اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أثارت تصرفات السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسي شيلي، أزمة دبلوماسية صامتة بين أبوظبي وتل أبيب، بعد تداول تقارير عن سلوك اعتُبر مسيئًا وغير لائق وقع داخل حانة في إمارة دبي، الأمر الذي أثار ردود فعل رسمية غاضبة وغير معلنة حتى الآن.
تفاصيل الواقعة التي هزت العلاقات
بحسب مصادر متعددة، فقد شوهد السفير شيلي داخل حانة برفقة عدد من الإسرائيليين والإسرائيليات، في مشهد وصفته ثلاثة مصادر مطلعة بأنه يمثل 'مساسًا بالقيم الأخلاقية والشخصية'، خاصة وأن الواقعة لم تمر مرور الكرام على الحراس الأمنيين الإماراتيين، الذين رصدوا السلوك وأبلغوا رؤساءهم، إلى جانب الجهات الأمنية الإسرائيلية.
القنوات الأمنية تنقل احتجاج الإمارات
وبحسب ما بثته القناة 11 العبرية، فإن الواقعة كانت بداية لتوتر مكتوم بين السفير شيلي والسلطات الإماراتية، حيث بعثت أبوظبي عبر قنوات غير رسمية في إسرائيل رسالة مفادها أن 'تصرفات شيلي غير مقبولة وتمس بكرامتنا'، وسط تكهنات حول وجود مواد توثيقية لما حدث، رغم عدم ظهورها إلى العلن حتى الآن.
تصريحات محرجة وتاريخ من الجدل
ليست هذه الحادثة الأولى التي تثير الجدل حول شيلي، فالرجل سبق أن واجه انتقادات لاذعة بعد تصريحات أدلى بها بعد يومين فقط من هجوم 7 أكتوبر، حين قال إن 'حفلة النوفا ساهمت بشكل غير بسيط في الفوضى'، مستخدمًا تشبيهًا مثيرًا للجدل عن طابور في السوبرماركت، ما اعتُبر تهوينًا لما جرى.
رد السفير الإسرائيلي
وعند توجه القناة 12 إليه للتعليق على الأزمة، أقر شيلي بتلقيه ملاحظة من مسؤول الأمن بشأن الحادثة، وقال إنها 'فسّرت من قبل الإماراتيين على أنها غير لائقة'، مؤكدًا أنها كانت 'حدثًا خاصًا لا علاقة له بعملي كسفير'، وأنه أخذ الملاحظة بعين الاعتبار.
سجل حافل بالفضائح الدبلوماسية
الاسم الدبلوماسي الإسرائيلي الذي يطفو على السطح اليوم، سبق أن تصدر العناوين في عدة مناسبات محرجة، من بينها واقعة إخفائه لصورة طبق جراد البحر خلال مأدبة عشاء مع الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، في محاولة لتجنب إثارة الجدل بشأن المأكولات المحرمة في الشريعة اليهودية.
كما نشرت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية تقريرًا ذكرت فيه أن شيلي، خلال فترة عمله سفيرًا في البرازيل، ضغط على مواطنة برازيلية كانت بحاجة لمساعدة قنصلية، من أجل الاجتماع به في ظروف شخصية، وهي ادعاءات أنكرها السفير بشدة.
عودة إلى الخدمة رغم الإبعاد
يُذكر أن شيلي سبق أن أُبعد عن الخدمة العامة لمدة ثلاث سنوات في عام 2012 بعد تقديمه تصريحًا كاذبًا، ورغم ذلك عاد لاحقًا إلى السلك الدبلوماسي، مما يثير تساؤلات حول طبيعة معايير التعيين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها علاقاتها مع الدول الخليجية.
الإمارات تتعامل بحذر
ورغم عدم صدور بيان رسمي من حكومة الإمارات بشأن الحادث، فإن الرسالة غير الرسمية التي تم إيصالها إلى تل أبيب عبر قنوات دبلوماسية بديلة، تؤكد أن السلطات الإماراتية تنظر بجدية إلى تصرف السفير، وأن 'ما حدث لا يعكس السلوك الذي يُنتظر من شخصية تمثل علاقات متينة بين البلدين'.
تل أبيب تلتزم الصمت
في المقابل، امتنعت الحكومة الإسرائيلية حتى الآن عن اتخاذ أي خطوات علنية ضد سفيرها، رغم حالة الجدل التي تجتاح الأوساط السياسية والدبلوماسية في تل أبيب، ما يعكس توازنًا حذرًا تسعى إسرائيل إلى الحفاظ عليه في علاقتها مع الإمارات، وسط تعقيدات إقليمية متزايدة.
هل تلوح تغييرات في الأفق؟
رغم أن تصرفات شيلي باتت تمثل عبئًا دبلوماسيًا، إلا أن قرار استبداله أو إنهاء مهامه لا يزال غير واضح، خاصة في ظل التزام أبوظبي بالتعامل الهادئ مع الملف، دون اللجوء إلى خطوات علنية قد تؤثر على استقرار العلاقات السياسية بين البلدين.
الأزمة مستمرة
ويبقى السؤال المطروح في الأوساط السياسية: إلى أي مدى ستؤثر هذه الواقعة على العلاقات الإماراتية الإسرائيلية؟ وهل ستتخذ تل أبيب خطوة استباقية لمعالجة الأزمة، أم أن شيلي سيظل في منصبه حتى إشعار آخر؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب.