اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
فيصل مطر -
على مدى 290 يوما في العام، تشهد الكويت ظاهرة الـ«هيز» (HAZE)، تلك الظاهرة الجوية المعروفة عالميا، والتي تعني انتشار الغبار الخفيف العالق والجسيمات الدقيقة في الهواء الجاف حيث تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الرؤية الأفقية، وتصنف ضمن الشوائب الجوية وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وتمثل مكونات هذا الغبار أهمية كبيرة لمعرفة كيفية التعامل معه، وفي هذا الصدد، يقول مدير إدارة الارصاد الجوية بالندب ضرار العلي، إن الـ«هيز» من الظواهر الشائعة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وهو يحوي مواد متنوعة كالرمال الناعمة وحبوب اللقاح إضافة إلى غبار معدني ناتج عن تعرض بعض المعادن للصدأ أو عوامل التعرية وغيرها من المواد وفق الموقع الجغرافي.
وذكر أنه يظهر بلون بني أو رمادي ويشبه الضباب الخفيف الذي يعرف محليا باسم «المريخ» لكنه يختلف في التركيب والرطوبة، لافتا إلى أن أيام شيوع هذه الظاهرة في البلاد وفق تقارير الأرصاد الجوية تظهر أنها تتكرر أكثر من 290 يوما في السنة معظمها خلال شهري مايو ويوليو.
وعن سبب الـ«هيز»، قال العلي إن «من أسبابها الأنشطة البشرية مثل عمليات البناء والحفريات واستخدام المواد الإنشائية إلى جانب العوامل الطبيعية مثل جفاف الأنهار والبحيرات، حيث توجد الأراضي الطينية (السبخات) وعادة ما تكون عبارة عن رمال ناعمة جدا تتصاعد مع سرعات الرياح المعتدلة خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة إذ تسهم الحرارة العالية في تفتيت التربة وتسبب هذه الظاهرة».
من جهته، أكد خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان أن السيطرة على ظاهرة الغبار العالق أمر في غاية الصعوبة، لأسباب طبيعية وجغرافية معقدة، موضحاً أن هذه الظاهرة كثيرًا ما تكون مرتبطة بمصادر خارجية.
وقال رمضان لـ القبس: «الغبار لا يتشكل محليًا فقط، بل يأتينا أحيانًا من مناطق صحراوية بعيدة مثل الصحراء السورية ـ العراقية أو من صحراء السعودية أو حتى من الصحراء الكبرى، فضلًا عن أن الكويت نفسها تضم مساحات صحراوية شاسعة».
وأشار إلى أن غياب الغطاء النباتي في هذه المناطق يزيد من تفاقم المشكلة، مضيفًا: «منذ سنوات طويلة ننادي بضرورة التوسع في الزراعة كوسيلة للتخفيف من الغبار، لكن للأسف لم يتحقق التقدم المطلوب، وهو ما جعلنا نعاني من الغبار العالق الذي قد يتجاوز 200 يوم في السنة أحيانًا».
وعن جدوى الزراعة في مواجهة هذه الظاهرة، أكد رمضان أن دورها أساسي وحتمي، وقال: «بلا شك الزراعة مفيدة 100%، لكن يبقى السؤال: من يتولى الزراعة على نطاق واسع ويضع خططًا جادة لمواجهة هذه المشكلة المزمنة؟».