اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه في السودان، اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، استقرارًا نسبيًا في السوق الموازي، حيث سجل سعر الدولار الأمريكي 3050 جنيهاً مقابل الجنيه السوداني. وأفاد متعاملون أن هذا الاستقرار النسبي يُعزى إلى تراجع الطلب على العملات الأجنبية من قبل التجار، الذين باتوا أكثر تحفظًا خوفًا من تدخل حكومي مفاجئ قد يربك سوق الصرف.
تراجع الطلب.. والمخاوف من التدخل الحكومي تكبح صعود العملات
بحسب ما ورد من مصادر في السوق الموازي، فإن حالة الحذر والترقب التي تسود أوساط التجار خلال الفترة الأخيرة ساهمت في كبح جماح ارتفاع أسعار العملات الأجنبية. ويأتي ذلك في ظل تزايد الحديث عن نية الحكومة التدخل بكميات من النقد الأجنبي في محاولة لتعديل ميزان العرض والطلب، مما يدفع العديد من المتعاملين إلى تجميد نشاطاتهم مؤقتًا لتفادي الخسائر.
أسعار العملات في البنوك السودانية تشهد استقرارًا محدودًا
وفي المقابل، استقرت أسعار العملات الأجنبية في البنوك التجارية السودانية ما بين 2400 إلى 2420 جنيهًا، وسط شح واضح في السيولة النقدية داخل الجهاز المصرفي. هذا التفاوت بين سعر السوق الرسمي والموازي يعكس الفجوة المستمرة في آلية التسعير، ويؤكد استمرار سيطرة السوق الموازي على حركة النقد الأجنبي في البلاد.
شهر يوليو.. بداية الانهيار القياسي للجنيه السوداني
وتُظهر المتابعات اليومية لتقلبات سوق الصرف، أن الدولار الأمريكي أنهى تعاملاته في يوليو الماضي في السوق الموازي بمتوسط سعر صرف بلغ نحو 3100 جنيه سوداني، بينما تجاوز في بعض المعاملات 3350 جنيهًا، خصوصًا خلال الأسبوع الثالث من الشهر. ويُعد هذا السعر أعلى مستوى يسجله الدولار مقابل الجنيه السوداني منذ اندلاع النزاع، ما يعكس انهيارًا حادًا ومقلقًا في قيمة العملة المحلية.
تاريخ تدهور الجنيه خلال يوليو: من 2753 إلى 3250 في أقل من شهر
ويُشار إلى أن رحلة التدهور المتسارعة للجنيه السوداني بدأت في الأيام الأولى من يوليو، حيث افتتح الدولار تعاملاته عند 2753.01 جنيهًا، ثم ارتفع في التاسع من يوليو إلى 2850 جنيهًا، واستمر في التصاعد ليصل إلى 2950 جنيهًا في الأسبوع الثاني، قبل أن يكسر حاجز الـ3350 جنيهًا في الأسبوع الثالث، ويختتم الشهر عند سعر قياسي بلغ 3250 جنيهًا.
انهيار الجنيه بنسبة 498% خلال 27 شهرًا فقط
وتكشف المقارنة مع أسعار الصرف في عام 2023 عن فوارق مرعبة؛ حيث بلغ سعر الدولار في الفترة ذاتها من العام قبل الماضي 560 جنيهًا فقط، مما يعني أن الجنيه السوداني فقد أكثر من 498% من قيمته خلال 27 شهرًا، وهو مؤشر على عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وتُضعف من قدرة الحكومة على التحكم في أدوات السياسة النقدية.
شح السيولة واستمرار الفجوة بين الرسمي والموازي
رغم محاولات البنك المركزي فرض رقابة على سوق العملات من خلال تحديد أسعار استرشادية، إلا أن شح السيولة داخل البنوك، واعتماد التجار والمستوردين على السوق الموازي، يستمر في تعزيز قبضة السوق غير الرسمي على حركة الدولار وباقي العملات الأجنبية.
تحذيرات اقتصادية من انفلات أكبر في السوق الموازي
حذرت تقارير اقتصادية من أن استمرار هذا المسار دون تدخل فعلي قد يؤدي إلى انفلات أكبر في سوق الصرف، خاصة مع دخول البلاد في موسم استيراد جديد للسلع الضرورية، ما يزيد من الضغط على العملة الأجنبية ويرفع الطلب مقابل العرض المحدود في السوق.
الريال واليورو.. استقرار حذر في السوق
بالإضافة إلى الدولار، شهدت أسعار الريال السعودي واليورو استقرارًا نسبيًا، في ظل نفس الظروف المؤثرة على سعر الدولار، حيث ارتبطت مستويات الأسعار بالتقلبات العالمية والطلب الداخلي المتذبذب. ووفقًا لمتعاملين، فإن الأسعار تتراوح بشكل طفيف من يوم لآخر، دون تسجيل قفزات كبيرة خلال الأسبوع الجاري.
سوق العملات ينتظر تحركات المركزي والحكومة
لا يزال السوق الموازي في حالة ترقب لأي خطوات عملية من قبل الحكومة أو البنك المركزي قد تعيد بعض التوازن للقطاع النقدي. ويُتوقع أن تتجه الحكومة إلى استخدام أدوات غير تقليدية للسيطرة على سعر الصرف، منها زيادة المعروض عبر قنوات معينة أو تشديد الرقابة على السوق الموازي، إلا أن مصداقية هذه الإجراءات تبقى محل شك من قبل المتعاملين والمستوردين.