اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
أثارت مذكرة وزارية صادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بتاريخ 15 ماي 2025 تحت رقم 25/356، جدلاً واسعاً بين الأطر التربوية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانها عن تنظيم دورة تكوينية لفائدة أساتذة التربية البدنية والرياضية في مجال تدريس رقصات 'الهيب هوب' و'البريكينغ'.
وتضمنت المذكرة، الموقعة من طرف عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية، دعوة موجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين من أجل اقتراح إطارين تربويين (مفتش أو أستاذ) في كل جهة، من النشيطين في الرياضة المدرسية والمتحمسين لهذا النوع من الأنشطة الفنية، للمشاركة في الدورة التكوينية التي ستؤطر من طرف الخبير الدولي طوماس رميرس (Thomas Ramires).
وتهدف هذه الدورة، وفق المذكرة التي تأكدت جريدة 'العمق المغربي'من صحتها، إلى تكوين مكونين جهويين في مجالي الهيب هوب والبريكينغ، حتى يتسنى لهما لاحقاً تقاسم المعارف المكتسبة مع باقي الأساتذة على المستويين الجهوي والإقليمي، في خطوة وصفتها الوزارة بأنها تأتي في إطار التوجه الاستراتيجي نحو تنويع الأنشطة الرياضية ودعم قدرات الأطر التربوية في مختلف الأصناف الرياضية.
وعبر عدد من نساء ورجال التعليم، إلى جانب فاعلين تربويين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم مما اعتبروه 'تغريبا ثقافيا' يمس بالقيم والهوية الوطنية.
واعتبروا أن إدماج رقصات مثل 'الهيب هوب' و'البريكينغ' في منظومة التعليم يمثل خضوعا غير مبرر لثقافات وافدة لا تنسجم مع المرجعية التربوية المغربية، داعين الوزارة إلى التركيز على الأنشطة التي تعزز الانتماء الوطني وتحافظ على الأصالة الثقافية بدل 'استيراد أنماط سلوكية وفنية غريبة'، وفق تعبيرهم.
بالمقابل، يرى آخرون أن الدورة وإن كانت طموحة في بعدها الثقافي والرياضي، إلا أنها مرهونة بمدى استعداد المنظومة التربوية لاحتضان مثل هذه التحولات، دون أن تغفل معالجة الإشكالات البنيوية التي لا تزال ترهق كاهل المدرسة العمومية المغربية.