اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في ظاهرة غير مسبوقة أثارت القلق وسط المواطنين، اجتاحت حشرة غريبة تُعرف بـ'النامس الكيميائي' أو Paederus littoralis، مناطق متفرقة من ولاية النيل الأبيض، متسببة في موجة من التهابات الجلد الحادة، ومخلفة وراءها علامات تشبه الحروق نتيجة لمادة كيميائية سامة تُفرزها هذه الحشرة بمجرد احتكاكها بالبشرة.
بقع حارقة وخطوط ملتهبة
وقد أبلغ عدد كبير من السكان في مدن وأرياف الولاية عن ظهور أعراض مقلقة تمثلت في بقع جلدية حمراء وخطوط ملتهبة تُشبه آثار الحروق الكيميائية. ووفقًا لمصادر طبية محلية، فإن الحشرة تنتمي لفصيلة الخنافس، وتُفرز مادة 'البيديرين' شديدة السُمية، ما يجعل التعامل المباشر معها يشكل خطرًا على الجلد.
تحذيرات من قتلها فوق الجلد
وحذر اختصاصيو الأمراض الجلدية من محاولة قتل الحشرة فوق الجلد، حيث يؤدي ذلك إلى إفراز كمية أكبر من المادة السامة، مما يُفاقم الإصابة.
ونصح الأطباء بضرورة إزالة الحشرة بلطف فور الإحساس بها، دون ضغط، مع غسل المنطقة المصابة سريعًا بالماء والصابون لتقليل تأثير المادة السامة.
إجراءات وقائية عاجلة
في ظل هذا الانتشار المفاجئ، نصح الأطباء والمختصون باتباع عدة خطوات وقائية، أبرزها:
أعراض تحتاج إلى تدخل طبي
وتشير التوصيات الطبية إلى أهمية التوجه إلى طبيب مختص في حال تفاقم الالتهاب أو ظهور بثور صديدية، مع استخدام مضادات حيوية موضعية وكريمات تهدئة للحفاظ على سلامة الجلد.
تغيرات مناخية محفوفة بالمخاطر
ويُرجع مختصون في علم الحشرات والبيئة هذه الظاهرة إلى تغيرات مناخية مفاجئة خلال فصل الخريف، حيث تؤدي الأمطار والرطوبة العالية إلى زيادة نشاط الحشرات غير المألوفة، خصوصًا داخل البيوت وفي محيط السكن، مما يتطلب وعيًا مجتمعيًا ومراقبة صحية حثيثة.
دور وزارة الصحة والجهات المختصة
وطالب مواطنون بضرورة تدخل وزارة الصحة عبر حملات رش وقائية وتوعية ميدانية عاجلة، خاصة في المناطق الريفية التي شهدت أكبر عدد من الإصابات. كما دعوا إلى رصد علمي دقيق للحشرة لمعرفة دورة حياتها وآليات مقاومتها والحد من انتشارها مستقبلًا.
حشرة غير قاتلة لكنها مؤذية بشدة
يؤكد الأطباء أن 'النامس الكيميائي' ليس قاتلًا، لكنه يسبب أذى جلديًا خطيرًا إذا لم تتم معالجته في الوقت المناسب، خصوصًا لدى الأطفال ومرضى الحساسية الجلدية. ويشير بعض الباحثين إلى أن هذه الحشرة سبق وأن ظهرت في دول إفريقية أخرى لكنها لم تصل إلى هذا الحد من الانتشار كما يحدث حاليًا في النيل الأبيض.
ما المطلوب من المواطنين؟
يُطلب من المواطنين:
واقع جديد.. يستدعي يقظة دائمة
الوضع الراهن يعكس تحديًا صحيًا جديدًا، ويُعيد إلى الواجهة أهمية الرقابة البيئية، وضرورة جاهزية النظام الصحي في التعامل مع الظواهر الجديدة غير المألوفة، وسط أزمات متلاحقة تعيشها البلاد في مجالات متعددة.