اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في أول رد فعل بعد قرار إعفائه من منصبه، خرج وزير الصحة السابق الدكتور معز عمر بخيت عن صمته، كاشفًا عن تفاصيل رسالة اعتذاره التي بعث بها لرئيس الوزراء بتاريخ 26 يوليو 2025، والتي توضح الأسباب الصحية التي حالت دون استمراره في قيادة الوزارة.
إصابة مفاجئة تقلب المشهد
وأوضح بخيت أنه تعرض لإصابة بالغة في إحدى الدول العربية أثناء مشاركته في حفل وداع أقامه أصدقاؤه بمناسبة تعيينه وزيرًا للصحة، حيث انزلق وتعرض لكسر في الرجل اليمنى، إضافة إلى شق وكسر في كاحل الرجل اليسرى، بجانب مضاعفات في أسفل الظهر أثرت على قدرته على الحركة بشكل كبير. وأكد أن حالته الصحية ربما تستدعي تدخلًا جراحيًا وفترة علاج طويلة، الأمر الذي جعله يتخذ قرار الاعتذار عن تولي المنصب.
نص رسالة الاعتذار
وجاء في نص الرسالة التي بعث بها لرئيس الوزراء: 'من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأشكركم على ثقتكم العظيمة في شخصي واختياري وزيرًا للصحة بوطني السودان. لقد هيأت نفسي لتحمل هذه المسؤولية الكبرى بإعداد استراتيجية متكاملة واختيار فريق عمل يعين على تنفيذها، إلا أن الإصابة التي تعرضت لها في الرجلين والمضاعفات في الظهر حالت دون الاستمرار. وبعد استشارة الأطباء قررت أن أقدم اعتذاري عن تولي حقيبة وزارة الصحة'.
التزام بمشروعات صحية كبرى
رغم اعتذاره، أكد بخيت التزامه بخدمة السودان عبر مشروعه الاستراتيجي الذي وصفه بـ'الحلم الأكبر'، والمتمثل في إنشاء أكبر مستشفى تخصصي في طب وجراحة المخ والأعصاب وإعادة التأهيل في القارة الأفريقية. وأوضح أن هذا المشروع سيكون إضافة نوعية للقطاع الصحي، إذ سيوفر العلاج المتقدم والتدريب والبحث العلمي، ويسد الفجوة الكبيرة في هذا التخصص الحساس.
استمرار الدعم من خارج المنصب
وأشار بخيت إلى أنه سيظل مساندًا للعمل الصحي في السودان من خلال تقديم الاستشارات والخبرات وبناء الجسور مع المؤسسات الصحية الدولية، مؤكدًا أن منصبه الوزاري لم يكن نهاية العطاء، بل دافعًا لمزيد من الجهد عبر تخصصه وعلاقاته وخبراته الطويلة.
تقدير للثقة الرسمية
وفي ختام رسالته، عبّر عن امتنانه لرئيس الوزراء وللقيادة السياسية على الثقة الكبيرة التي منحت له، مؤكداً أن يده ستظل ممدودة لخدمة السودان متى ما أُتيح له ذلك، وأن اعتذاره جاء من منطلق وطني بحت، لأن صحة المواطن واستقرار المنظومة الصحية تتطلب وزيرًا قادرًا على التحرك الفعّال دون عوائق صحية.
خلفيات القرار
ويأتي هذا الاعتذار بعد أيام من صدور قرار رئيس الوزراء بإعفاء الدكتور معز بخيت من منصبه، وتعيين الدكتور هيثم محمد إبراهيم خلفًا له لقيادة وزارة الصحة، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإعادة ترتيب القطاع في مرحلة تتطلب استجابة سريعة للتحديات الصحية الراهنة.
دلالات سياسية وصحية
ويشير مراقبون إلى أن اعتذار بخيت يعكس حجم الضغوط التي يواجهها القطاع الصحي، حيث لا يحتمل الوضع الحالي وزيرًا مقعدًا عن الحركة، ما يجعل اختيار البديل ضرورة قصوى. في الوقت ذاته، يفتح مشروعه المعلن عن المستشفى التخصصي آفاقًا جديدة لإصلاح الصحة في السودان بعيدًا عن المناصب الرسمية