اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قال المرصد السوداني لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن أوضاع اللاجئين السودانيين في غرب ليبيا بلغت مستوى كارثياً يهدد حياة المئات منهم، خاصة في مدن طرابلس ومصراتة والزاوية وصرمان، محذراً من تصاعد غير مسبوق في خطاب الكراهية والعنف ضد الأجانب، وما رافقه من حملات اعتقال تعسفية تستهدف الفارين من الحرب في السودان ضمن حملة منظمة ضد المهاجرين الأفارقة في ليبيا.
انتهاكات ممنهجة على المستويين الرسمي والمجتمعي
وأوضح المرصد في بيانه أنه وثّق أنماطاً خطيرة من الانتهاكات التي تجري على مستويين متوازيين، الأول على المستوى الرسمي، حيث تشن جهات أمنية، بينها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، حملات دهم ليلية على مساكن اللاجئين، تعتقل خلالها المئات بشكل تعسفي، وتزجّ بهم في مراكز احتجاز تفتقر لأبسط المعايير الإنسانية. وأشار إلى أن عشرات اللاجئين، بينهم نساء وأطفال، يتم احتجازهم في ظروف قاسية داخل شاحنات مغلقة أو ساحات مكشوفة، في معاملة وصفها بأنها مهينة ومجردة من الإنسانية.
تصاعد العنف المجتمعي والتحريض ضد السودانيين
وعلى المستوى المجتمعي، أشار المرصد إلى أن موجة العنف ضد اللاجئين السودانيين تتسع نتيجة حملة تحريض وكراهية ممنهجة على منصات التواصل الاجتماعي، تصورهم كمصدر تهديد ديموغرافي واجتماعي. وأكد أن هذا التحريض ترجم إلى اعتداءات فعلية من قبل مجموعات مدنية مسلحة بالسكاكين والعصي، هاجمت لاجئين في الشوارع وخربت ممتلكاتهم واقتحمت منازلهم لإجبارهم على المغادرة، كما حدث مع الصحفي السوداني مصعب محمد علي وأسرته في مدينة صرمان.
اللاجئون بين فكي الخطر والتهجير القسري
بيّن المرصد أن هذه الاعتداءات ليست حوادث فردية معزولة، بل نتيجة مباشرة لخطاب عنصري ممنهج يغضّ الطرف عن كون اللاجئين السودانيين ضحايا حرب أهلية طاحنة، وليسوا مهاجرين غير شرعيين كما يُروّج. وأضاف أن الظروف الحالية جعلت اللاجئين السودانيين يعيشون بين خطر الموت أو الاعتقال أو التهجير القسري، في ظل غياب تام للحماية القانونية والإنسانية.
تهديدات تطال الصحفيين السودانيين في ليبيا
وأعرب المرصد السوداني لحقوق الإنسان عن قلق بالغ تجاه سلامة ما لا يقل عن 45 صحفياً سودانياً لاجئاً في ليبيا، أصبحوا أهدافاً سهلة بسبب أعمالهم السابقة وهشاشة أوضاعهم الحالية. وكشف عن تلقيه نداءات استغاثة عاجلة لإجلاء 19 صحفياً يتواجدون في مناطق عالية الخطورة، مؤكداً أن حياتهم مهددة وأنهم يتعرضون لضغوط وتهديدات مباشرة من جماعات مسلحة.
نداء عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية
وطالب المرصد السلطات الليبية بوقف فوري لحملات الاعتقال التعسفي والمداهمات التي تستهدف اللاجئين السودانيين والمهاجرين الأفارقة، داعياً إلى توفير الحماية الكاملة لهم وضمان معاملتهم وفقاً للمواثيق الدولية. كما ناشد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تفعيل ولايتها الحمائية بشكل كامل لتسهيل عمليات الإجلاء الإنساني العاجل للحالات الأكثر عرضة للخطر.
دعوة لليونسكو للتدخل
وشدد المرصد على ضرورة تدخل منظمة اليونسكو فوراً لتفعيل خطة عمل الأمم المتحدة الخاصة بسلامة الصحفيين، ومراقبة أوضاع الإعلاميين السودانيين اللاجئين في ليبيا الذين يواجهون انتهاكات ممنهجة تهدد حياتهم وحريتهم المهنية.
تحذير من مأساة إنسانية وشيكة
وأشار المرصد إلى أن استمرار هذه الأوضاع دون تدخل دولي عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة، إذ تتزايد أعداد المحتجزين في مراكز الإيواء المكتظة، وتغيب الرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة، ما يفاقم المعاناة اليومية للسودانيين الفارين من الحرب بحثاً عن الأمان.
المرصد يطالب بخطة إجلاء شاملة
وأكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان أنه يعمل مع شركائه الإقليميين على إعداد خطة إجلاء شاملة للاجئين السودانيين من ليبيا، داعياً إلى دعم دولي لتأمين ممرات إنسانية آمنة، خاصة للنساء والأطفال والصحفيين، الذين يواجهون أوضاعاً مأساوية في ظل فوضى أمنية وغياب الرقابة الدولية.
أوضاع اللاجئين بين التجاهل والصمت الدولي
انتقد المرصد في ختام بيانه ما وصفه بـ«الصمت الدولي المريب» تجاه معاناة اللاجئين السودانيين في ليبيا، مؤكداً أن تركهم يواجهون القمع والتمييز والاعتقال دون حماية، يمثل إخلالاً واضحاً بالتزامات المجتمع الدولي تجاه حقوق الإنسان.