بنعليلو: الفساد في القطاع السياحي يضعف جذب السياح ويهز ثقة المستثمرين

أكد محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، أن الفساد في القطاع السياحي يشكل عائقا حقيقيا أمام الجذب السياحي وتطوير هذا القطاع الحيوي، محذرا من التداعيات السلبية لتعقيد الإجراءات الإدارية وتضخم السلطة التقديرية للإدارة في اتخاذ القرار الاستثماري.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال 'الملتقى الدولي لتعزيز النزاهة 2025″، المنعقد بجمهورية المالديف يومي 6 و7 ماي الجاري، تحت شعار، 'تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في قطاع السياحة'، بمشاركة أزيد من 190 شخصية وخبيرا يمثلون 50 دولة ومنظمة دولية.

وأوضح بنعليلو أن قطاع السياحة لا يمثل فقط رافعة اقتصادية مركزية ومحركا للتنمية في العديد من الدول، بل يعد أيضا مجالا لتبادل القيم الثقافية والإنسانية، ما يجعله عرضة لمخاطر الفساد بدرجات عالية، خاصة في ظل هشاشة بعض البنى المؤسسية وتعدد الفاعلين، وتداخل المصالح القطاعية في مجالات العقار، التعمير، النقل، البيئة والخدمات.

وأشار إلى أن معالجة الفساد في هذا القطاع يتطلب وعيا مشتركا لا يكتفي برصد مظاهر الفساد الظاهرة، بل يتعمق في تشخيص الثغرات البنيوية والتقاطعات المؤسسية التي تسهّل انتشاره، داعيا إلى ضرورة اعتماد مقاربة شمولية دامجة لقطاع السياحة ضمن استراتيجيات وطنية واضحة لمكافحة الفساد.

وفي ذات السياق، شدد رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة على أهمية بناء ثقة المستثمر والسائح في العرض السياحي، عبر تحصين المنظومة السياحية وتعزيز الشفافية والمساءلة، معتبرًا أن الفساد يقوض هذه الثقة ويحول دون استدامة مساهمة القطاع في التنمية.

كما اعتبر أن طرح موضوع الفساد السياحي على طاولة هذا الملتقى الدولي يشكل نقلة نوعية نحو تصور مكمل للمعايير الدولية، يراعي الخصوصيات القطاعية، ويعزز التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي لتطوير مبادئ رفيعة المستوى تكافح الفساد وتعزز النزاهة.

وعلى هامش المنتدى، عقد بنعليلو سلسلة لقاءات ثنائية مع عدد من كبار المسؤولين، من بينهم رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بالمملكة العربية السعودية، لتقييم تقدم خطة العمل المشتركة، كما التقى برئيس اللجنة المالديفية لمكافحة الفساد، حيث جرى بحث سبل إرساء شراكات استراتيجية ثنائية ومتعددة الأطراف، إلى جانب عقد جلسات عمل مع ممثلي المجلس الاستشاري للاتحاد الإفريقي ضد الفساد وهيئة السياحة العراقية.

وقد توّج المنتدى بإقرار مجموعة من التوصيات الرامية إلى ضمان تنمية أخلاقية مستدامة للقطاع السياحي، فيما اقترح المشاركون تنظيم النسخة المقبلة من المنتدى بالمملكة المغربية، تأكيدًا على انخراطها في دينامية إقليمية ودولية لتعزيز النزاهة في السياحة.