اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
طه العاني - الخليج أونلاين
ما الهدف الرئيسي لبرنامج 'صناع محتوى التأثير الإنساني'؟
تمكين صناع المحتوى من إنتاج قصص إنسانية مؤثرة تعزز الوعي والتغيير الإيجابي.
كم عدد البرامج التدريبية ضمن مبادرة 'صناع الأثر' في 2025؟
5 برامج تستهدف 250 مشاركاً.
في ظل تزايد أهمية الإعلام الرقمي كأداة للتأثير الإيجابي ونقل الرسائل الإنسانية، تتجه مبادرات عربية ودولية إلى تمكين صناع المحتوى من إنتاج أعمال رقمية تواكب القضايا التنموية والخيرية.
ويأتي إطلاق برنامج 'صناع محتوى التأثير الإنساني' باللغة العربية، في 8 أغسطس 2025، ليعزز دور الإعلام الموجه نحو خدمة المجتمعات، ويمنح الشباب العربي مهارات وتقنيات متقدمة لابتكار محتوى هادف يسلط الضوء على التجارب الإنسانية بمختلف أشكالها.
تطوير المهارات
يهدف برنامج 'صناع محتوى التأثير الإنساني' إلى رفع كفاءة صناع المحتوى في العالم العربي، عبر تدريبهم على أساليب السرد القصصي، وكتابة السيناريو، وتصميم وإنتاج مقاطع الفيديو، والمونتاج، والتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى التعرف على أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي واستراتيجيات النشر.
كما سيستفيد المشاركون، وعددهم 67 مدوناً وصانع محتوى من مختلف الدول العربية، من خبرات نخبة من المختصين في التكنولوجيا والمنصات الرقمية، وكذلك من تجارب مؤثرين عالميين يعرضون قصصهم الإنسانية بأساليب أكثر تأثيراً.
البرنامج، الذي يستمر حتى 28 أغسطس الجاري، يضم فئات متنوعة من المشاركين تشمل العاملين في المنظمات الإنسانية، والمتطوعين، والمذيعين، والمدونين، ورواة القصص، والمعلمين، والصحافيين، إضافة إلى مبدعين جدد في مجال الإعلام الرقمي.
كما استقطب البرنامج اهتماماً واسعاً، حيث تلقى 637 طلب مشاركة من أكثر من 36 دولة، ليتم اختيار 106 متأهلين للمقابلات، انتهت بترشيح 67 منهم بعد مراجعة معايير التخصص والخبرة في المحتوى الإنساني.
رسائل إنسانية
ويركز برنامج 'صناع محتوى التأثير الإنساني' على إبراز القيم الإنسانية المشتركة، وتوظيف الإعلام الرقمي في نقل قصص تلهم المجتمعات وتدفعها نحو العمل الإيجابي.
وأوضح مدير أكاديمية الإعلام الجديد، حسين العتولي، أن البرنامج في نسخته العربية يهدف إلى تعزيز المحتوى الإنساني العربي الواعي، وتمكين الشباب من استخدام الأدوات الرقمية الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة القضايا التنموية والخيرية.
وأضاف، في تصريحات نشرتها 'الإمارات اليوم' (8 أغسطس الجاري)، أن 'المبادرة تمنح المشاركين فرصة لصقل مهاراتهم وتوسيع آفاقهم، بما يمكّنهم من ابتكار محتوى رقمي مؤثر يعكس جوهر المبادرات الإنسانية، ويسهم في إحداث تغيير ملموس في المجتمع'.
وأشار العتولي إلى أن 'الأكاديمية تعمل بالتعاون مع مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، على تمكين الشباب العربي بالأدوات الرقمية الحديثة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي'.
كما بيّن أن 'برنامج صناع محتوى التأثير الإنساني بنسخته العربية، يمنح المشاركين فرصة تطوير مهاراتهم وتوسيع مداركهم، ليكونوا قادرين على توظيف محتوى الإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة في خدمة القضايا الإنسانية'.
مشروع استراتيجي
يرى الكاتب الصحفي والإعلامي في المجال الإنساني، سامح أبو الحسن، أن مبادرة 'صناع محتوى التأثير الإنساني' تتجاوز كونها مجرد دورة تدريبية لتكون مشروعاً استراتيجياً يعيد تعريف العلاقة بين الإعلام والعمل الإنساني في العالم العربي.
