اخبار المغرب
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
رئيس الوزراء يؤكد استعداد الحكومة للحوار ويأسف لمقتل 3 أشخاص ويشيد بتعامل الشرطة ودعوات إلى تظاهرات جديدة
أعرب رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش اليوم الخميس عن أسفه لمقتل ثلاثة أشخاص خلال أعمال العنف التي هزت عدة مدن مغربية صغيرة مساء الأربعاء، في اليوم الخامس من الاحتجاجات المطالبة بتحسين نظامي التعليم والرعاية الصحية.
وقال أخنوش في أول كلمة له منذ بدء الاحتجاجات التي دعت إليها مجموعة 'جيل زد 212' السبت الماضي 'سجلنا للأسف مقتل ثلاثة أشخاص' إثر 'الأحداث المؤسفة التي شهدناها خلال اليومين الماضيين'.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة مستعدة للحوار، وقال 'نؤكد أن الحكومة عبر مختلف الأحزاب المكونة لها قامت بالتفاعل مع مطالب التعبيرات الشبابية، وتعلن تجاوبها مع هذه المطالب المجتمعية واستعدادها للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العمومية'.
وأشاد رئيس الوزراء المغربي بتعامل الشرطة مع الاحتجاجات وقال إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلات، وأفادت مواقع إخبارية محلية بوقوع أعمال شغب في مدن صغيرة أخرى لم تكن ضمن لائحة المناطق التي دعت الحركة إلى التظاهر فيها.
وصرح رشيد الخلفي المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن الأشخاص الثلاثة الذين لم تُكشف هوياتهم، قُتلوا على يد رجال الدرك 'دفاعًا عن النفس' أثناء محاولتهم 'اقتحام' لواء درك في جنوب البلاد. وأشارت حصيلة أولية إلى مقتل شخصين في الهجوم.
ودعت حركة 'جيل زد 212' الشبابية اليوم الخميس إلى تظاهرات سلمية جديدة للمطالبة بتحسين الخدمات العامة، بعد ليلة عنف أسفرت عن مقتل شخصين برصاص قوات الأمن.
وتعد هذه أخطر حادثة منذ انطلاق الاحتجاجات السبت الماضي بدعوة من هذه المجموعة الشبابية التي لا يزال أعضاؤها غير معروفين، والتي تصف نفسها بأنها 'مساحة للنقاش' حول مسائل الصحة والتعليم ومكافحة الفساد.
وقالت الحركة على موقع 'ديسكورد' إن 'تظاهرات سلمية' ستخرج اليوم الخميس لرفع المطالب نفسها، وليل أمس الأربعاء قتل شخصان برصاص قوات الأمن المغربية أثناء محاولتهم اقتحام ثكنة للدرك جنوب البلاد، خلال أعمال شغب غير مسبوقة أعقبت دعوات التظاهر، على رغم أن معظم هذه التظاهرات جرت بهدوء، وبحسب وسائل إعلام محلية فقد وقعت أعمال تخريب في منطقة قرب أكادير، حيث أضرم أشخاص النار في مكاتب البلدية.
وفي الدعوة تشدد حركة 'جيل زد 212' على 'المحافظة على السلمية'، وجددت تأكيد مطالبها وأبرزها 'تعليم يليق بالإنسان ومن دون تفاوتات' و'صحة لكل مواطن من دون استثناءات'.
ويجمع اسم هذه الحركة بين 'جيل زد'، أي الفئة العمرية التي ينتمي إليها أفرادها، وهم مواليد نهاية العقد الأخير من القرن الماضي وبداية العقد الأول من القرن الحالي، وبين الرقم 212 وهو مفتاح الاتصال الهاتفي الدولي بالمملكة المغربية.
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية تسجيل إصابة 354 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 326 عنصراً من القوات العمومية المكلفة المحافظة على النظام، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بـ271 عربة تابعة للقوات العمومية و175 سيارة مملوكة للخواص، هذا إضافة إلى أعمال اعتداء وتخريب ونهب طالت نحو 80 من المرافق الإدارية والصحية والأمنية والجماعية والوكالات البنكية والمحال التجارية بـ23 عمالة وإقليما.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات العمومية واصلت، مساء الأربعاء فاتح أكتوبر الجاري، عملاً بالمقتضيات الدستورية والقانونية المتعلقة بصيانة النظام العام وحماية الحقوق والحريات، ومن منطلق مسؤولياتها المؤسساتية، تدخلاتها النظامية بعدد من مناطق المملكة، انصبت على تدبير الأشكال الاحتجاجية في إطار الضوابط المقررة قانوناً، وبما يكفل ضمان الأمن والنظام العامين ودرءاً لأي تهديد لسلامة الأشخاص والممتلكات.
وكشفت الوزارة أن 'أعمال العنف والشغب عرفت في مناطق متفرقة أبعادا أشد جسامة وأكثر خطورة، بانخراط المشاغبين في عمليات هجوم، باستعمال الأسلحة البيضاء، واقتحام واكتساح بنايات مملوكة للدولة ومقار مصالح أمنية'.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة رشيد الخلفي إن بعض تلك التظاهرات عرفت 'تصعيداً خطراً مس بالأمن والنظام العامين، بعدما تحولت إلى تجمهرات عنيفة استعملت فيها مجموعة من الأشخاص أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة والرشق بالحجارة'، وأوضح أن هذا الأمر تسبب حتى ليل الثلاثاء في 'إصابة 263 عنصراً من القوات العمومية بجروح متفاوتة الخطورة، و23 شخصاً آخرين من بينهم حالة استدعت الخضوع للمتابعة الطبية'.
وشهدت مدن مغربية ليل الثلاثاء - الأربعاء أعمال شغب وصدامات بين متظاهرين وقوات الأمن، بعد دعوات إلى التظاهر صدرت عن مجموعة 'جيل زد 212'، المطالبة بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها مواقع إخبارية محلية متظاهرين، بعضهم ملثمون، يرمون قوات الأمن بالحجارة في إنزكان وتيزنيت وآيت عميرة، وهي مدن صغيرة بضواحي أكادير (جنوب).
كما أظهرت متظاهرين آخرين يضرمون النار بالقرب من مركز تجاري ووكالة بريدية في إنزكان، ودارت صدامات مشابهة في وجدة (شمال شرقي)، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
ومجموعة 'جيل زد 212'، التي ظهرت أخيراً على موقع 'ديسكورد' ولا تكشف عن هوية القيمين عليها، تصف نفسها بأنها 'فضاء للنقاش' حول 'قضايا تهم كل المواطنين مثل الصحة والتعليم ومحاربة الفساد'، مؤكدة رفض 'العنف' و'حب الوطن والملك'.
وفئة الشباب والنساء هي الأكثر تضرراً من الفوارق الاجتماعية والبطالة والتفاوت في مستويات التعليم والصحة بين القطاعين العمومي والخاص في المغرب، إذ تعد الفوارق الاجتماعية والمجالية معضلة رئيسة.
وفي الأسابيع الأخيرة شهدت المملكة احتجاجات متفرقة، للمطالبة على وجه الخصوص بتحسين خدمات الصحة العمومية.