اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
طارق عرابي
اختتم المؤتمر الافتراضي الخليجي السادس، الذي عقد تحت شعار «تكنو الابتكار، تكنو ريادة الأعمال، وتكنو الذكاء الاصطناعي نحو التنويع الاقتصادي»، برعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ومشاركة أكثر من 100 خبير من مختلف أنحاء الخليج والعالم العربي والعالم، فعالياته أمس بإصدار 4 توصيات رئيسية تهدف إلى تعزيز التنويع الاقتصادي من خلال الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
وركزت التوصيات الأربع الصادرة عن المؤتمر على محاور أساسية، هي التنويع الاقتصادي عبر منظومة الابتكار وريادة الأعمال التكنولوجية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطوير التكنولوجيا المالية والصحية والتعليمية، إضافة إلى بناء المدن الذكية والطاقة النظيفة.
ودعت التوصية الأولى إلى ضرورة الاستثمار طويل الأجل بالمشاريع الابتكارية والمستدامة، وتأسيس صندوق استثماري عربي لدعم الابتكار وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا، وإنشاء مركز خليجي للابتكار المؤسسي وريادة الأعمال التكنولوجية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية لرفع مؤشرات الابتكار والذكاء الاصطناعي.
أما التوصية الثانية فدعت إلى تطوير البنية التحتية الرقمية لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتشجيع الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتصميم خوارزميات متخصصة باللغة العربية وتمكين التجارة الرقمية ووضع سياسات واضحة لحماية البيانات والخصوصية.
وركزت التوصية الثالثة على تعزيز استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بالقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والمالية، وتطوير أدوات مالية تكنولوجية مبتكرة ودعم التكامل الإقليمي الرقمي بين الدول الخليجية والعربية، فيما أكدت التوصية الرابعة والأخيرة على أهمية الاستثمار بالبنية التحتية للمدن الذكية وشبكات الاتصالات وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة وتعزيز الابتكار التكنولوجي في الطاقة النظيفة وتشجيع التسويق المستدام عبر التكنولوجيا للحد من الانبعاثات الضارة وتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة.
وأكدت مستشارة التنويع الاقتصادي والابتكار ومؤسس «إيكوسيستم للاستشارات الإدارية والاقتصادية» ورئيسة المؤتمر د.هنادي المباركي تركيز المؤتمر على عرض أحدث تطورات التكنوابتكار وريادة الأعمال التكنولوجية الذكاء الاصطناعي بمختلف القطاعات وتمكين دور التكنولوجيا والابتكار في دفع عجلة التنويع الاقتصادي وتعزيز التعاون والشراكات بين الخبراء ورجال الأعمال وصانعي السياسات والمستثمرين وتحديد ومعالجة التحديات والفرص الرئيسية في الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي، إضافة الى وضع خارطة الطريق للتطبيقات العالمية الناجحة لدعم الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.
فعاليات اليوم الثاني
وكانت فعاليات اليوم الثاني والاخير للمؤتمر انطلقت بكلمة ألقتها وزيرة التربية والتعليم العالي الأسبق د.موضي الحمود، أكدت خلالها على دور الكويت في دعم الابتكار عبر استراتيجيات وطنية ورؤى مستقبلية لبناء اقتصاد معرفي قوي، وتحفيز الابتكار والذكاء الاصطناعي، من خلال «رؤية 2035» الهادفة إلى تنويع الاقتصاد والتحول الرقمي، بالاعتماد على برامج الابتكار، وحاضنات الأعمال، وتطوير المهارات الرقمية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الأكاديمية لإعداد كوادر بشرية قادرة على الابتكار.
بدوره، قال نائب الرئيس للبرامج الاكاديمية والدراسات العليا بجامعة البحرين د.محمد رضا قادر إن المؤتمر عكس رؤية مستقبلية أكثر تنوعا، فالتنوع الاقتصادي ضرورة لتحقيق الاستقرار والنمو، كما ان الابتكار وريادة الأعمال أدوات فعالة لتنويع الدخل، والذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية بل محرك أساسي لاقتصاد المعرفة.
