اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٣١ أيار ٢٠٢٥
أقامت الجمعية الكويتية للتراث ندوة بعنوان «ذوو الهمم... ريادة وفن»، قدَّمها: د. سعود المسعود، والباحث في التراث الغنائي والفني عبدالله المرشد، وأدارها عضو مجلس إدارة الجمعية الباحث في التراث صالح المسباح، وذلك في إطار تسليط الضوء على إسهامات الفنانين من ذوي الهمم، ودورهم في إثراء الساحة الفنية الكويتية.واستعرض المسعود والمرشد سير الفنانين وفق الأقدمية: فرحان بوهيلة، وعبداللطيف الكويتي، وعبدالله فضالة، والشيخ علي الحسيني، ومحمد الدوب، ونجم ويعقوب بوغيث، وعايشة المرطة.في البداية، عبَّر المسباح عن إعجابه بفكرة الندوة، مشيراً إلى أن موضوعها يُعد من الموضوعات غير المسبوقة في الطرح الثقافي والفني، لما يحمله من أبعاد إنسانية وإبداعية في آنٍ واحد. وأوضح أن الندوة تمثل تجديداً في تناول قضايا الفن، من خلال تسليط الضوء على فنانين واجهوا التحديات، وتمكَّنوا من تجاوز الإعاقة، ليحققوا إنجازات لافتة، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تُسهم في إعادة قراءة التاريخ الفني من منظور أكثر شمولية وإنصافاً.واستهل د. المسعود حديثه بالإشارة إلى أسماء لامعة من الفنانين الذين دخلوا المجال الفني، وتركوا بصمة خالدة في ذاكرة الطرب الكويتي، ومن الأسماء التي تطرَّق إليها، برز الفنان عبداللطيف الكويتي، الذي أبدى شغفاً بالغناء منذ صغره، ولم تقف معاناته من الشلل حاجزاً أمام انطلاقه الفني، بل كانت دافعاً لمزيد من الإصرار والتألق.كما تناول المسعود سيرة الفنانة عائشة المرطة، التي فقدت بصرها في سن السابعة، لكنها استطاعت أن تحوِّل تلك التجربة القاسية إلى نقطة انطلاق نحو التميز في عالم الطرب، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية الكويتية. أما عبدالله فضالة، فقد شكَّلت معاناته مع فقدان البصر بداية لرحلة إبداعية طويلة امتدت لعقود، جمع خلالها بين كتابة الشعر والتلحين والغناء، وتميَّز بعزفه على أكثر من آلة موسيقية، حاملاً على أوتارها أعذب الألحان التي جدَّد من خلالها روح الأغنية الكويتية، وأغناها بقوالب فنية متفردة.
أقامت الجمعية الكويتية للتراث ندوة بعنوان «ذوو الهمم... ريادة وفن»، قدَّمها: د. سعود المسعود، والباحث في التراث الغنائي والفني عبدالله المرشد، وأدارها عضو مجلس إدارة الجمعية الباحث في التراث صالح المسباح، وذلك في إطار تسليط الضوء على إسهامات الفنانين من ذوي الهمم، ودورهم في إثراء الساحة الفنية الكويتية.
واستعرض المسعود والمرشد سير الفنانين وفق الأقدمية: فرحان بوهيلة، وعبداللطيف الكويتي، وعبدالله فضالة، والشيخ علي الحسيني، ومحمد الدوب، ونجم ويعقوب بوغيث، وعايشة المرطة.
في البداية، عبَّر المسباح عن إعجابه بفكرة الندوة، مشيراً إلى أن موضوعها يُعد من الموضوعات غير المسبوقة في الطرح الثقافي والفني، لما يحمله من أبعاد إنسانية وإبداعية في آنٍ واحد.
وأوضح أن الندوة تمثل تجديداً في تناول قضايا الفن، من خلال تسليط الضوء على فنانين واجهوا التحديات، وتمكَّنوا من تجاوز الإعاقة، ليحققوا إنجازات لافتة، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تُسهم في إعادة قراءة التاريخ الفني من منظور أكثر شمولية وإنصافاً.
