لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت صالات السينما الأميركية نهاية أسبوع مخيبة للآمال، بعدما تراجعت إيرادات عدد من الأفلام التي تراهن عليها شركات الإنتاج لموسم الجوائز، في وقت ما تزال فيه دور العرض تكافح لاستعادة جمهورها بعد جائحة كورونا.
خسائر متوقعة لفيلم One Battle After Another
واجه فيلم One Battle After Another للمخرج بول توماس أندرسون، من بطولة ليوناردو دي كابريو، انتكاسة مالية رغم الإشادات الواسعة التي وصفته بـ'التحفة السينمائية'.
وقد أنتجته شركة وارنر براذرز بميزانية تجاوزت 130 مليون دولار، إضافةً إلى نحو 70 مليونًا للحملة الترويجية، لكنه فشل في تحقيق العائدات المطلوبة لتعويض التكاليف، إذ يحتاج إلى أكثر من 300 مليون دولار للوصول إلى نقطة التعادل، بينما بلغت إيراداته العالمية نحو 140 مليونًا فقط.
وتشير تقديرات من قطاع الإنتاج إلى أن خسائر الفيلم قد تصل إلى 100 مليون دولار، رغم تأكيد الشركة المنتجة أن نتائجها السنوية ما تزال إيجابية بفضل نجاحات أخرى في شباك التذاكر.
تكاليف مرتفعة ونظام توزيع غير منصف للشركات
يواجه فيلم One Battle After Another عقبة إضافية تتعلق بطريقة توزيع الأرباح بين شركات الإنتاج ودور العرض، إذ يحصل كل طرف على نحو نصف العائدات فقط.
كما أن النجم ليوناردو دي كابريو يتقاضى نسبة من الإيرادات منذ اليوم الأول للعرض؛ ما يقلص حصة الشركة المنتجة من الأرباح الفعلية بشكل ملحوظ.
ويرى محللو شباك التذاكر أن الأفلام الموجهة للبالغين باتت أقل جذباً للجمهور الذي يفضل الانتظار لمشاهدتها عبر المنصات الرقمية، خاصة مع تقلص فترة العرض الحصري في دور السينما من 90 يوماً إلى أسابيع قليلة فقط.
ويشير خبراء إلى أن الجمهور بات يذهب إلى السينما في عدد محدود من المناسبات سنوياً، وغالباً لاختيارات مأمونة مثل الأجزاء الجديدة من أفلام ناجحة أو الأعمال الضخمة المؤثرة بصرياً.
لم تقتصر الإخفاقات على وارنر براذرز، إذ تكبدت شركة A24 خسائر بعد فشل فيلمها الرياضي The Smashing Machine رغم بطولته للنجم دواين جونسون، فيما عانى فيلم Roofman من إيرادات ضعيفة بلغت ثمانية ملايين دولار فقط.
ويرى محللون أن هذه النتائج تؤكد هشاشة سوق الأفلام المتوسطة الميزانية، وأن المجازفة بإنتاج أفلام درامية مستقلة باتت أكثر صعوبة في ظل تغيّر تفضيلات المشاهدين.
بين القيمة الفنية والعائد التجاري
على الرغم من الخسائر المتوقعة، يبقى فيلم One Battle After Another أحد أبرز المنافسين في موسم الأوسكار المقبل؛ ما يمنح شركة وارنر براذرز مكسباً معنوياً يعزز مكانتها في المشهد السينمائي.
ومع ذلك، يرى المراقبون أن النجاح النقدي لا يكفي وحده لتبرير تكاليف الإنتاج الضخمة، وأن مستقبل السينما يتطلب توازناً بين القيمة الفنية والجدوى التجارية.