اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في ظل الضغوط الحياتية المتزايدة، أصبح الاكتئاب أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعًا حول العالم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 280 مليون شخص من البالغين يعانون من الاكتئاب، بنسبة تقارب 5% من سكان العالم.
وبينما تتراكم آثار وسائل التواصل الاجتماعي، والتطورات التقنية السريعة، وضغوط الحياة اليومية، يتفاقم التوتر النفسي، لتغدو بعض التغيرات السلوكية اليومية إشارات تحذيرية خطيرة قد يتم تجاهلها.
ما هو الاكتئاب ولماذا يجب الانتباه له؟
الاكتئاب ليس فقط شعورًا عابرًا بالحزن أو الإرهاق، بل حالة عقلية ونفسية معقدة تؤثر في التفكير، والشهية، والنوم، والطاقة، بل وفي العلاقات الاجتماعية والمهنية. ولأنه يتقن التخفي خلف أقنعة التعب أو تقلب المزاج أو العزلة، فإن رصده المبكر أصبح ضرورة حاسمة.
1- حزن مستمر ومزاج قاتم
إذا كنت تشعر بالحزن، أو الفراغ العاطفي، أو اليأس بشكل يومي، ولفترات طويلة، فذلك ليس مجرد تقلب مزاجي. بل هذه واحدة من أبرز علامات الاكتئاب التي يجب عدم إغفالها، خصوصًا إذا أثّرت على عملك أو علاقاتك الاجتماعية.
2- فقدان الاهتمام والمتعة
هل توقفت فجأة عن الاستمتاع بما كنت تحب؟ الرياضة، القراءة، لقاء الأصدقاء، حتى العلاقات الحميمة؟ فقدان الشغف قد يكون جرس إنذار صريح يدل على الاكتئاب الكامن.
3- تغيرات واضحة في الشهية والوزن
التغيرات الكبيرة في الشهية، سواء بانخفاضها أو ازديادها المفاجئ، وما يصاحبها من نقص أو زيادة في الوزن غير مبررين، هي من أبرز الإشارات الجسدية للاكتئاب، ويصاحبها عادة اضطراب في آلية التفاعل مع الضغوط.
4- اضطرابات النوم المزمنة
من العلامات الشائعة أيضًا اضطراب النوم، سواء كان أرقًا متكررًا أو نوما مفرطًا وهروبًا من الواقع. هذا النوع من الاختلال يؤثر على الطاقة العامة، وقدرة الشخص على التركيز أو الإنجاز.
5- شعور دائم بالتعب وانعدام الطاقة
حتى مع الراحة الجسدية، قد يستمر الشعور بالإرهاق، ويكون الشخص غير قادر على أداء مهامه اليومية. إن الشعور بانخفاض الطاقة بشكل مستمر هو دليل حاسم على احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
متى يصبح القلق ضروريًا؟
حين تتراكم هذه الأعراض وتستمر لأكثر من أسبوعين، وتبدأ في التأثير على مجرى الحياة الطبيعية، فإن التدخل الطبي أو النفسي يصبح ضروريًا. قد يكون الحديث مع مختص هو أول خطوة نحو التعافي، وتفادي ما هو أخطر.
وسائل التواصل ودورها في تغذية الاكتئاب
من العوامل الحديثة المؤثرة، يأتي الضغط الناتج عن مقارنة النفس بالصور المثالية على وسائل التواصل، وهو ما يخلق إحساسًا دائمًا بالفشل أو النقص، ويقود إلى اضطرابات في تقدير الذات والشعور بالذنب أو العجز.
خطوات للتعامل المبكر مع الاكتئاب
النهاية ليست قاتمة.. بل بداية
الاكتئاب ليس نهاية المطاف، بل هو دعوة لإعادة النظر في نمط الحياة، والمشاعر، والضغوط اليومية. التشخيص المبكر والعلاج المناسب قادران على إعادة التوازن النفسي والعاطفي، وفتح أبواب جديدة للسلام الداخلي.