واستهل د. المسعود حديثه بالإشارة إلى أسماء لامعة من الفنانين الذين دخلوا المجال الفني، وتركوا بصمة خالدة في ذاكرة الطرب الكويتي، ومن الأسماء التي تطرَّق إليها، برز الفنان عبداللطيف الكويتي، الذي أبدى شغفاً بالغناء منذ صغره، ولم تقف معاناته من الشلل حاجزاً أمام انطلاقه الفني، بل كانت دافعاً لمزيد من الإصرار والتألق.
كما تناول المسعود سيرة الفنانة عائشة المرطة، التي فقدت بصرها في سن السابعة، لكنها استطاعت أن تحوِّل تلك التجربة القاسية إلى نقطة انطلاق نحو التميز في عالم الطرب، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية الكويتية. أما عبدالله فضالة، فقد شكَّلت معاناته مع فقدان البصر بداية لرحلة إبداعية طويلة امتدت لعقود، جمع خلالها بين كتابة الشعر والتلحين والغناء، وتميَّز بعزفه على أكثر من آلة موسيقية، حاملاً على أوتارها أعذب الألحان التي جدَّد من خلالها روح الأغنية الكويتية، وأغناها بقوالب فنية متفردة.
وأكد أن هؤلاء الفنانين تحدَّوا إعاقتهم، وانطلقوا نحو الإبداع بعزيمة وإصرار، وأيضاً تضمنت الندوة مقتطفات من سيرهم الذاتية، مستعرضاً أبرز محطاتهم الفنية والإنجازات التي حققوها رغم التحديات، مبيناً أنهم وجدوا مَنْ يدعمهم ويؤمن بموهبتهم، مما أسهم في صقل قدراتهم، وصعودهم إلى خشبة الفن بثقة.
كما استعرض المسعود عدداً من الأغاني والألحان التي ألَّفها هؤلاء الفنانون، مشيراً إلى ما تتميز به من أصالة وقيمة فنية كبيرة جعلت منها جزءاً لا يتجزأ من التراث الغنائي الكويتي، لافتاً إلى أن العديد من هذه الأعمال لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور حتى اليوم.
من جهته، قال المرشد: «المحاضرة فريدة من نوعها من حيث الفكرة التي تُطرح لأول مرة»، وهدفت إلى تسليط الضوء على القدرات الاستثنائية التي يتمتع بها أصحاب الهمم من فنانين كان لهم الريادة في مجالاتهم، فمنهم المُقعد، ومنهم الكفيف، وعانوا فوق معاناتهم، لافتاً إلى أن تاريخ الفن الكويتي غني بنماذج ملهمة من ذوي الهمم، الذين كان لهم دور محوري في تشكيل ملامح المشهد الفني المحلي، رغم ما واجهوه من تحديات وظروف صعبة.
وسلَّط المرشد الضوء على أحد أبرز هؤلاء الرواد، وهو النهّام فرحان بوهيلة، الذي يُعد من أعلام فن «النهمة»، وقد اشتهر بصوته الجهوري وأدائه المتفرِّد، إضافة إلى تميزه بموهبته في نظم الشعر وارتجال الزهيريات، ما أضفى على فنه عُمقاً كبيراً وخصوصية جعلته رمزاً من رموز الفن البحري الكويتي.
وأشار إلى أن بوهيلة عمل مع عدد من النواخذة المعروفين خلال فترات الغوص، وكان في أواخر حياته من مرافقي النوخذة راشد الرومي، في دلالة واضحة على استمرارية عطائه ومكانته الراسخة في الذاكرة البحرية الشعبية.
وفي سياق حديثه عن رموز الفن الكويتي، تناول المرشد سيرة الفنان عبداللطيف الكويتي، الذي وُلد في منطقة دروازة عبدالرزاق، ويُعد أول مطرب كويتي يقوم بتسجيل أغانيه على أسطوانات من إنتاج شركة بيضافون- فرع بغداد، وذلك قُرابة عام 1927.
وفي لفتة توثيقية مهمة، قام المرشد بإسماع الحضور تسجيلاً نادراً بصوت عبداللطيف الكويتي وهو يؤدي قصيدة «عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ» للشاعر المتنبي، على مقام السيگا، مشيراً إلى أن هذا التسجيل يُعد أول وثيقة صوتية تُثبت وجود الأغنية الكويتية آنذاك، موضحاً أن ذلك لا يعني غياب الفن قبلها، بل ان التسجيل يمثل توثيقاً سمعياً نادراً.