اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٩ كانون الأول ٢٠٢٥
قدمت فرقة المسرح العربي مسرحية كازانوفا، ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي ال 25، وهي من تأليف وإخراج محمد الرباح، وتمثيل غدير الحسن، وسارة العنزي، وآمنة عبدالله، ومحمد المطاوعة.ويقول المؤلف والمخرج في وصف المسرحية: «عندما تحاك المشاعر تحت ماكينة الخياطة... وتنسج ملامح شخصية تناسب طموحاتك... فتجني ثوبا من الرغبات يكتنز حياتك».وتدور أحداث المسرحية حول 3 نساء يعملن في مشغل خياطة، يواجهن رتابة الأيام وطول ساعات العمل، ويقعن فريسة الملل الذي يتحول تدريجيا إلى أسئلة عن الذات والحرية والفرص الضائعة.النساء الثلاث قدمن صورة عن المرأة التي تخضع لطقوس العمل المتواصل حتى بات حلمها مؤجلا ومشاعرها معلقة على خيط لم يُقص بعد. وبذكاء وضع الرباح مانيكان في قلب المشغل كرمز لجسد رجل افتراضي تصب عليه كل واحدة منهن رغباتها المخفية، وأوهامها، وما تحلم بأن تجده في شريك لا وجود له سوى في خيالها، فتتعامل معه ككيان قادر على الإصغاء واحتضان خيباتهن، هذا التفاعل خلق حالة مسرحية متناغمة، لا تعتمد على الحوار فقط، بل على الإيماءات والحركات التي تعبر عما يجول بداخل عقول الشخصيات. أداء متماسك
قدمت فرقة المسرح العربي مسرحية كازانوفا، ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي ال 25، وهي من تأليف وإخراج محمد الرباح، وتمثيل غدير الحسن، وسارة العنزي، وآمنة عبدالله، ومحمد المطاوعة.
ويقول المؤلف والمخرج في وصف المسرحية: «عندما تحاك المشاعر تحت ماكينة الخياطة... وتنسج ملامح شخصية تناسب طموحاتك... فتجني ثوبا من الرغبات يكتنز حياتك».
وتدور أحداث المسرحية حول 3 نساء يعملن في مشغل خياطة، يواجهن رتابة الأيام وطول ساعات العمل، ويقعن فريسة الملل الذي يتحول تدريجيا إلى أسئلة عن الذات والحرية والفرص الضائعة.
النساء الثلاث قدمن صورة عن المرأة التي تخضع لطقوس العمل المتواصل حتى بات حلمها مؤجلا ومشاعرها معلقة على خيط لم يُقص بعد. وبذكاء وضع الرباح مانيكان في قلب المشغل كرمز لجسد رجل افتراضي تصب عليه كل واحدة منهن رغباتها المخفية، وأوهامها، وما تحلم بأن تجده في شريك لا وجود له سوى في خيالها، فتتعامل معه ككيان قادر على الإصغاء واحتضان خيباتهن، هذا التفاعل خلق حالة مسرحية متناغمة، لا تعتمد على الحوار فقط، بل على الإيماءات والحركات التي تعبر عما يجول بداخل عقول الشخصيات.
أداء متماسك
قدم فريق التمثيل أداءً متماسكاً اتسم بقدر كبير من الصدق والعمق، وقد برزت الانفعالات الحقيقية، خصوصاً في الأداء النسائي، حيث نجحت كل ممثلة في إضفاء طابع متفرد على شخصيتها، من دون الإخلال بانسجام المجموعة أو تناغمها، أما السينوغرافيا التي صاغها د. فهد المذن، فقدمت فضاءً بصرياً بسيطاً ودقيقاً في الوقت نفسه، إذ تحولت عناصره - من آلة المشغل وملابسه وخيوطه ومقصاته إلى المانيكان - من مجرد خلفية إلى مكونات فاعلة تشارك في الحكاية، وتحدث إيقاعاً متناغماً بين الحركة والسكون.
وساهم تصميم الأزياء، الذي نفذته أسماء عيسى، في مساعدة شوق الصالح في ترسيخ الطابع الواقعي للعرض، بينما أدت ألوان الملابس دوراً واضحاً في إبراز إحساس الرتابة الذي يحاصر الشخصيات. تنوعت الموسيقى والمؤثرات التي وضعها حسن الرئيسي وكوثر الشمري، بين إيقاعات خفيفة لكسر الملل، وأخرى ثقيلة عكست تعقّد المشاعر وكانت من العناصر الجميلة في العرض.
الجلسة التعقيبية
وبعد العرض المسرحي أقيمت الجلسة التعقيبية بمشاركة الباحث والمخرج العماني د. مرشد راقي، والباحث والمخرج الجزائري مختار زدام، وأدار الجلسة الإعلامي فادي عبدالله.
في البداية، قدم راقي ورقة بحثية أشار فيها إلى ما تضمنه العرض من مدلولات فنية وجمالية، مبينا أن مستويات بناء الشخصيات غير معقدة، والنص يفتقد بعض الدهشات الدرامية، كما أن الرغبات تجمعت في نقطة واحدة تجاه كازانوفا، وأضاف أن ملامسة تاريخ الشخصيات كشفت مختلجات النفس الإنسانية الحالمة المتخبطة.
وتابع: «أشفع للحس التراجيدي مساهمته في مساعدة الشخصيات على خلق أفعال الإثارة والتشويق والرغبات المفقودة لتحقيق الأمان النفسي، لإيجاد استقرار حسي ومعنوي، حيث جاءت الأحداث بين الرغبات والأسئلة للظفر بالاستقرار، ونعمة الحياة الكريمة، فغلبت الأسئلة وحلّت المباشرة كثيراً في النص الأدبي».
صدق الأداء
بدوره، لفت المخرج زدام، في ورقته البحثية، إلى صدق الأداء في هذا العرض المسرحي من خلال تقمص الشخصيات، لأن هذا شيء مهم عند الممثل أن يكون صادقا في أداء دوره، مضيفا: «بصفتي مخرجا أحسست بأن النص فيه شيء مختلف، لأن من كتبه مخرج، وهنا تختلف كتابة النص عند مخرج، لأنه يكتب حسب فضاء المسرح، ولغته ونظرته ورؤيته الإخراجية، وكنت أتخيل ماذا سيخرج به، فمعظم التكهنات وجدتها في العرض، رغم الإحساس بأن الممثلين لديهم بعض الضغط، وهذا مهم للممثل أن يكون عنده هذا الخوف، وأومن بأن الممثل الذي يخاف قبل العرض، حتماً سيقدم عرضا مميزا».
وأشاد بذكاء المؤلف في اختيار كازانوفا، حيث رأى في هذا العرض تلك الرومانسية، وكشف إيقاع العرض في القلب النابض، وجاءت المداخلات من الحضور متوافقة مع ما طرحه المعقبان، حيث أشار د. مشهور مصطفى إلى شاعرية العرض والسينوغرافيا وفضاءاته بأركانها الثلاثة: المنزل والورشة والمقهى.
أما د. أمل بنويس فقد تحدثت عن حكايات العرض، وأشادت بالإخراج والتأليف والسينوغرافيا وتعدد اللغات والزمن، فيما أشادت بشكل خاص بالفنانة آمنة عبدالله، وتطرق د. خالد البناي إلى الإحساس الداخلي في العرض، وتشريح الأبعاد النفسية لشخصياته.


































