اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت الأجهزة الأمنية المصرية عن تفاصيل جريمة صادمة هزّت محافظة الإسماعيلية، بعدما عُثر على جثة طفل مقطعة إلى أشلاء في إحدى المناطق السكنية، ليتبين لاحقًا أن الجاني طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وزميل الضحية في المدرسة، في واقعة تعد من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر مؤخرًا.
مشادة عابرة تنتهي بجريمة بشعة
وأفادت التحقيقات الأولية أن الجريمة وقعت في منطقة المحطة الجديدة بحي أول الإسماعيلية، حيث استدرج الطفل المتهم زميله إلى منزله بعد انتهاء اليوم الدراسي، لتنشب بينهما مشادة كلامية تطورت بشكل مأساوي. وخلال الجدال، أقدم المتهم على ضرب زميله بعصا خشبية على رأسه بقوة، مما أدى إلى وفاته في الحال، قبل أن تتخذ الأحداث منحى أكثر فظاعة.
محاكاة جريمة إلكترونية تحولت إلى واقع دموي
وخلال اعترافاته أمام النيابة العامة، قال الطفل المتهم إنه شاهد طريقة القتل في إحدى الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت، فقرر تقليدها بدافع الفضول والتجربة، دون أن يدرك فداحة ما يقوم به. وأضاف أنه بعد أن تأكد من وفاة زميله، استخدم آلة حادة لتقطيع الجثة إلى أجزاء صغيرة في محاولة منه لإخفاء معالم الجريمة.
التخلص من الجثة قرب مجمع تجاري شهير
وأوضحت الأجهزة الأمنية أن الطفل الجاني قام بجمع أشلاء زميله داخل أكياس بلاستيكية، ثم نقلها إلى منطقة قريبة من فرع “كارفور” بالإسماعيلية، حيث ألقى بها في محاولة يائسة لطمس الأدلة. غير أن المباحث الجنائية، بعد تحريات دقيقة واستخدام وسائل تقنية متطورة، تمكنت من تحديد هوية الجاني وضبطه في وقت قياسي.
القبض على المتهم وتمثيل الجريمة
وبحسب بيان وزارة الداخلية المصرية، فقد تم ضبط الطفل المتهم خلال ساعات من اكتشاف الجريمة، وجرى اقتياده إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما قررت اصطحابه إلى موقع الجريمة لتمثيل كيفية ارتكابه الواقعة. وتم نقل جثمان الضحية إلى ثلاجة مستشفى جامعة قناة السويس، تحت تصرف النيابة لاستكمال التحقيقات الشرعية والفنية.
صدمة مجتمعية وتساؤلات حول العنف الرقمي
وتسببت الجريمة في حالة من الذهول والصدمة داخل المجتمع المصري، خاصة أن الفاعل والمجني عليه طفلان في المرحلة الإعدادية، مما أعاد إلى الواجهة الجدل حول تأثير الألعاب الإلكترونية والمحتوى العنيف المنتشر عبر الإنترنت على سلوك الأطفال والمراهقين. وحذر خبراء علم النفس من خطورة تعرّض الصغار لمشاهد العنف الافتراضي التي قد تدفعهم لتقليدها دون وعي بالنتائج.
تحذيرات من تفشي الظاهرة الرقمية القاتلة
وأكد مختصون أن الحادث يجب أن يكون جرس إنذار حقيقي للجهات المسؤولة عن التعليم والإعلام والأسرة، مشيرين إلى أن الألعاب الإلكترونية العنيفة باتت تسهم في تطبيع العنف داخل عقول المراهقين. وطالبوا بتشديد الرقابة على المحتوى الرقمي، وإطلاق حملات توعية مكثفة تستهدف أولياء الأمور لمراقبة ما يشاهده أبناؤهم على الإنترنت.
دعوات لتفعيل الرقابة والتربية الرقمية
دعا خبراء الاجتماع والتربية إلى ضرورة مراجعة منظومة الرقابة على الألعاب والمنصات الإلكترونية في مصر، وإنشاء لجان مختصة لمتابعة الألعاب المنتشرة بين المراهقين. كما شددوا على أهمية ترسيخ قيم الحوار والتربية النفسية داخل المدارس والأسر، للحد من انتشار السلوكيات العنيفة التي تتغذى على المحتوى الإلكتروني غير المنضبط.
مسؤولية الأسرة والمجتمع أمام تحدي العنف الرقمي
أجمع خبراء القانون والمجتمع على أن هذه الجريمة المروعة تضع الجميع أمام مسؤولية مجتمعية مشتركة، مؤكدين أن حماية الأطفال من الانزلاق وراء هذا النوع من السلوكيات تبدأ من الأسرة التي يجب أن تتابع وتوجه وتحتضن أبناءها عاطفيًا ونفسيًا. كما دعوا إلى إدخال مادة 'التربية الرقمية' ضمن المناهج الدراسية لتوعية الأجيال الجديدة بمخاطر الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا.
مأساة تفتح الباب لنقاش وطني
ويرى محللون أن جريمة طفل الإسماعيلية لن تكون الأخيرة ما لم تُتخذ خطوات عملية نحو ضبط المحتوى الرقمي وحماية الفئات العمرية الصغيرة من التأثر بالعنف الإلكتروني، مطالبين بسن تشريعات أكثر صرامة للحد من انتشار الألعاب الخطرة التي تحرض على القتل أو الانتقام أو الانتحار.