكدًا أن جامعة ابن سينا تعود بعزيمة أكبر وإصرار أقوى على مواصلة دورها في بناء الوطن وتنمية المجتمع من خلال إعداد كوادر بشرية مؤهلة علميًا ومهنيًا وأخلاقيًا.
وأوضح أن الجامعة تسعى إلى الإسهام الفاعل في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي عبر البحث العلمي الجاد وتقديم برامج دراسية حديثة تراعي احتياجات المجتمع السوداني، بما يعزز من مكانة الجامعة بين مؤسسات التعليم العالي في المنطقة.
دعم البحث العلمي وتعزيز القيم الإنسانية
وأكد البروفيسور الطيب يوسف أن الجامعة ستواصل الاستثمار في البحث العلمي وخدمة الإنسان، مشيرًا إلى أن رسالتها لا تقتصر على التعليم الأكاديمي فحسب، بل تشمل أيضًا نشر الوعي وتنمية القيم الإنسانية والأخلاقية بين الطلاب، حتى يكونوا نموذجًا يحتذى في ميادين العمل والحياة العامة.
عودة الأمل إلى قاعات الدرس
عودة الدراسة في جامعة ابن سينا بعد عامين من الانقطاع أعادت الأمل إلى آلاف الطلاب الذين تعطلت مسيرتهم التعليمية بسبب الحرب، كما أعادت الحياة إلى القاعات والمختبرات والمكتبات التي كانت شاهدة على سنوات طويلة من العطاء الأكاديمي.
ويرى مراقبون أن هذه العودة تمثل نقطة تحول مهمة في مشهد التعليم العالي بالسودان، ورسالة إيجابية تؤكد قدرة المؤسسات السودانية على النهوض مجددًا رغم التحديات الأمنية والاقتصادية.