اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحت سقف قصر ثقافة بورسعيد في مصر، الذي امتلأ عن آخره بالجمهور والنُّخب الفنية والثقافية، لم تكن مسرحية «حواديت» مجرَّد عرضٍ عابر، بل احتفاء بجيل الشباب ومواهبه. وجاء العرض، الذي جرى تقديمه في إطار مهرجان بورسعيد السينمائي الأول، كحدثٍ ثقافي بارز يجسِّد التكامل بين اكتشاف المواهب الشابة ودعمها، ومُرسخاً لفكرة أن المسرح لا يزال المنبر الأقدر على التقاط نبض المجتمع وهمومه.في ليلةٍ استثنائية شهدت حضوراً مكثفاً لفنانين ونقاد، أبرزهم حمدي الوزير وسامح الصريطي والمخرج محمد الدسوقي، نجح العرض المسرحي «حواديت» في تقديم وجبة فنية دسمة.العمل الفني، الذي أنتجه مركز الإبداع الفني (صندوق التنمية الثقافية) وأخرجه خالد جلال، يمثل مشروع تخرُّج الدفعة الثالثة (دفعة الفنان الراحل علي فايز) ضمن مبادرة «نجوم المستقبل»، ليؤكد أن الاستثمار في الطاقات الشابة هو الرهان الأكثر ربحية للمشهد الثقافي. 15 «اسكتش»
تحت سقف قصر ثقافة بورسعيد في مصر، الذي امتلأ عن آخره بالجمهور والنُّخب الفنية والثقافية، لم تكن مسرحية «حواديت» مجرَّد عرضٍ عابر، بل احتفاء بجيل الشباب ومواهبه. وجاء العرض، الذي جرى تقديمه في إطار مهرجان بورسعيد السينمائي الأول، كحدثٍ ثقافي بارز يجسِّد التكامل بين اكتشاف المواهب الشابة ودعمها، ومُرسخاً لفكرة أن المسرح لا يزال المنبر الأقدر على التقاط نبض المجتمع وهمومه.
في ليلةٍ استثنائية شهدت حضوراً مكثفاً لفنانين ونقاد، أبرزهم حمدي الوزير وسامح الصريطي والمخرج محمد الدسوقي، نجح العرض المسرحي «حواديت» في تقديم وجبة فنية دسمة.
العمل الفني، الذي أنتجه مركز الإبداع الفني (صندوق التنمية الثقافية) وأخرجه خالد جلال، يمثل مشروع تخرُّج الدفعة الثالثة (دفعة الفنان الراحل علي فايز) ضمن مبادرة «نجوم المستقبل»، ليؤكد أن الاستثمار في الطاقات الشابة هو الرهان الأكثر ربحية للمشهد الثقافي.
15 «اسكتش»
وانطلقت «حواديت» من فكرة ذكية، جمعت بين الاستعراض والكوميديا والدراما عبر 15 «اسكتش» متنوعاً، كل منها يشكِّل عالماً قائماً بذاته، ولم تكن النصوص مجرَّد مواقف هزلية، بل تحوَّلت إلى نافذة نقدية على واقع مرير: من تجربة حصار كورونا المرعبة إلى هوس السوشيال ميديا والترند، مروراً بقضايا التنمُّر والأذى النفسي والتحرش والفقر، وصولاً إلى الصراع الأبدي بين الفن الهادف والأعمال الهابطة.
وبوجهٍ عام، كان المخرج مُوفقاً في إدارة هذه الخيوط المتشابكة، حيث استخدم الإضاءة والمؤثرات الصوتية بكفاءة عالية، لخلق إيقاع بصري مؤثر يعزز النص دون أن يطغى عليه.
وبرعت مجموعة الممثلين الشباب - الذين تجاوز عددهم الثلاثين ممثلاً - في تقديم أداء جماعي منضبط يعكس جودة التدريب والتأهيل الذي تلقوه، ولم يطغَ نجم واحد على الآخر، بل كان الجميع أجزاءً متسقة في لوحة إبداعية واحدة.
واختُتم العرض برسالة فلسفية ملهمة، مفادها أن البطولة الحقيقية هي الاختيار، وأن كل إنسان هو مؤلف قصته وبطلها الأول، وهي خاتمة تركت بُعداً إيجابياً، بعد رحلة من النقد البنَّاء لمشكلات المجتمع والطرح المباشر لها.
نجاح جماعي
«حواديت» لم تكن مجرَّد سردٍ لحكايات، بل وثيقة فنية تعكس روح جيل واهتماماته، وقد جاء هذا النجاج الجماعي تحت إشراف فريقٍ فني متكامل من الأزياء والديكور إلى الإضاءة والصوت، بما يثبت أن صناعة مسرح نوعي وجاذب للجمهور ممكنة عندما تكون هناك إرادة حقيقية ورؤية إخراجية واضحة.
وإجمالاً، يضع العرض علامة مضيئة في مسار المسرح الشبابي، ويطرح سؤالاً نقدياً مهماً: هل ستستمر هذه التجارب بعد حفل التخرُّج، أم أن أضواء المسرح ستنطفئ لتترك النجوم يبحثون عن منافذ أخرى لإبداعهم؟ الإجابة تحملها الأيام المقبلة.