اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت ولاية جنوب دارفور تطورًا أمنيًا خطيرًا بعد أن أودى كمين مسلح بحياة أربعة أشخاص وأصاب آخرين من أبناء بلدة أبو سلالة بمحلية السلام، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تشهدها المنطقة مؤخرًا، وسط تدهور الوضع الأمني وتصاعد عمليات النهب المسلح.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لأربعة مصادر متطابقة من داخل البلدة، فإن الحادث وقع مساء الخميس الماضي عندما نصبت مجموعة مسلحة كمينًا لفزعٍ أهلي خرج لتعقب أثر أبقار مسروقة من البلدة، ما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الفزع وجرح آخرين. وتقع بلدة أبو سلالة على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب مدينة نيالا، وهي منطقة تشهد منذ فترة اضطرابات أمنية متكررة.
أسماء الضحايا
وبحسب ما ورد من القيادي الأهلي سعيد عبد الله الزين في تصريحاته لموقع 'دارفور24″، فإن الضحايا الأربعة الذين سقطوا في الكمين هم:
كما أُصيب عدد آخر من أفراد الفزع بإصاباتٍ طفيفة نُقلوا على إثرها لتلقي العلاج في مناطق مجاورة.
خلفيات الواقعة
وأوضح الزين أن مجموعة مسلحة نفذت عملية سرقة منظمة لعدد من الأبقار واتجهت بها جنوبًا، مما دفع سكان البلدة إلى تنظيم فزع أهلي لتعقب الجناة واسترداد المسروقات. إلا أن أفراد الفزع وقعوا في كمين محكم نصبه المسلحون في منطقة وعرة، استخدموا فيه أسلحة نارية ثقيلة وخفيفة.
القبض على عدد من الجناة
ورغم الكمين، تمكن أفراد الفزع من إلقاء القبض على خمسة من المسلحين المتورطين في الحادثة، وتم تسليمهم إلى السلطات الأمنية في مدينة تلس التي تبعد نحو 96 كيلومترًا جنوب نيالا. وذكرت مصادر محلية أن الإدارة الأهلية بمدينة تلس تدخلت بشكل مباشر ووضعت الموقوفين في قسم الشرطة لحين اكتمال التحريات والقبض على بقية المتورطين.
تدخل الإدارة الأهلية
مصدر من الإدارة الأهلية أكد أن التنسيق جارٍ بين القيادات المحلية والشرطة لتعقب الجناة الباقين، مؤكدًا أن مثل هذه الحوادث تثير القلق وسط المواطنين وتدفع باتجاه تأجيج الصراعات القبلية من جديد في مناطق جنوب دارفور.
تكرار الاعتداءات المسلحة
الحادثة ليست الأولى من نوعها في بلدة أبو سلالة، إذ شهدت المنطقة في منتصف سبتمبر الماضي واقعة نهبٍ مسلحٍ مماثلة أسفرت عن مقتل المواطن علي يعقوب أثناء عودته من بلدة تمباسي المجاورة. وتشير الإحصاءات إلى أن المنطقة أصبحت بؤرة ساخنة لتصاعد العنف المسلح خلال الأشهر الأخيرة.
تزايد معدلات النهب المسلح
وبحسب مصدر شرطي بالمنطقة، فإن أقسام الشرطة في محليات جنوب دارفور المجاورة سجلت أكثر من 20 حادثة نهبٍ مسلحٍ خلال فترة زمنية قصيرة، شملت جرائم قتلٍ وإصاباتٍ واعتداءاتٍ على الممتلكات، الأمر الذي ينذر بمزيد من الفوضى الأمنية في ظل ضعف الانتشار الشرطي وغياب الدوريات المشتركة.
دعوات لتدخل عاجل
دعا ناشطون محليون وحكماء الإدارات الأهلية السلطات في الولاية إلى التدخل العاجل لوقف التدهور الأمني وبسط هيبة الدولة، محذرين من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى إشعال نزاعات قبلية دامية يصعب احتواؤها لاحقًا. كما شددوا على ضرورة دعم جهود المصالحات المحلية وتكثيف وجود القوات المشتركة في المناطق الريفية المعزولة.
مأساة متكررة وسط عجز رسمي
تتكرر مثل هذه الأحداث في دارفور منذ أشهر، حيث أصبحت القرى تعيش تحت تهديد دائم بسبب تفشي السلاح وضعف الرقابة الأمنية، فيما يجد الأهالي أنفسهم مضطرين لتشكيل فزعٍ أهلي للدفاع عن ممتلكاتهم في غياب تدخل فعّال من الدولة.
رسائل الغضب والخوف
ويؤكد سكان المنطقة أن استمرار هذه الاعتداءات دون محاسبة للجناة يعزز الشعور بالإحباط ويدفع بعض المكونات المحلية نحو اتخاذ خطوات منفردة لحماية أنفسهم، وهو ما يهدد الأمن المجتمعي ويعيد إلى الأذهان سنوات الاحتراب الأهلي التي عاشتها دارفور في السابق.