ويوضح لـ'الخليج أونلاين':
- المبادرة تقوم على فكرة محورية مفادها أن المحتوى الرقمي هو لغة العصر وأقوى وسيلة للتأثير في الرأي العام.
- إيصال رسائل العمل الإنساني إلى قلوب الملايين يحتاج إلى إعداد جيل من صناع المحتوى المتخصصين القادرين على تحويل القضايا المعقدة إلى رسائل بسيطة ومؤثرة وصادقة.
- العمل الإنساني لا يكتمل بالغوث وحده، بل يحتاج إلى سرد قصصي مؤثر يخلد التجربة ويحفز على المشاركة.
- التأثير الحقيقي لم يعد في طول المقالات أو ضخامة النشرات، بل في قوة المحتوى الرقمي القصير الذي يخاطب العقول والقلوب معاً.
- المبادرة مشروع نهضوي يفتح الباب أمام جيل جديد من الشباب العربي، ليكونوا سفراء للإنسانية وألسنة ناطقة بوجع المنكوبين.
- التأثير لا يقاس بعدد الإعجابات أو المتابعين، وإنما بقدرة المحتوى على إحداث تغيير حقيقي في وعي الإنسان وسلوكه.
- البرنامج يقدم نموذجاً متقدماً للإعلام الإنساني، حيث يستقطب مشاركين من مختلف الدول العربية ليكونوا سفراء للإنسانية. ويتضمن محاور تدريبية عميقة، ما يجعل صانع المحتوى قادراً على تحويل معاناة إنسانية إلى قصة بصرية مؤثرة.
- المبادرة لا تخاطب الشاشة فقط، بل تخاطب الضمير الجمعي للأمة، وتهدف إلى إعادة التوازن في بيئة رقمية طغى عليها الترفيه الفارغ والتنافس على الشهرة الزائفة، بحيث يكون للعالم العربي محتوى قيمي وإنساني وواعٍ.
صنّاع الأثر
ويأتي برنامج 'صناع محتوى التأثير الإنساني' كأحد المكونات الرئيسية لمبادرة 'صناع الأثر'، التي أطلقها مجلس الشؤون الإنسانية الدولية بالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد، بهدف توسيع نطاق التدريب في مجالات الإعلام الإنساني.
وذكر مركز الاتحاد للأخبار، في 17 يونيو 2025، أنّ المبادرة تضمّ 5 برامج متخصصة خلال عام 2025، تستهدف تأهيل 250 صانع محتوى من العاملين في الصحافة والمجال الرقمي، ممن لديهم شغف بنقل القضايا الإنسانية بأسلوب مهني مؤثر.
كما تشمل هذه البرامج تدريبات على مهارات المتحدث الرسمي والظهور الإعلامي وإدارة الأزمات، وصحافة التأثير الإنساني، إلى جانب نسختين عربية وإنجليزية من برنامج 'صناع محتوى التأثير الإنساني'، إضافة إلى نسخة تُعقد عن بُعد بالشراكة مع مركز الشباب العربي.
ويغطي التدريب أساليب الكتابة الصحفية الإنسانية، والسرد القصصي، والتعامل مع منصات النشر الحديثة، مع إتاحة فرص تبادل الخبرات مع خبراء وصناع محتوى عالميين.
من جانبه شدد رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، على أهمية إثراء المحتوى الإنساني، بوصف ذلك مسؤولية مؤسسية ومجتمعية مشتركة تضطلع بها المؤسسات الإعلامية مع صانعي المحتوى الرقمي المتنوع.
ونوّه أيضاً، في تصريحات نشرتها صحيفة 'الوطن' الإماراتية في 10 يونيو 2025، باهتمام قيادة الإمارات ودعمها الكبير لرفد المواهب العربية الشابة بالأدوات والمهارات المتقدمة في مجال السرد القصصي المرتبط بالعمل الإنساني والتنموي.
كما لفت إلى ضرورة تعزيز التعاضد المجتمعي، وتسليط الضوء على الجهود الإنسانية الرائدة والمساهمات التنموية البارزة والمؤثرة إيجاباً في حياة ملايين الناس في مختلف قارات العالم، مشدداً على أن لدولة الإمارات مبادرات ومشروعات إنسانية عظيمة تعكس مكانتها العالمية الرائدة.