اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
أظهرت دراسة علمية حديثة، نُشرت الدراسة في مجلة Journal of Investigative Dermatology، أن فيتامين C لا يقتصر دوره على تقوية المناعة أو الوقاية من مرض الإسقربوط، بل يمتد تأثيره إلى إعادة تنشيط جينات النمو الخلوي في البشرة، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج ترقّق الجلد المرتبط بالتقدّم في السن.
الفريق البحثي، بقيادة الدكتور أكيهيتو إيشيغامي من معهد طوكيو لأبحاث الشيخوخة وعلوم الجلد، توصّل إلى أن فيتامين C يعزز تكاثر خلايا البشرة من خلال تحفيز عملية إزالة مثبطات الجينات المعروفة بـ'إزالة مثيل الحمض النووي' (DNA demethylation).
هذه الآلية الجزيئية تُتيح إعادة تنشيط جينات كانت خاملة، مما يسهم في تجديد الخلايا وتكوين طبقة خارجية للبشرة أكثر سمكًا وحيوية.
آلية تجديد الجلد عبر فيتامين C
وباستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد للجلد البشري، أظهر الباحثون أن تركيزات صغيرة من فيتامين C – تماثل ما قد يصل من الدم إلى الجلد – أدّت إلى زيادة ملحوظة في سمك البشرة خلال 14 يومًا، مع ثبات طبقة الخلايا الميتة في البداية، ثم ترقّقها لاحقًا، وهو مؤشر على تجدد الخلايا بشكل صحي.
أظهرت التحليلات النسيجية ارتفاعًا في عدد الخلايا، خاصة تلك التي تُعبّر عن بروتين Ki-67، وهو مؤشر على تكاثر الخلايا. وقد تبين أن فيتامين C يُفعل مجموعة من الإنزيمات – أهمها TET – والتي تزيل 'العلامات الكيميائية' التي تمنع التعبير الجيني، ما يتيح للجينات المسؤولة عن نمو خلايا البشرة أن تنشط وتنتج مزيدًا من الخلايا الكيراتينية (keratinocytes)، وهي المكون الأساسي لطبقة الجلد الخارجية.
مستقبل علاجات ترقّق الجلد
يقول الدكتور إيشيغامي: 'وجدنا أن فيتامين C يُسهم في زيادة سماكة الجلد عبر تحفيز نمو الخلايا الكيراتينية، ما يجعله علاجًا واعدًا للجلد الرقيق لدى كبار السن.' وأضاف أن التحدي الرئيسي يتمثل في إيصال الفيتامين إلى العمق الجيني المطلوب داخل البشرة، وهي منطقة قد لا تصل إليها المستحضرات الموضعية أو المكملات الفموية بشكل فعّال.
ويُشير الفريق إلى أن الحل قد يكمن في تطوير تقنيات جديدة – مثل اللصقات أو الحقن الموضعية – لتوصيل فيتامين C مباشرة إلى الخلايا المستهدفة دون التأثير على وظائف الجسم الأخرى.
وقد أظهرت تحاليل الحمض النووي الشامل أن 12 جينًا مرتبطًا بتكاثر الخلايا تم تفعيلها بفعل فيتامين C، مما يعزز الأمل في تطوير علاجات تستند إلى تعديل التعبير الجيني للبشرة المتقدمة في السن.