اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
كشفت الشرطة السودانية عن بدء عملية تأمين واسعة للعاصمة الخرطوم باستخدام تقنيات التصوير الجوي عبر الطيران المُسير، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى احتواء الانفلات الأمني الذي تشهده مناطق متفرقة من العاصمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وأكد الناطق الرسمي باسم الشرطة، العميد فتح الرحمن محمد التوم، أن “الآن بدأت عملية تأمين العاصمة بالتصوير الجوي عبر الطيران المُسير”، مشيرًا إلى أن هذه الطائرات ستنفذ دوريات منتظمة لتأمين المعابر الحدودية ومناطق الهشاشة داخل الخرطوم.
الأطواف الأمنية تتحرك بتوجيه من السماء
وأوضح التوم أن مهام الطيران المُسيّر لن تقتصر على المراقبة، بل ستوجه الأطواف الأمنية المشتركة نحو المناطق التي تشهد نشاطًا متزايدًا للظواهر السالبة، مثل النهب، والتفلتات المسلحة، وتجمعات المجموعات الخارجة عن القانون.
وذكر أن العملية تأتي ضمن خطة محكمة وضعتها رئاسة قوات الشرطة لتعزيز الأمن داخل ولاية الخرطوم، بعد انتقال القيادة الأمنية من بورتسودان إلى العاصمة لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
مواطنون يشتكون من السيولة الأمنية
وتعيش مناطق عديدة بالخرطوم حالة من القلق جراء التفلتات الأمنية المتكررة، إذ أبلغ سكان أحياء شرق النيل وجنوب الخرطوم عن حوادث سرقة ونهب متكررة، تتورط فيها مجموعات مسلحة تستغل الفراغ الأمني الحاصل بعد انسحاب قوات الدعم السريع من وسط العاصمة.
وقال سكان محليون إن بعض المحال التجارية تُستهدف ليلاً، فيما يتعرض المواطنون للابتزاز والتهديد بالسلاح في الطرقات، في ظل غياب الاستجابة السريعة من قوات الأمن.
انسحاب الدعم السريع وعودة الشرطة للخرطوم
في وقت سابق، أعلنت الشرطة السودانية عن نشر آلاف الجنود في الخرطوم لتأمين المقار الحكومية والدبلوماسية، بعد إعلان الجيش عن خلو العاصمة من قوات الدعم السريع، التي انسحبت إلى الأطراف الغربية والجنوبية.
ويُنظر إلى استخدام الطيران المُسير كخطوة نوعية في استعادة السيطرة الأمنية، خاصة في ظل صعوبة التحرك الأرضي الكامل داخل أحياء ما زالت تعاني من تهديدات متفرقة أو انتشار غير منضبط للسلاح.
خطة أمنية جديدة.. لكن التحديات باقية
تؤكد الشرطة أن حملاتها مستمرة، وأن نتائجها بدأت تظهر على الأرض، لا سيما في استقرار بعض الأحياء الرئيسية، إلا أن مراقبين يرون أن استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة تتطلب تنسيقًا عسكريًا وأمنيًا أشمل، يشمل القوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى تحسين الاستجابة السريعة وتوفير الدعم اللوجستي للأطواف المنتشرة.
ويأتي الإعلان عن هذه الإجراءات في وقت يشهد فيه السودان وضعًا معقدًا أمنيًا وسياسيًا، حيث تتواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع في ولايات أخرى، فيما تسعى الحكومة المؤقتة بقيادة كامل إدريس إلى بسط سيطرتها على الخرطوم تدريجيًا.