لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
في وقتٍ أصبحت فيه السمنة أزمة صحية عالمية تمس أكثر من 650 مليون شخص حول العالم، وتربطها الدراسات بأكثر من 180 حالة مرضية خطيرة مثل أمراض القلب والسكريوالسرطان، يبرز دواء جديد قيد التطوير كأمل كبير، قد يغير مستقبل علاج السمنة.
فقد أعلن فريق من الباحثين في جامعة تافتس الأمريكية، بقيادة البروفيسور كريشنا كومار، عن تطوير مركب دوائي مبتكر يجمع بين تأثير أربعة هرمونات معروفة بدورها في تنظيم الشهية ومستويات السكر في الدم واستهلاك الطاقة.
تعتمد معظم أدوية التخسيس الحالية، مثل 'أوزمبيك' و'ويغوفي'، على هرمون GLP-1، الذي يحفز إفراز الإنسولين ويعطي إحساسًا بالشبع، لكنه غالبًا ما يسبب آثارًا جانبية مزعجة كالغثيان وفقدان الكتلة العضلية. كما أن فعاليته تقل أو تنتهي بعد التوقف عن استخدامه.
وفي محاولة لتحسين هذه الأدوية، ظهرت تركيبات مثل 'مونجارو' التي تجمع بين GLP-1 وGIP لتقليل الغثيان وزيادة الفعالية، ثم تطورت إلى ثلاثية الوظيفة مثل 'ريتاترويد' التي تضيف هرمون الجلوكاجون، المعروف بزيادة صرف الطاقة في الجسم.
لكن فريق جامعة تافتس خطا خطوة أبعد عبر تطوير تركيبة رباعية الوظيفة، بإضافة هرمون جديد يُدعى 'PYY'، وهو هرمون يفرز بعد الأكل ويعمل على تقليل الشهية وتبطئة إفراغ المعدة، لكن بآليات مختلفة عن باقي الهرمونات.
التحدي الأكبر كان في دمج هذا الهرمون مع الثلاثة الآخرين في مركب واحد، نظرًا لاختلاف بنيته الجزيئية، إلا أن العلماء نجحوا في ربط جزأين مختلفين من الببتيدات في سلسلة واحدة، ليولد دواء جديد بفعالية محسّنة.
يقول الباحث المشارك مارتن بينبورن إن من أهم مزايا هذا النهج الرباعي هو تقليل الفروقات الفردية في استجابة المرضى للعلاج، وهو ما قد يمنح نتائج أكثر استقرارًا واستدامة، فضلًا عن تقليل احتمال استرجاع الوزن بعد التوقف عن الدواء، وهي مشكلة شائعة حاليًا.
كما أضاف أن الحفاظ على الكتلة العضلية وكثافة العظام سيكون ممكنًا بشكل أفضل عند دمج هذا العلاج مع تغييرات نمط الحياة مثل التغذية الصحية والنشاط البدني.
المثير في الأمر أن نتائج التجارب الأولية على هذا المركب تشير إلى إمكانية تحقيق خسارة في الوزن تصل إلى 30%، وهي نسبة تقترب من نتائج عمليات تكميم المعدة، ولكن دون جراحة أو مضاعفات خطيرة. ويرى فريق تافتس أن هذا الدواء يمكن أن يمثل نقلة نوعية في علاج السمنة، ليس فقط بسبب فعاليته، بل لأنه قد يسهم أيضًا في الوقاية من أمراض مزمنة مرافقة للسمنة، مما يجعله أداة قوية للصحة العامة في المستقبل القريب.