اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهد مطار بورتسودان الدولي خلال شهر يوليو الجاري استقبال أربع رحلات شحن جوية قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ما أثار علامات استفهام كبيرة حول طبيعة العلاقات بين السودان والإمارات بعد قرارات قطيعة سابقة اتخذتها الحكومة السودانية في مايو الماضي، ووصفت فيها أبوظبي بالدولة 'العدو'.
تفاصيل الرحلات الجوية
سجّلت قاعدة بيانات الرحلات وصول طائرات شحن من طراز Airbus A320-232(P2F)، المشغلة من قبل شركة Sky Vision Airlines، عبر عدة تواريخ في يوليو، وتحديدًا:
هذه الرحلات المنتظمة تضع تساؤلات حول مدى التزام الحكومة السودانية بتنفيذ قرارات القطيعة مع الإمارات، أو إمكانية وجود تراجع عنها في الميدان العملي، رغم التصعيد السياسي والإعلامي الذي شهدته العلاقات في وقت سابق.
خلفية الأزمة السياسية
في مايو الماضي، أعلنت الحكومة السودانية قطع العلاقات مع دولة الإمارات، متهمة أبوظبي بالتورط في هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مدينة بورتسودان، حيث أشارت الاتهامات إلى تنفيذ الهجمات عبر قواعد عسكرية إماراتية في البحر الأحمر، وتحديدًا في أرض الصومال.
وعلى إثر ذلك، سحب السودان سفارته من أبوظبي، إلا أنه لاحقًا تراجع جزئيًا عن القرار وأبقى على القنصلية السودانية لتقديم الخدمات لمواطنيه المقيمين في الإمارات.
تقدير إماراتي لظروف السودانيين
رغم التوتر الرسمي، واصلت السلطات الإماراتية تقديم تسهيلات خاصة للسودانيين، أبرزها:
وتُعد هذه الإجراءات مؤشراً على رغبة أبوظبي في الحفاظ على العلاقات الإنسانية والاقتصادية مع السودانيين، بعيداً عن المسار السياسي المتقلب.
استمرار الرحلات الجوية الوطنية
من اللافت أن شركات الطيران السودانية الوطنية، مثل:
لم توقف رحلاتها إلى الإمارات، حيث ظلّت منتظمة بين مطار بورتسودان ومطارات الإمارات المختلفة، ما يعكس استمرار التعاون المدني والتجاري الجوي.
صادرات الذهب إلى الإمارات لم تتوقف
رغم التصريحات الرسمية المتوترة، لم تتأثر العلاقات الاقتصادية الحيوية بين البلدين، حيث تواصل شركات التعدين السودانية إرسال شحنات الذهب إلى الإمارات، ما يؤكد أن التوتر اقتصر على الجانب السياسي، ولم يمتد ليؤثر على مصالح البلدين الاقتصادية المشتركة.
تحليل للمشهد الحالي
يرى مراقبون أن هذه التطورات تكشف عن وجود فجوة واضحة بين الموقف السياسي والتعامل الميداني في العلاقات بين السودان والإمارات، كما يُرجحون أن الحكومة السودانية تركت باب التبادل الاقتصادي والتجاري مفتوحًا، رغم ما أعلنته رسميًا من قرارات حادة.
وفي ظل استمرار هذه الرحلات الجوية وشحنات الذهب، فإن هناك تساؤلات حقيقية حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وما إذا كان التوتر السياسي ظرفيًا أو أنه يمضي في اتجاه تهدئة خلف الكواليس.