اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت إسرائيل عن تنفيذ عملية عسكرية سرية طويلة الأمد ضد إيران، بعد سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة صباح الجمعة، في خطوة وصفها المراقبون بأنها 'أقسى ضربة' للنظام الإيراني منذ ثورة عام 1979. وأعلنت تل أبيب أنها بدأت هذه العملية بعد 8 أشهر من التخطيط والتحضير السري، مشيرة إلى أنها ستتواصل لفترة غير محددة.
خطة طويلة الأمد.. والجيش يستعد لمرحلة ممتدة
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية ليست ضربة واحدة، بل حملة تدريجية تتطلب الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد، مؤكداً أن سلاح الجو ألحق 'أضراراً بالغة' بمنشأة نطنز النووية، أحد أكثر المواقع تحصينًا في إيران.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف هو القضاء الكامل على القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، مضيفًا أن العملية ستستمر 'لقدر ما تستغرقه من أيام'، بينما أوضح مسؤولون آخرون أن الحملة قد تمتد لأسابيع.
14 يومًا من العمليات.. وضرب 'قلب' البرنامج النووي
صحيفة 'وول ستريت جورنال' نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن خطة العمليات تمتد لأسبوعين، متسقة مع رؤية استراتيجية تتجاوز مجرد توجيه ضربة واحدة. وتهدف هذه الخطة إلى شل القدرات الإيرانية بالكامل عبر استهداف المنشآت النووية والقيادات العسكرية والترسانة الصاروخية.
نتنياهو صرّح أن العملية ضربت 'قلب برنامج التخصيب النووي وبرنامج التسلح الإيراني'، مشددًا على أن الضربات مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها.
علماؤهم هدف.. والموساد في الميدان
موقع 'أكسيوس' كشف أن العملية بدأت بمحاولة تصفية نحو 25 عالماً نوويًا إيرانياً يُعتقد أنهم يمتلكون المعرفة الحرجة لصناعة قنبلة نووية. وشدد التقرير على أن العملية لم تكن جوية فقط، بل شهدت مشاركة مباشرة لعناصر من جهاز 'الموساد' الذين نفذوا عمليات تخريب سرية على الأرض، شملت تدمير منصات إطلاق صواريخ ومنظومات دفاع جوي.
هجوم أكتوبر.. نقطة التحول في التخطيط
وبحسب 'أكسيوس'، فإن فكرة الضربة الشاملة تبلورت بعد الهجوم الإيراني على تل أبيب في أكتوبر الماضي. حينها، أمر نتنياهو الأجهزة العسكرية والاستخباراتية بالإسراع في التخطيط لعملية شاملة، خاصة بعد ملاحظات حول تزايد وتيرة تصنيع الصواريخ وتراجع كفاءة الدفاعات الجوية الإيرانية.
كما أشارت التقارير إلى أن الافتتاح الوشيك لمنشأة تخصيب نووي تحت الأرض، يُعتقد أنها منيعة ضد القنابل الخارقة للتحصينات الأميركية، كان دافعًا مباشرًا للإسراع في تنفيذ الضربة.
تحضيرات وسط خلافات مع واشنطن
كشفت التسريبات أن التحضيرات الإسرائيلية تزامنت مع محاولات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الوصول إلى اتفاق نووي مع طهران، ما أثار توترًا في التنسيق بين تل أبيب وواشنطن.
وبحسب 'أكسيوس'، فإن بعض المسؤولين في البيت الأبيض أعربوا عن قلقهم من أن تُقدِم إسرائيل على الهجوم دون إذن، لكن نتنياهو طمأن ترمب بعدم التحرك المنفرد. رغم ذلك، أبلغ البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن تنفيذ العملية سيكون على مسؤولية تل أبيب وحدها.
ترمب عارض علنًا.. وبارك سرًا؟
أشار التقرير إلى تكتيك تضليلي اعتمدته إسرائيل بالتنسيق مع واشنطن، حيث أبدى ترمب وفريقه معارضة علنية للهجوم لمنع طهران من توقعه، بينما حصلت إسرائيل على ضوء أخضر فعلي من البيت الأبيض.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن مكالمة هاتفية بين ترمب ونتنياهو قبل العملية لم تكن اعتراضًا بل تنسيقًا، رغم أن الإعلام الأميركي روّج لعكس ذلك.
موقف واشنطن الرسمي.. 'نأي بالنفس'
رغم كل التسريبات، سعت الإدارة الأميركية إلى تأكيد أنها لم تكن طرفًا مباشرًا في الهجوم. وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد أن الضربة 'أُحادية الجانب'، بينما شدد ترمب نفسه على أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق لكن دون أي تدخل عسكري مباشر.
هذا الموقف الرسمي يعكس حرص واشنطن على تجنب الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إيران، في وقت لم تتوقف فيه المحاولات الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي.
هل تتسع المواجهة؟.. إسرائيل تستعد للرد الإيراني
في المقابل، تستعد إسرائيل لاحتمال تنفيذ إيران لهجمات انتقامية قد تشمل إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه تل أبيب، وربما قواعد أميركية في المنطقة.
الضربة الإسرائيلية لم تقطع فقط الطريق على أي مسار تفاوضي مستقبلي مع إيران، بل فتحت ما يشبه 'حرباً جديدة' في الشرق الأوسط، ستكون تبعاتها الاستراتيجية بعيدة المدى، سواء على صعيد التوازنات الإقليمية أو المواقف الدولية من الملف الإيراني.