اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
تثير زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى الهند تحديًا دبلوماسيًا دقيقًا لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، وفقًا للمحللين، إذ يسعى مودي للحفاظ على شراكة بلاده مع موسكو دون إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات على الهند بسبب شرائها النفط الروسي ودعمها لما وصفه بـ'آلة الحرب الروسية' في أوكرانيا.
وتعد هذه أول زيارة رسمية لبوتين إلى الهند منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل 2022، وتأتي بعد يومين من محادثات مطولة وغير حاسمة بينه وبين المفاوضين الأمريكيين في موسكو حول إنهاء الصراع. وفي هذه الأثناء، تجنب مودي إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا، مع التعبير عن تعاطفه مع كييف ودعمه للجهود الدولية لتحقيق السلام.
تركز المحادثات بين الجانبين بشكل أساسي على القضايا الثنائية، وخصوصًا التجارة، التي ارتفعت من 10.1 مليار دولار قبل الجائحة إلى 68.7 مليار دولار في السنة المالية الأخيرة، ويرجع جزء كبير من ذلك إلى واردات الهند من النفط الروسي. لكن الضغط الأمريكي، إلى جانب تشديد العقوبات الأوروبية والأمريكية على قطاع الطاقة الروسي، دفع شركات التكرير الهندية إلى تقليص مشترياتها من النفط الروسي، وهو ما يمثل ضربة للاقتصاد الروسي. ومن المتوقع أن تكون صفقات الدفاع، مثل شراء الهند لطائرات Su-57 وصواريخ S-400، على جدول المباحثات.
قال سومانτρα بوس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كريا الهندية: 'إنه توازن دقيق. يجب على مودي مراعاة شخصية ترامب غير المتوقعة في حساباته السياسية'.
العلاقة طويلة الأمد بين الهند وروسيا توترت في أغسطس، عندما أعلن ترامب فرض رسوم بنسبة 25% على الهند بسبب شراء النفط الروسي، ليصل إجمالي الرسوم إلى 50%، من بين الأعلى على أي شريك تجاري أمريكي. ورغم الانتقادات الأمريكية، أكدت الهند أن مشترياتها من الطاقة ستظل مرتبطة بمصالحها الوطنية، بينما عزز مودي تواصله مع قوى عالمية أخرى، بما في ذلك بوتين وشي جينبينغ في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سبتمبر.
في الأشهر الأخيرة، بدأت الشركات الهندية الكبرى في تقليص مشترياتها من النفط الروسي، مع توقع انخفاض صادرات روسيا من النفط إلى الهند بنحو ثلثها هذا الشهر، من 1.8 مليون برميل يوميًا في نوفمبر إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في ديسمبر، وفقًا لتقديرات خبراء اقتصاديين. وقد يكون لذلك تأثير مالي كبير على روسيا في ظل انخفاض عائدات الطاقة وتراجع أسعار النفط.
مع ذلك، تسعى الهند من خلال استقبال بوتين إلى إرسال رسالة مفادها أن 'العلاقة مع روسيا لم تنهار'، وأن الأسس الاستراتيجية للعلاقة ما زالت قوية، خاصةً في مجال الأسلحة، إذ حصلت الهند على نحو 38% من صادرات الأسلحة الروسية بين 2020 و2024، ما يجعلها أكبر زبون لموسكو خلال هذه الفترة.










































