اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٧ أيلول ٢٠٢٤
سلطت المجلة الفرنسية الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية في صفوف المواطنين الجزائريين، مشيرة إلى أن أكثر من 3700 جزائري وصلوا إلى إسبانيا في غضون ثلاثة أشهر بالرغم من عمليات الاعتقال وتفكيك الشبكات التي تتحدث عنها الصحافة الجزائرية بانتظام.
وقالت المجلة إنه وفقا لإحصاء أجرته جون أفريك استنادا إلى البيانات التي جمعها فرانسيسكو كليمنتي مارتن، عضو المركز الدولي لتحديد هوية المهاجرين المفقودين (Cipmid)، وصل 3700 جزائري إلى الساحل الإسباني بين 1 يونيو و 31 غشت المنصرم. وفي يوم الثلاثاء الماضي وحده، وصلت ثمانية قوارب إلى جزر البليار وعلى متنها 139 جزائريا، من بينهم أطفال صغار.
وأشارت إلى أنه في 15 يوليوز، أبلغ فرانسيسكو كليمنتي عن وصول 1100 مهاجر غير شرعي إلى الشواطئ الإسبانية في غضون 48 ساعة فقط، 80٪ منهم جزائريون. لافتة إلى أنه قد لا تكون هناك صلة بين هذه الهجرة الجماعية للجزائريين والانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في 7 شتنبر، لكن التناقض بين خطاب المرشحين الثلاثة، الذين يعدون مواطنيهم بالعيش الكريم وبالرفاهية، والعدد المتزايد من المهاجرين نحو أوروبا لافت للنظر.
ونقلت المجلة الفرنسية، محاولة شاب جزائري من بومرداس يدعى إلياس خريج علوم الكمبيوتر مستقلا قاربا للوصول إلى سواحل إسبانيا، والذي أكد أنه دفع حوالي 2700 يورو مقابل خدمة هذا القارب، وقال إلياس في حديثه إلى جون أفريك إنه بعد الإبحار لحوالي مائة كيلومتر ، بدأ القارب في امتصاص الماء في بحر أصبح فجأة عاصفا.
وقال إن الرعب والذعر سيطر على بعض الركاب الذين رأوا أنفسهم يغرقون في البحر الأبيض المتوسط. بينما عبر آخرون عن رغبتهم في العودة إلى الوراء. بينما إلياس كان مستعدا للموت وان يصير طعاما للأسماك على ان يعود لبومرداس وقال: 'جحيم البحر أفضل من جحيم الأرض' في إشارة إلى معاناته في الجزائر.
وأوضحت المجلة إلى أن ظاهرة الهجرة السرية نحو السواحل الإسبانية أو الإيطالية ليس بالأمر الجديد، فقد بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاما. في حين شهدت الهجرة غير الشرعية هدوءا، أو حتى توقفت عمليا، في الأشهر الأولى من الحراك في عام 2019، لكنها استؤنفت في عام 2023. وقد تسارعت منذ بداية الصيف.
وفي سياق متصل، أشار المصدر ذاته إلى أن الهجرة غير الشرعية أصبحت تجارة مربحة للغاية حيث تدر ملايين الدولارات سنويا. وقالت إنه في الماضي كانت هذه الظاهرة مقتصرة على شباب في العشرينات من العمر، أما الآن فإن فئات أخرى تقبل على هذه المغامرة من ضمنها النساء والرضع
ووفقا للحسابات التي أجرتها مجلة جون أفريك، فإن متوسط تكلفة الشخص الواحد للعبور يبلغ حوالي 5,400 يورو، ووصول هؤلاء الجزائريين البالغ عددهم 3,700 جزائري إلى الساحل الإسباني على مدى ثلاثة أشهر، من يونيو إلى غشت، مكن المهربين من الحصول على ما يعادل 20 مليون يورو. وبالمقارنة، ووفقا لبيانات 'جون أفريك'، بين يناير ونونبر 2021، ولدت تجارة الهجرة غير الشرعية 60 مليون يورو 'فقط' لصالح الشبكات السرية.
في حين أن سعر العبور يختلف من ساحل إلى آخر ، ومن قارب إلى آخر ، فقد ارتفع بشكل واضح خلال السنوات الخمس الماضية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وعدد المرشحين ، فضلا عن الحالة 'الحديثة' المتزايدة للقوارب. يتم احتساب تكلفة العبور وفقا لوزن وطول الراكب وجودة القارب وعدد الركاب ومسار الرحلة، حيث يتراوح سعر المقعد بين 600,000 دينار (حوالي 4,000 يورو) إلى 1.3 مليون دينار (حوالي 8,800 يورو) ، أو حتى 1.6 مليون دينار (حوالي 10,800 يورو).