اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أعلنت حكومة ولاية جنوب كردفان اليوم الخميس نتيجة شهادة المرحلة الابتدائية للعام 2025، بنسبة نجاح بلغت 58.6%، وذلك خلال مؤتمر صحفي رسمي عقد بالأمانة العامة للحكومة بمدينة كادقلي، برئاسة والي الولاية وأعضاء حكومته ولجنة الأمن.
وجاءت النتيجة لتؤكد استمرار العملية التعليمية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، حيث اعتبرها المسؤولون في الولاية انتصاراً للإرادة والتعليم رغم الحرب والحصار.
علي عبد الواحد الأول على مستوى الولاية ومحلية الدلنج تتصدر المحليات
كشفت وزارة التربية والتوجيه خلال المؤتمر عن أسماء العشرة الأوائل في شهادة الأساس لهذا العام، حيث أحرز الطالب علي عبد الواحد علي محمد من محلية أبو جبيهة المركز الأول بمجموع 273 درجة، بينما جاءت محلية الدلنج في المرتبة الأولى على مستوى المحليات من حيث نسبة النجاح العامة.
وأوضح التقرير أن عدد التلاميذ الجالسين للامتحانات بلغ 3375 تلميذاً وتلميذة موزعين على مختلف محليات الولاية، حيث بلغت نسبة نجاح البنين 53.3%، في حين تفوقت البنات بنسبة 61.9%، ما يعكس تميز الطالبات في الأداء الأكاديمي هذا العام.
الوالي: التعليم أولوية قصوى وسنهيئ بيئة جاذبة للمرحلة المتوسطة
وخلال المؤتمر الصحفي، أكد والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم أن حكومته تولي اهتماماً بالغاً بقطاع التعليم بوصفه الركيزة الأساسية لبناء الإنسان وتطوير المجتمع.
وقال الوالي إن الولاية تعمل على تهيئة البيئة الجاذبة للمرحلة المتوسطة عبر صيانة المدارس وتوفير المعلمين والمعلمات والكتاب المدرسي والإجلاس، إلى جانب دعم استقلالية هذه المرحلة التعليمية الحيوية.
وأضاف الوالي أن حكومة الولاية تعتبر التعليم مشروعاً قومياً مستمراً لا يتوقف مهما كانت الظروف، مشدداً على أن الاهتمام بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة لا يعني إغفال بقية المراحل التعليمية.
وأعلن عن جوائز تشجيعية قيمة للطلاب الثلاثة الأوائل على مستوى الولاية تقديراً لتميزهم الأكاديمي، وحثّ بقية الطلاب على مضاعفة الجهد لتحقيق نتائج أفضل في الأعوام المقبلة.
وزيرة التربية: النتيجة جاءت رغم الحرب والحصار الممنهج
من جانبها، أوضحت وزيرة التربية والتوجيه الأستاذة فاطمة قمر إسماعيل أن النتيجة تمثل ثمرة جهد جماعي كبير من المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، مشيرة إلى أن الوزارة واجهت تحديات جسيمة نتيجة الأوضاع الأمنية الصعبة والحصار الذي فرضته الحرب على بعض المناطق.
وقالت الوزيرة إن تضافر الجهود بين الإدارات التعليمية والمجالس المحلية والمجتمع المدني مكّن من إكمال العام الدراسي بنجاح رغم الصعوبات، مؤكدة أن العملية التعليمية في جنوب كردفان تظل ساحة كفاح وصمود في وجه التحديات الوطنية.
وأضافت الوزيرة أن التعليم في الولاية يقف جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة في معركة الكرامة والعزة، معتبرة أن القلم أصبح سلاحاً موازياً للبندقية في مواجهة الظروف التي تمر بها البلاد.
التعليم في جنوب كردفان.. صمود في وجه الأزمات
ويرى مراقبون أن إعلان النتيجة في هذا التوقيت يعكس إصرار حكومة جنوب كردفان على استمرار التعليم كرمز للاستقرار، وأن نسبة النجاح البالغة 58.6% تعتبر مؤشراً إيجابياً بالنظر إلى التحديات التي واجهت العملية التعليمية من حصار ونزوح وانقطاع الخدمات الأساسية.
وأكدت تقارير تربوية أن جهود المعلمين في المناطق النائية كانت استثنائية ومليئة بالتضحيات، حيث استمر التعليم في ظروف صعبة، مع نقص في الكتاب المدرسي ووسائل الإيضاح، مما جعل هذه النتيجة إنجازاً معنوياً كبيراً لأبناء الولاية.
كما لقيت الخطوة إشادة واسعة من أولياء الأمور والمجتمع المحلي الذين اعتبروا استمرار الامتحانات وإعلان النتائج رغم الحرب دليلاً على عزيمة لا تلين، مؤكدين أن التعليم هو الطريق الوحيد نحو الاستقرار والنهضة في السودان.
دعوة لتعزيز الاستثمار في التعليم
وفي ختام المؤتمر، دعا والي الولاية إلى تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية لدعم التعليم، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب توسيع قاعدة الدعم اللوجستي والمادي للمدارس لضمان جودة التعليم واستمراريته، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
كما أكد أن حكومة الولاية تعمل حالياً على تنفيذ خطة متكاملة لإصلاح التعليم تشمل تطوير المناهج، وتدريب الكوادر التعليمية، وتوسيع نطاق المدارس النموذجية، بما يضمن تحقيق مخرجات تعليمية تواكب تطلعات التنمية في السودان.