خامنئي يختبئ تحت الأرض ويختار خليفته

متابعات- نبض السودان

في تصعيد غير مسبوق، توعدت إسرائيل المرشد الإيراني علي خامنئي بدفع 'الثمن غاليًا'، إذ أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدًا مباشرًا بأن خامنئي 'لا يجب أن يبقى حيًا'، في وقت كشف فيه ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين عن إجراءات أمنية مشددة تحيط بالمرشد الأعلى، وسط مخاوف متصاعدة من محاولة اغتياله.

إجراءات أمنية غير مسبوقة.. خامنئي يتحصن في ملجأ ويتجنب الاتصالات

بحسب ما نقلته صحيفة 'نيويورك تايمز'، أصبح خامنئي يعتمد على التواصل غير المباشر مع قادة النظام، إذ يتحدث معهم غالبًا من خلال مساعد موثوق به، متجنبًا استخدام الهواتف أو أجهزة الاتصال الإلكترونية، في محاولة لتفادي أي محاولة اغتيال محتملة.

كما أكدت المصادر أن المرشد الإيراني بات متحصنًا في مخبأ تحت الأرض، في مؤشر على القلق العميق من تعرضه لهجوم مفاجئ، خاصة في ظل التهديدات العلنية التي أطلقتها إسرائيل مؤخرًا.

المرشد يستبق الأسوأ.. ثلاثة مرشحين جاهزون لخلافته

في خطوة غير تقليدية وغير معهودة في إيران، كشف المسؤولون أن علي خامنئي اختار بالفعل ثلاثة من كبار رجال الدين كمرشحين لخلافته في حال مقتله، ووجّه مجلس خبراء القيادة، الجهة الدينية المخولة باختيار المرشد الأعلى، لاتخاذ قرار عاجل بشأن من يخلفه حال مقتله، دون الانتظار للإجراءات المعتادة التي تستغرق عادة أشهرًا.

وتُظهر هذه الخطوة حجم المخاوف التي تسيطر على القيادة الإيرانية، خاصة مع تزايد احتمالات استهداف خامنئي من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة.

مجتبى خامنئي خارج الحسابات.. ورئيسي كان المرشح الأقرب قبل وفاته

ورغم ما راج سابقًا من تكهنات حول إمكانية أن يخلفه ابنه مجتبى خامنئي، أكد المسؤولون الإيرانيون أن الأخير ليس من بين الأسماء الثلاثة المرشحة لخلافة والده.

وكان إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق، يعتبر أحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي، غير أن وفاته في حادث تحطم مروحية عام 2024 غيّرت المعادلة جذريًا.

النظام الإيراني في حالة تأهب قصوى.. مخاوف من ثلاث جبهات

وبحسب تصريحات المسؤولين، فإن طهران باتت تضع ثلاثة مخاوف رئيسية في مقدمة أولوياتها:

هذه المخاوف تأتي في وقت حساس يشهد فيه الإقليم توترًا غير مسبوق، بعد التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب، وتهديدات إسرائيل العلنية بمواصلة استهداف العمق الإيراني.

منشأة 'فوردو' على رأس قائمة الأهداف.. وأميركا وحدها تملك القنبلة الكاسرة

أبرز الخبراء أشاروا إلى أن إسرائيل مصممة على تدمير البرنامج النووي الإيراني، غير أن المهمة قد تتجاوز قدراتها العسكرية. إذ أن منشأة 'فوردو' النووية الإيرانية، وهي أهم موقع لتخصيب اليورانيوم، تقع في عمق جبل، ويُعتقد أن الولايات المتحدة وحدها تملك القنبلة الضخمة التي تزن 30 ألف رطل، والقادرة على اختراق هذا الموقع المحصّن.

إيران تهدد برد قوي.. هل يشعل الرد صراعًا إقليميًا واسع النطاق؟

ردًا على هذه التهديدات، لوّحت طهران بمهاجمة أهداف أميركية في المنطقة إذا ما تم استهداف المرشد الأعلى أو منشآتها النووية. غير أن مراقبين حذروا من أن أي هجوم على مصالح أميركية قد يجرّ البلاد إلى حرب شاملة، وهو السيناريو الذي تسعى الأطراف الكبرى إلى تجنبه، لكنه لم يعد مستبعدًا في ظل تصاعد التوترات.

حساسية ملف الخلافة.. وتوازن النظام على المحك

لطالما كان ملف خلافة المرشد الأعلى موضوعًا محظورًا مناقشته علنًا في الأوساط الإيرانية، وكان يُتعامل معه كأحد المحظورات السياسية والدينية. إلا أن هذه المرة، يبدو أن خامنئي نفسه كسر الصمت واتخذ خطوات استباقية لضمان 'انتقال سريع ومنظم' للسلطة حال غيابه المفاجئ، في محاولة للحفاظ على تماسك النظام وتجنب حالة فراغ قد تهدد بقاء الجمهورية الإسلامية برمّتها.

فالمرشد الأعلى في إيران ليس فقط رمزًا دينيًا، بل هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشرف على السلطات الثلاث: القضائية والتشريعية والتنفيذية، مما يجعل منصبه هو الأهم في هيكل الدولة الإيرانية.