ترمب يصل إلى السعودية مستهلا جولة "تاريخية" في الخليج

الرياض تحتضن قمة خليجية - أميركية ومنتدى الاستثمار السعودي - الأميركي

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صباح اليوم الثلاثاءن إلى السعودية، في مستهل جولة خليجية تستمر أياماً عدة وتشمل أيضاً الإمارات وقطر، ساعياً إلى إبرام صفقات تجارية، مع إدراكه صعوبة التوصل إلى اتفاقيات بشأن أبرز النزاعات في الشرق الأوسط.

وحطت الطائرة الرئاسية 'إير فورس وان' في الرياض حوالى الساعة 9:50 صباحاً بالتوقيت المحلي (6:50 توقيت غرينتش)، بحسب البث المباشر، ورافقتها مقاتلات 'إف-15' سعودية قبيل هبوطها.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في استقبال ترمب على مدرج المطار حيث تعانق الزعيمان وتبادلا أطراف الحديث قبل أن يدخلا ردهة الاستقبال في القاعة الملكية بالمطار برفقة مسؤولين كبار من البلدين.

وصباح الثلاثاء، انطلق في الرياض منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي بحضور وزراء سعوديين ورجال أعمال بارزين من البلدين. ومن المقرر أنّ ينضم إليهم ترمب في وقت لاحق من اليوم.

منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي

ويزور ترمب الرياض أولاً، حيث ينعقد منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، ثم يتجه إلى قطر غداً الأربعاء، ثم الإمارات يوم الخميس. وسيكون برفقته نخبة من قادة الأعمال الأميركيين الأقوياء، منهم الرئيس التنفيذي لـ 'تيسلا' ومستشاره إيلون ماسك.

وقال ترمب أيضاً إنه قد يسافر، يوم الخميس، إلى تركيا للمشاركة في محادثات محتملة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجهاً لوجه.

وغادر ترمب أمس الإثنين الولايات المتحدة متجهاً إلى السعودية التي يستهل فيها جولته الخارجية الأولى منذ عودته إلى السلطة.

وأقلعت الطائرة الرئاسية نحو الرياض من قاعدة أندروز الجوية في ضواحي واشنطن. ووصف ترمب زيارته إلى السعودية والإمارات وقطر بـ'التاريخية'.

وترتبط السعودية والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية طويلة الأمد تمتد على مدى ثمانية عقود. وكان ترمب استهل بها زياراته الخارجية خلال ولايته الأولى في عام 2017.

قمة خليجية - أميركية في الرياض

بحسب البيت الأبيض، سيكون برنامج زيارة الرئيس الأميركي حافلاً بالاجتماعات الثنائية ومع رجال الأعمال والمستثمرين، إضافة إلى مشاركته في 'منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي'.

وغداً الأربعاء سينضم ترمب إلى قادة دول مجلس التعاون لعقد القمة الخليجية - الأميركية الخامسة من نوعها في الرياض.

ورحب مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيارة ترمب الرسمية.

ويتطلع المجلس إلى أن تعزز الزيارة أواصر التعاون والشراكة الاستراتيجية للبلدين وتطويرها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية 'واس'.

أعلنت السعودية أمس الإثنين إطلاق شركة جديدة للذكاء الاصطناعي ستؤدي دوراً محورياً في استراتيجيتها واستثماراتها، وذلك عشية زيارة ترمب إلى السعودية.

وجاء في بيان لصندوق الاستثمارات العامة أن الأمير محمد بن سلمان أطلق شركة 'هيوماين' المملوكة للصندوق، والتي تهدف إلى 'تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في منظومة القطاع'.

يأتي الإعلان عشية وصول ترمب إلى السعودية في أول محطة له في جولة خليجية، مع استضافة الرياض منتدى استثمارياً سعودياً - أميركياً يتوقع أن يشكل الذكاء الاصطناعي محوراً أساسياً فيه.

وفق الصندوق 'ستسهم الشركة في تمكين وتعزيز القدرات في مجال تطوير وتقديم تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي محلياً وإقليمياً ودولياً، وفتح آفاق جديدة في الاقتصاد الرقمي'.

ولفت البيان إلى أن الشركة ستعمل على 'تقديم أحدث نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن ذلك تطوير أحد أفضل النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) باللغة العربية، إلى جانب الجيل الجديد من مراكز البيانات، والبنية التحتية للحوسبة السحابية'.

وتسعى السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، لتصبح مركزاً أساسياً للذكاء الاصطناعي حول العالم خارج الولايات المتحدة.

وتعد هذه التقنية أساسية لـ'رؤية 2030'، الخطة التي أطلقها ولي العهد السعودي والرامية إلى تنويع مصادر الدخل وجعل السعودية مركزاً للأعمال والسياحة والرياضة.

ومن بين المشاريع الكبرى للسعودية مدينة نيوم المستقبلية المترامية الأطراف في شمال غربي السعودية، والتي تبلغ كلفة تشييدها 500 مليار دولار، وكذلك استضافة نهائيات كأس العالم بكرة القدم 2034 وبناء مطار جديد في الرياض.

الرئيس الثامن والزيارة الـ14

يعد الرئيس ترمب ثامن رئيس أميركي يزور السعودية خلال العقود الخمسة الماضية، وفقاً لبيانات 'الخارجية الأميركية'، بعد زيارات قام بها على التوالي الرؤساء الأميركيون ريتشارد نيكسون وجيمي كارتر وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترمب في فترة ولايته الأولى وجو بايدن، بينما تأتي زيارة ترمب اليوم الثلاثاء لتصبح الزيارة الـ14 لرئيس أميركي إلى السعودية.

وكان عدد من الرؤساء الأميركيين كرروا زياراتهم إلى السعودية في أكثر من مناسبة، على غرار الرئيسين جورج بوش الأب وجورج بوش الابن اللذين زارا السعودية مرتين إلى جانب الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أظهرت الأرقام الرسمية أنه أجرى 4 زيارات إلى السعودية خلال فترة رئاسته التي امتدت لولايتين، إضافة إلى الرئيس ترمب الذي زار السعودية خلال ولايته الأولى عام 2017، ويعيد الزيارة مفتتحاً بها جولاته الخارجية في ولايته الثانية.