اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٩ كانون الأول ٢٠٢٥
في رحلة البحث عن 'أعلى صوت سُجل في تاريخ الأرض'، يعتمد الجواب على تعريفنا للصوت: هل هو ما سمعته الأذن البشرية قديمًا، أم ما رصدته الأجهزة الحديثة بدقة؟
في أحدث التقارير العلمية، يبدو أن بركان 'تونغا' الذي انفجر عام 2022 قد حسم الجدل لصالحه في العصر الحديث.
بين كراكاتوا وهونغا تونغا
تاريخيًا، كان انفجار بركان 'كراكاتوا' في إندونيسيا عام 1883 هو المتصدر بلا منازع، حيث سُمع دويه على بعد 3000 كيلومتر، وتشير التقديرات الحديثة إلى أن قوته بلغت 310 ديسيبل، وهو رقم كافٍ لتمزيق طبلة الأذن على بعد 64 كيلومترًا، وتسبب في موجة صدمية دارت حول الأرض سبع مرات.
لكن، وفقًا للبروفيسور ديفيد في، من جامعة ألاسكا، فإننا إذا حصرنا السؤال في 'عصر التسجيل الرقمي الدقيق'، فإن انفجار بركان 'هونغا تونغا' تحت الماء في يناير 2022 هو 'البطل الجديد'.
لقد ولّد هذا الانفجار موجة صوتية دارت حول الكرة الأرضية عدة مرات، وسجلت المستشعرات في محطة قريبة قفزة ضغط هائلة تعادل حسابيًا 256 ديسيبل (لو قيست بالمقاييس التقليدية)، متفوقًا بذلك على أي حدث آخر تم رصده بأجهزة حديثة.
متى يتحول الصوت إلى 'لكمة'؟
لفهم هذه الأرقام، يجب أن نعرف حدود الفيزياء الصوتية:
– حد الألم البشري: 140 ديسيبل (مثل صوت محرك نفاث عن قرب).
– نقطة التحول (194 ديسيبل): هنا تكمن المعلومة الأخطر؛ فعندما يصل الصوت إلى 194 ديسيبل، يتوقف عن كونه 'صوتًا' عاديًا (اهتزاز جزيئات الهواء) ويتحول إلى 'موجة صدمية' (Shock Wave).
وفي هذه المرحلة، لا ينتقل الصوت عبر الهواء، بل يدفع الهواء أمامه بقوة فيزيائية مدمرة تشبه الجدار الصلب. ولذلك، فإن أرقام كراكاتوا (310 ديسيبل) وتونغا (256 ديسيبل) ليست مجرد 'ضجيج'، بل هي انفجارات ضغط جوي قادرة على تدمير المباني والأجساد.
محاولات بشرية للمحاكاة
حاول العلماء محاكاة هذه القوة في المختبرات، حيث نجحوا عبر الليزر والأشعة السينية في توليد موجة ضغط بقوة 270 ديسيبل داخل غرف مفرغة، لكنها تظل 'صامتة' لأن الصوت لا ينتقل في الفراغ، مما يبقي الطبيعة (براكين تونغا وكراكاتوا) هي صاحبة الرقم القياسي الحقيقي.










































