اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت مدينة بورتسودان تطورات لافتة في المشهد الأمني، بعد انشقاق قيادات بارزة من قوات الدعم السريع، وانضمامها إلى صفوف القوات المسلحة السودانية.
وأعلنت مجموعة من أعضاء ما يعرف بالمجلس الاستشاري بمليشيا الدعم، السريع، عن انشقاقها الكامل والنهائي عن المليشيا المتمردة، مؤكدة بأن الخطوة تأتي بعد أن تبيّن لها بالدليل القاطع أن المليشيا قد تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية، وأصبحت أداة لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وانتهاك كرامة مواطنيه.
وأعلنت المجموعة في بيان لها عرضته في منبر التنوير الأسبوعي لوزارة الثقافة والإعلام الذي نظمته وكالة السودان للأنباء ببورتسودان اليوم الأحد، إنحيازها الكامل لتوحيد الصف في مواجهة هذا الخطر المهدد لوحدة البلاد.
وأكدت المجموعة انها بصدد مخاطبة الإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي لوقف الدعم غير المباشر للمليشيا المتمردة، وفضح محاولات شرعنتها.
وقالت المجموعة إن هذه اللحظة هي لحظة ضمير ومسؤولية، وأكدت أن طريقها الجديد ليس سهلاً، لكنها اختارت ذلك بإرادتها الكاملة، لايمانها بأن الوطن أكبر من الأشخاص، وأسمى من المصالح الضيقة، وأبقى من أي مليشيا.
ووفق مصادر مطلعة، فإن الانشقاقات جرت بقيادة محمد أحمد غبيش، رئيس الدائرة القانونية للمجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، في خطوة وُصفت بأنها مؤثرة من داخل البنية التنظيمية للمليشيا.
غبيش يقود الانشقاق.. ضربة قانونية وتنظيمية مفاجئة
يمثل محمد أحمد غبيش أحد أبرز الأسماء القانونية في هيكل الدعم السريع، وكان على تماس مباشر مع الملفات القانونية والشرعية التي تعزز تماسك القيادة. غير أن قراره المفاجئ بالفرار من المليشيا والانضمام إلى الجيش السوداني، قد يفتح الباب لانشقاقات جديدة، لاسيما مع تزايد التقارير حول توتر الأوضاع داخل الدعم السريع نتيجة خلافات داخلية وانهيارات معنوية.
موجة انضمامات ببورتسودان.. الجيش يرحب والسلطات تتحرك
بحسب معلومات خاصة، فإن عددًا من الضباط وصف الضباط المنتمين للدعم السريع رافقوا غبيش في عملية الهروب، حيث دخلوا مدينة بورتسودان وتم تسليم أنفسهم للقيادة العسكرية هناك. وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش رحّب بهذه الانضمامات، وشرع في اتخاذ الإجراءات الأمنية والتحقيقية اللازمة لضمان ولائهم وسلامة المعلومات التي بحوزتهم.
خلفيات الانشقاق.. انهيارات في الوسط الداخلي للمليشيا
تزامن انشقاق غبيش مع تزايد الحديث عن تفكك في صفوف الدعم السريع بعد أشهر من الصراع المستمر. وتشير تقارير إلى تراجع كبير في الروح المعنوية لبعض العناصر، إضافة إلى تصاعد الخلافات بين القيادات الميدانية حول توزيع الموارد والمواقع العسكرية. كما لم تستبعد مصادر مطلعة أن تكون خطوة غبيش مدفوعة بإحساس داخلي بانهيار مشروع المليشيا على المدى القريب.
انعكاسات على المشهد العسكري والسياسي
قد تؤدي هذه الخطوة إلى تداعيات متسلسلة داخل بنية الدعم السريع، لا سيما أن القيادة القانونية تمثل إحدى الركائز في تثبيت شرعية الأوامر والتوجهات. انضمام شخصية بحجم غبيش للجيش يطرح تساؤلات حول حجم الاختراق الداخلي وقدرة الدعم السريع على احتواء موجة تمردات أو انسحابات مقبلة.