اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
«ما ضرّنا يوم طقونا»
«ما ضرّنا لما حرمونا»
«ما ضرّنا لما ربونا بالخوف»
جُمَل تتكرر كثيراً على ألسنة البعض، تبريراً لأساليب تربوية قاسية أو مهملة، وكأن مرور الزمن وحده يُثبت أن الطفولة نجت دون أثر.. لكن الحقيقة المؤلمة؟ ضرّنا، بس ما كنا نعرف أن هذا اسمه ضرر.
ضرّنا لما صرنا نرضى بالقليل، لأننا تربّينا على «لا تستاهل» و«عيب تطلب»..
ضرّنا لما ما تعلمنا نعبّر عن مشاعرنا، لأن البكاء كان ضعف، والغضب قلة أدب، والفرح زيادة.
ضرّنا لما انحرمنا من كلمة «أنا فخور فيك» لأن النجاح كان متوقعاً وليس محل تقدير
ضرّنا لما تربّينا على «اسكت» أكثر من تكلم.
لما انضربنا جسدياً، وانضربت معنا ثقتنا بأنفسنا.
لما تم تهميش مشاعرنا، ثم طُلب منا أن نكون راشدين أقوياء بلا تفسير.
نعم، ضرّنا..
ضرّتنا الكلمات، والنظرات، والتجاهل، والعقاب غير المفهوم، والإهمال تحت مسمى «التربية».
لكننا اعتدنا الألم حتى حسبناه طبيعياً.. ثم ورثناه دون أن نشعر.
وهنا، يبرز دورنا كمربين اليوم:
لسنا مطالبين بجلد الجيل السابق، ولا بتقديسه.
نحن مطالبون فقط بأن نُربّي بوعي، ونتعلم من تجاربنا.
«التربية» ليست تجارب او تكرار نمط بل دراسات وبحوث تؤكد ضرورة الاستشارة والتطوير والمتابعة مع متخصصين
فلنُوقف دائرة «التكرار» تحت شعار «إحنا طلعنا زينين».
ولنتذكر دائماً: ليس كل ما اعتدنا عليه كان صحيحاً.. بل فقط مألوفاً.
السعي نحو اختيار نموذج أو منهج يحتذى هو بحد ذاته انتباه الى ما يجب تربية ابنائنا عليه بحكمة وبخبرة
أن نخطئ لا بأس لكن لا نجلد أنفسنا أو نعاند ونستمر بالخطأ.
ندى مهلهل المضف