اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
تشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين واحدة من أعنف حروب الأسعار في العالم، ما تسبب في انهيار العديد من الشركات الناشئة، وتهديد علامات قائمة رغم الدعم الحكومي الكبير للقطاع.
قصة شركة 'جي يويه' (Ji Yue)، التي تأسست عام 2021 بشراكة بين عملاق الإنترنت 'بايدو' ومجموعة 'جيلي'، تعكس واقع هذه المنافسة القاسية. فبعد توقعات بقدرتها على المنافسة عالميًا، انهارت خلال أقل من عامين، تاركة مورّدين ومتعاملين معها يواجهون خسائر بملايين الدولارات.
الصين، التي تُعد أكبر سوق للسيارات الكهربائية عالميًا، دعمت الصناعة لعقود عبر حوافز مالية ضخمة، ما أدى إلى ظهور مئات العلامات المحلية. لكن هذا الزخم تحوّل سريعًا إلى سباق محموم نحو خفض الأسعار، أدى إلى تراجع هوامش الأرباح إلى نحو 4.3% فقط العام الماضي مقارنة بـ8% في 2017، وفق بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية.
وبينما تصدّر علامات مثل BYD وشيري وجيلي وشانجان أسواق التصدير، محققة أرقامًا قياسية قاربت 6 ملايين سيارة العام الماضي، تواجه الشركات الأصغر صعوبة في الصمود أمام الضغوط المالية. كثير من الموردين اضطروا إلى تخفيض أسعارهم بما يزيد على 40%، فيما تعاني الشركات من تأخر المدفوعات وانخفاض جودة المكونات.
الحكومة الصينية حاولت مؤخرًا التدخل، عبر دعوات رسمية لوقف 'المنافسة الفوضوية'، وإجراءات لتقليص الدعم والحد من الطاقات الإنتاجية الفائضة، لكن خبراء اقتصاد يشككون في قدرة هذه الإجراءات على وقف النزيف سريعًا، وسط مخاوف من تأثير تقليص الوظائف على الاستقرار الاجتماعي.
ويرى محللون أن هذه المنافسة الدموية قد تستمر لخمس سنوات مقبلة، ليبقى في النهاية عدد محدود من الشركات القادرة على البقاء، فيما يواجه البقية مصير 'جي يويه'.