الاتحاد الأفريقي يطرق أبواب السودان.. هل حان وقت التسوية؟

متابعات- نبض السودان

في لقاء يعكس الاهتمام الإقليمي والدولي المتزايد بالأزمة السودانية، استقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء بمدينة بورتسودان، ممثل الاتحاد الأفريقي في السودان محمد بلعيش، بحضور وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق، والسفير أحمد يوسف مدير الإدارة الإفريقية بالإنابة.

الاتحاد الأفريقي يجدد دعمه لوحدة السودان واستقراره

خلال اللقاء، نقل محمد بلعيش تحيات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السفير علي محمود يوسف، مؤكداً على دعم الاتحاد الكامل لوحدة السودان وسيادته واستقراره، مشددًا على أن زيارته تأتي في إطار استكشاف السبل الممكنة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد التي تعيش ظروفًا استثنائية بفعل الحرب والنزاعات.

لقاء شفاف وصريح حول تطورات الوضع الداخلي

وفي تصريح صحفي عقب اللقاء، وصف بلعيش المباحثات مع رئيس مجلس السيادة بأنها مثمرة واتسمت بالشفافية والصراحة، حيث تناولت بشكل شامل مجمل تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في السودان، كما استعرض الطرفان فرص الحلول السياسية الممكنة واستئناف المسارات التفاوضية المتوقفة.

السودان كنموذج أفريقي لتسوية الأزمات

أعرب ممثل الاتحاد الأفريقي عن أمله في أن يصبح السودان نموذجًا يحتذى به في إفريقيا في مجال تسوية الأزمات الداخلية عبر الحوار والمصالحة، موضحًا أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة تضم كفاءات وطنية سيكون له أثر إيجابي مباشر في تخفيف معاناة المواطنين، وتحسين جودة الخدمات العامة، وبدء عملية إعادة الإعمار تدريجيًا بما يُمكّن اللاجئين والنازحين من العودة إلى مناطقهم الأصلية.

دعم لاستمرار القوات المسلحة في بسط الأمن والاستقرار

وفي لفتة لافتة، أكد بلعيش أن استمرار القوات المسلحة السودانية في دحر التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع البلاد يمثل نقطة إيجابية ومحل إشادة، لكنه في ذات الوقت شدد على أهمية انتهاج الحوار وتغليب صوت العقل، منوهًا إلى أن الحل العسكري لا يمكن أن يكون البديل الدائم عن الحلول السياسية.

اتفاق جدة أرضية للحل وحوار سوداني شامل

وفي حديثه عن مسارات الحل، اعتبر ممثل الاتحاد الأفريقي أن الاتفاق الموقع في جدة في 11 مايو 2023 يُشكّل أرضية مهمة لوقف الحرب والبدء بحوار وطني شامل، ودعا الفرقاء السودانيين إلى استغلال هذه الفرصة لإطلاق مفاوضات جادة تضع السودان على طريق السلام الدائم والمصالحة الوطنية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي على استعداد لتقديم كافة أشكال الدعم الفني والسياسي في هذا الاتجاه.

دعوة لتجاوز مرارات الماضي والتطلع إلى المستقبل

أكد بلعيش على أهمية تجاوز مرارات الماضي والعمل من أجل مستقبل مشترك يتسع لجميع السودانيين، داعيًا الأطراف كافة إلى الالتزام بالمواثيق الموقعة وتغليب المصلحة الوطنية على الاعتبارات الحزبية أو الفئوية، مشددًا على أن الحوار الصادق هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة المعقدة التي يعيشها السودان.