اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
دعت جمعية 'المبادرة الوطن أولا ودائما'، التي يرأسها الوزير الأسبق عزيز رباح، إلى التهدئة وتغليب منطق الحكمة والحوار في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرفها عدد من المناطق، مطالبة الحكومة والسلطات العمومية بالتفاعل الجدي مع المطالب الشعبية وتنفيذ الإصلاحات التي يفرضها الوضع الراهن.
وفي بيان توصلت به جريدة 'العمق المغربي'، أكدت الجمعية مشروعية المطالب الاجتماعية المرفوعة، معتبرة أنها تستند إلى المرجعية الدستورية والضوابط القانونية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تقارير رسمية وتصريحات عدد من المسؤولين أقرت بوجاهة هذه المطالب التي تعكس عمق الأزمة الاجتماعية.
كما ذكرت الجمعية بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، والذي شدد فيه على رفض استمرار مغرب بسرعتين، ونبه إلى خطورة الاختلالات التي تعاني منها قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والشغل، إلى جانب التفاوتات المجالية والأزمة المائية.
وطالبت الجمعية بالتفاعل الجاد والمسؤول مع خطاب الملك والمطالب الشعبية، داعية إلى الإسراع بتنزيل إصلاحات عميقة تهم بالدرجة الأولى قضايا الأسرة والتعليم والصحة والتشغيل والعدل والماء، واعتبار هذه القطاعات أولويات لا تقبل التأجيل.
وفي الاتجاه نفسه، دعت الجمعية إلى فتح قنوات التواصل والحوار على المستويين المحلي والوطني مع المحتجين، والابتعاد عن كل أشكال الصدام، مع تغليب منطق ضبط النفس والحكمة.
ونددت الجمعية بأعمال العنف والتخريب التي طالت ممتلكات عامة وخاصة، وشددت على ضرورة حماية الأمن العام من أي تجاوزات، أيا كان مصدرها، مؤكدة رفضها القاطع لاستغلال الاحتجاجات من أجل تصفية حسابات أو المس بثوابت الوطن ومصالحه وأمنه.
كما حذرت الجمعية من دفع القاصرين والشباب إلى المواجهة والتصعيد، داعية الأسر المغربية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها في تأطير أبنائها وحمايتهم من المحرضين على العنف.
وفي رسالة مباشرة إلى شباب 'جيل Z'، دعت الجمعية إلى التحلي باليقظة والمسؤولية، ووقف أشكال الاحتجاج الحالية التي قد يستغلها المتربصون بالوطن، مشيرة إلى ضرورة تفويت الفرصة على من يسعون إلى زعزعة الاستقرار بخبث وسوء نية.
وفي الشق الحقوقي، التمست الجمعية إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية هذه الاحتجاجات، ممن لم تثبت إدانتهم في التخريب أو الدعوة إلى العنف، داعية إلى الاحتكام للقانون واحترام المساطر القضائية العادلة.
كما شددت الجمعية على أهمية اعتماد حكامة جيدة وعدالة مجالية في تدبير الشأن العام، خاصة على مستوى الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية، مع إيلاء عناية خاصة للفئات الهشة، والشباب، وساكنة المناطق القروية.
ووجهت الجمعية نداء إلى النخب الوطنية الجادة داخل وخارج الوطن من فاعلين سياسيين ومدنيين وإعلاميين، للمساهمة في الإصلاح والتأطير، والتقرب من الشباب والمسؤولين من أجل بناء جسور الثقة وتقديم حلول واقعية وعادلة.
وأكدت جمعية 'المبادرة الوطن أولا ودائما' التزام جميع أعضائها بأهداف الجمعية وقوانينها، داعية إلى التفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة من خلال النصح والمبادرة واليقظة والتقييم المستمر للسياسات العمومية.
واختتم البيان بالتأكيد على الاستعداد الكامل للجمعية للمساهمة في الحوار والتهدئة، ودعم جهود الإصلاح، ومحاربة الفساد، وحماية المال العام، وترسيخ قيم المواطنة والحكامة الرشيدة.
