اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
عقدت منظمة النساء الحركيات بدعم من مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية دورة تكوينية تحت عنوان: 'التواصل السياسي الرقمي: الرهانات الاستراتيجيات والأدوات'، وذلك أيام 2 و3 و4 ماي 2025، بمدينة الرباط، في إطار برنامجها الهادف إلى تعزيز قدرات النساء وتطوير مهاراتهن.
وحسب بلاغ للمنظمة، توصلت جريدة 'العمق' بنسخة منه، فقد عرفت هذه الدورة، التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، مشاركة 35 مناضلة حركية يمثلن مختلف البنيات الحزبية على المستوى الوطني، من مجلس الحكماء، والمكتب السياسي، والمكتب التنفيذي لمنظمة النساء الحركيات، والمجلس الوطني للمنظمة، بالإضافة إلى مناضلات من مختلف جهات وأقاليم المملكة، منها العيون، زاكورة، الخميسات، بني ملال، میسور، خنيفرة، تطوان، سيدي سليمان، فاس، مولاي يعقوب، سيدي قاسم، بولمان وآسفي. كما شهدت الدورة حضور ممثلات عن منظمة الشباب ومنظمة الكشاف الحركي، مما أضفى على الورشات دينامية خاصة وروحا شبابية تفاعلية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الدورة أطرها غسان بنشهيب، الخبير في التواصل الاجتماعي والاتصال الرقمي، من خلال مجموعة من المحاور الأساسية التي شملت التواصل السياسي في زمن الرقمنة، مع التعمق في تأثير الذكاء الاصطناعي على هذا المجال.
كما تناول كيفية بناء هوية رقمية متكاملة ومتناسقة تعكس القيم السياسية، والاستخدام الاستراتيجي لشبكات التواصل الاجتماعي في المجال السياسي، موضحا الأدوات العملية للتخطيط والإنتاج والنشر الفعال للمحتوى الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، عرض أفضل الممارسات في إدارة التفاعلات الرقمية وتعزيز المصداقية على الإنترنت.
أما عبد الصمد مطيع، الخبير في التواصل الرقمي، فقد أطر سلسلة من المحاور التكوينية شملت: مدخلا للتواصل السياسي الرقمي، ومبادئ التفاعل الفعال على وسائل التواصل الاجتماعي، وطرق تصميم محتوى تفاعلي يخدم الخطاب السياسي، ثم أدوات عملية لقياس الأداء الرقمي وسبل إدارة الأزمات التواصلية على الإنترنت. وقد اختتم برنامجه بورشة عمل تطبيقية موحدة، شكلت مساحة عملية لترسيخ المفاهيم المكتسبة من خلال تمارين جماعية تفاعلية.
وشكلت هذه الدورة التكوينية محطة نوعية للنقاش البناء والتفكير الجماعي في الأدوار الجديدة التي بات يضطلع بها التواصل السياسي الرقمي في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، حيث تم التطرق بعمق إلى التحديات التي تفرضها البيئة الرقمية، وفرص التأثير على التمثلات والسلوكيات السياسية، لاسيما لدى الشباب والنساء في الوسطين الحضري والقروي. كما تم الوقوف عند أهمية التوظيف الواعي والهادف للوسائط الرقمية في ترسيخ ثقافة سياسية جديدة قوامها المشاركة، الشفافية، القرب، والتفاعل مع المواطنات والمواطنين.
وعلاوة على غنى المضامين العلمية والتطبيقية التي ميزت هذه الدورة، فقد شكلت محطة استراتيجية لتلاقح الخبرات وتبادل التجارب بين مناضلات الحزب، وفضاء عمليا لاستشراف آفاق العمل التواصلي المشترك، من خلال بلورة رؤية طموحة وفعالة تشكل مرتكزاً أساسياً لبناء استراتيجية تواصلية رقمية متكاملة تنطلق من موقع الحزب كقوة سياسية وطنية وازنة، متجذرة في المجتمع، ومؤمنة بضرورة التجديد ومواكبة التحولات الرقمية الراهنة، في إطار مشروعه السياسي كبديل حركي يعيد الاعتبار لقيم القرب والمشاركة والتفاعل.
وتندرج هذه الرؤية في صلب التزام الحزب الراسخ بأداء أدواره الدستورية في التأطير والتكوين السياسي، وتفعيل آليات التمكين والمشاركة المواطنة، والمساهمة الجادة في صناعة التغيير، وفق المصدر ذاته.