اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة جديدة نحو توطيد العلاقات السودانية الروسية، التقى وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم، ووزير الطاقة والنفط المهندس المعتصم إبراهيم، اليوم في العاصمة الروسية موسكو، بنائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، بحضور السفير السوداني لدى موسكو محمد الغزالي سراج، وعدد من كبار المسؤولين الروس، من بينهم إيغور ليفينين مستشار الرئيس الروسي لشؤون النقل، وبافيل سروكين النائب الأول لوزير الطاقة، وديميتري تيتنكين نائب وزير الموارد الطبيعية والبيئة، إلى جانب ممثلين من وزارات الخارجية والتنمية الاقتصادية والمالية الروسية.
إشادة سودانية بالموقف الروسي الداعم للسودان
في مستهل اللقاء، عبّر الدكتور جبريل إبراهيم عن شكر وتقدير السودان للمواقف الروسية الثابتة والداعمة للخرطوم في مختلف المحافل الدولية، مؤكداً أن هذا الدعم أسهم بشكل كبير في الحفاظ على سيادة السودان ووحدته الترابية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. كما استعرض وزير المالية آخر المستجدات على الساحة السودانية، مشيداً بانتصارات القوات المسلحة، ومتطرقاً إلى جهود الحكومة لتحقيق السلام الشامل ومعالجة الأوضاع الإنسانية في مختلف المناطق المتأثرة.
رؤية الحكومة لبناء شراكة استراتيجية مع موسكو
وأكد جبريل إبراهيم حرص الحكومة السودانية على بناء علاقات استراتيجية راسخة مع روسيا في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية والتنموية. وأشار إلى أن مخرجات اللجنة الوزارية المشتركة التي انعقدت في نهاية سبتمبر الماضي وضعت خارطة طريق واضحة لتعزيز العلاقات الثنائية، لافتاً إلى أن تنفيذ المشاريع المتفق عليها سيسهم بصورة فاعلة في جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والنقل والصناعة.
كما شدد الوزير على أن السودان يعول كثيراً على الاستثمارات الروسية في المرحلة المقبلة، خاصة وأنها تقوم على مبدأ تبادل المنافع العادل، بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين السوداني والروسي.
الطاقة والنفط محور أساسي في التعاون بين البلدين
من جانبه، تناول المهندس المعتصم إبراهيم وزير الطاقة والنفط، تطورات الأوضاع في السودان وتأثيراتها المباشرة على قطاع الطاقة والنفط، مشيراً إلى حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للقطاع بسبب الحرب. كما استعرض خطة الحكومة لإعادة تأهيل القطاع النفطي وإعادة تشغيل المنشآت الحيوية، مؤكداً أن الخرطوم ترغب في دور روسي فاعل في هذه المرحلة الحساسة من إعادة الإعمار.
وأشار الوزير إلى اللقاءات المثمرة التي أجراها خلال مشاركته في أسبوع الطاقة الروسي، والتي شملت وزارة الطاقة الروسية وعدداً من الشركات الكبرى العاملة في مجال النفط والطاقة، حيث تم التوصل إلى تفاهمات مهمة تمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات المشتركة.
موقف روسي داعم وتوجه نحو خطوات عملية
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده تولي اهتماماً خاصاً بالسودان، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، سواء على مستوى التنسيق السياسي أو التعاون الاقتصادي.
وأوضح نوفاك أن التشابه في وجهات النظر الإقليمية والدولية بين موسكو والخرطوم ساهم في تعزيز التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، مؤكداً حرص القيادة الروسية على تحويل نتائج الاجتماعات الثنائية إلى خطوات عملية ملموسة، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وأشار نوفاك إلى أن الاجتماع الحالي يضم جميع الجهات الروسية ذات الصلة بالتعاون مع السودان، في خطوة تهدف إلى التنفيذ العاجل والفعّال لمخرجات اللجنة الحكومية المشتركة، مؤكداً وجود اهتمام متزايد من القطاعين العام والخاص الروسيين لتطوير العلاقات مع السودان في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين.
نحو شراكة اقتصادية متكاملة بين الخرطوم وموسكو
تأتي زيارة الوفد السوداني إلى موسكو في إطار الجهود الحكومية لتعزيز الانفتاح الاقتصادي وبناء شراكات استراتيجية مع الدول الصديقة، خصوصاً روسيا، التي تعد من أبرز الداعمين للسودان دولياً. ومن المتوقع أن تسفر اللقاءات الجارية عن اتفاقيات جديدة في مجالات الطاقة، التعدين، الزراعة، النقل والبنى التحتية، تمثل دفعة قوية لمسار التعاون الثنائي بين البلدين.