اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت دراسة حديثة عن نتائج صادمة تتعلق بتأثير توقيت استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، حيث أكدت أن استخدام هذه المنصات خلال ساعات الليل، خاصة بين الحادية عشرة مساءً والخامسة صباحاً، قد يعرض المستخدمين لخطر متزايد من الاكتئاب والقلق.
توقيت الاستخدام أهم من مدته
وأوضحت الدراسة، التي نقلت نتائجها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن معظم الأبحاث السابقة ركزت فقط على معدل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومدى الإدمان عليها، إلا أن هذه الدراسة سعت إلى تحليل البعد الزمني، لتحديد ما إذا كان التوقيت بحد ذاته يؤثر في الحالة النفسية للأفراد. وأكد الباحثون أن النتائج تشير إلى أن العلاقة بين وقت الاستخدام ونوعية الصحة النفسية أكثر عمقاً مما كان يعتقد سابقاً.
دراسة شملت 310 بريطانيين
شارك في الدراسة 310 أشخاص من المملكة المتحدة، وتم تحليل نشاطهم على منصة «إكس» خلال الفترة الممتدة من يناير 2008 حتى فبراير 2023، قبل أن يُطلب منهم الإجابة على استبيانات تتعلق بصحتهم النفسية ومستوى القلق والاكتئاب لديهم. وتوصل الباحثون إلى أن أولئك الذين اعتادوا على استخدام المنصة ليلاً سجلوا معدلات أعلى من أعراض القلق والاكتئاب مقارنةً بمن يستخدمونها خلال النهار.
اضطرابات النوم وعلاقتها بالتوتر النفسي
أكد فريق البحث أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من الليل يؤدي غالباً إلى اضطرابات في النوم، حيث يبقى المستخدمون مستيقظين لساعات متأخرة، ما يخلّف تأثيرات سلبية على التوازن العصبي والنفسي. كما أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية يثبط إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، وهو ما ينعكس سلباً على الحالة المزاجية في اليوم التالي.
النوم وجودته مفتاح الصحة النفسية
أشار الباحثون إلى أن جودة النوم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية والمزاج العام، موضحين أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أو اضطراباته أكثر عرضة لتقلبات المزاج ونوبات القلق والاكتئاب. وأكدوا أن الحفاظ على نمط نوم صحي والابتعاد عن الشاشات قبل النوم قد يسهم بشكل مباشر في تحسين الحالة النفسية.
دعوة لتنظيم استخدام المنصات الرقمية
أوصت الدراسة بضرورة وضع سياسات وتدخلات فعالة من قبل الجهات الصحية والتربوية للحد من الاستخدام الضار لوسائل التواصل الاجتماعي في فترات الليل، سواء من خلال التوعية المجتمعية أو تشريعات تحدد ساعات الاستخدام في الفئات العمرية الصغيرة. وأشار الباحثون إلى أن هذه الخطوات قد تسهم في تقليل معدلات الاكتئاب المرتبطة بالإفراط في استخدام المنصات الرقمية ليلاً.
التكنولوجيا بين الراحة والمخاطر النفسية
ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي تُعد وسيلة مهمة للتواصل والتعبير عن الذات، إلا أن الدراسة حذرت من الإفراط في استخدامها دون وعي، معتبرة أن الاعتماد الزائد عليها قد يخلق نوعاً من العزلة الرقمية ويؤثر سلباً على العلاقات الواقعية والنوم المنتظم. ودعا الخبراء إلى تبني استخدام متوازن لهذه الوسائل بما يخدم الصحة النفسية بدلاً من الإضرار بها.
استخدام «إكس» ليلاً الأكثر ضرراً
ولفتت الدراسة إلى أن منصة «إكس» كانت النموذج الأوضح في هذا التحليل، حيث أظهر المستخدمون الذين يتفاعلون عليها في فترات الليل مستويات أعلى من التوتر والانزعاج مقارنة بغيرهم. وفسّر الخبراء ذلك بأن طبيعة النقاشات السياسية والاجتماعية الحادة على المنصة قد ترفع مستويات القلق وتستفز التفكير المستمر قبل النوم.
أثر الضوء الأزرق على الدماغ
كما أكدت النتائج أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الذكية ليس مجرد مشكلة بصرية، بل له تأثيرات مباشرة على الدماغ، إذ يعطل الساعة البيولوجية للجسم ويؤخر الإحساس بالنعاس. وبين الباحثون أن تجنب استخدام الهاتف قبل النوم بساعة واحدة على الأقل قد يقلل بشكل كبير من مخاطر القلق والاكتئاب.
توصيات لحياة رقمية أكثر توازناً
وختمت الدراسة بالتأكيد على أن التوازن هو المفتاح، داعية إلى ممارسة أنشطة بديلة قبل النوم مثل القراءة أو التأمل أو الاستماع للموسيقى الهادئة بدلاً من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. كما شددت على أهمية الوعي الذاتي بآثار الاستخدام الليلي وضرورة نشر ثقافة “الصحة الرقمية” التي تضمن علاقة صحية بين الإنسان والتكنولوجيا.