أما الأميرة ريما الرويسان المؤسس والمالك لمجموعة شركات «ملهمة الشرق» السعودية، فقالت إن الذكاء التقليدي لم يعد كافيا لمواجهة التحديات واقتناص الفرص، بل أصبح لزاما علينا إتقان استخدام «الذكاء الاصطناعي» الذي لا يملك وجها ولا يتحدث لغة واحدة، ومع ذلك فإنه يعيد تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي، ويرتب أولويات الابتكار والنمو وريادة الأعمال.
بدوره، قال رئيس الهيئة العامة للشباب ناصر الشيخ إن المؤتمر يمثل منصة خليجية لاستشراف المستقبل في الابتكار، التكنولوجيا، والمدن الذكية، وان التحول الرقمي يعزز الاقتصاد الخليجي، مؤكدا أن الهيئة تضع هذه المجالات ضمن أولوياتها لتمكين الشباب، كما تؤمن بأهمية تزويدهم بالمهارات المستقبلية عبر برامج ومبادرات تدريبية، ودعم المشاريع الناشئة.
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في «زين» وليد الخشتي إن الاستثمار في الإنسان والتكنولوجيا والبيئة الإبداعية يصنع المستقبل، مؤكدا سعي «زين» الى تحويل الابتكار إلى واقع يخدم الاقتصاد، وان فوز الشركة بخمس جوائز عالمية من Ookla Speedtest يؤكد ريادتها كأسرع شبكة في الكويت بفضل بنيتنا التحتية المتطورة وثقة عملائها.
أما وزيرة الاستثمار السابقة بالأردن د.خلود السقاف فقالت إن المؤتمر يمثل منعطفا مهما في ظل التحول الرقمي المتسارع ودور التقنيات الناشئة، وإن الواقع يتطلب نماذج اقتصادية مرنة ترتكز على الابتكار والمعرفة، إذ لم يعد ممكنا الاعتماد على القطاعات التقليدية، فالتنوع الاقتصادي، هدف استراتيجي للدول، بشرط الإصلاحات التشريعية والاستثمار.
بدوره، قال ممثل البرنامج الأنمائي للأمم المتحدة بالكويت د.شريف توكالي إن تقرير التنمية البشرية العالمي 2024/2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة ركز على تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التنمية البشرية، محذرا من تعميق الفجوات بين الدول إذا لم يحكم تنظيمه، كما سلط الضوء على أهمية الاستثمار في التعليم والابتكار والشمول الرقمي لتحقيق نمو شامل.
أما خبير تنمية الموارد البشرية والعلاقات الأسرية بالإمارات د.شافع النيادى فقال إنه في زمن الرقمنة، السؤال هو «كيف نتكيف؟». التكنولوجيا مسيطرة، والتنمية البشرية تركز على الإنسان الفاعل. المهارات: 1 ـ وعي رقمي: استخدام ذكي وآمن، 2 ـ تعلم مستمر: مرونة ذهنية ومهارات مستقبلية، 3 ـ ذكاء عاطفي واجتماعي: علاقات صحية، 4 ـ تفكير نقدي وحل المشكلات: تحليل وابتكار، 5 ـ مرونة مهنية: تأقلم دائم.
من ناحيته، استعرض عضو مجلس النواب وعضو غرفة تجارة وصناعة البحرين د.أحمد السلوم تجربة البحرين في التحول الرقمي، حيث حققت المرتبة الـ18 عالميا في تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2024، بفضل استراتيجية وطنية للتحول الرقمي تهدف لتطوير الخدمات الحكومية وتقديم حياة أفضل.
وفي كلمة لرئيس تحرير جريدة «الأنباء» الزميل يوسف خالد المرزوق ألقاها نيابة عنه رئيس قسم الاقتصاد الزميل أحمد مغربي، قال إن المؤتمر يأتي في ظل تحولات اقتصادية خليجية نحو ريادة الأعمال التكنولوجية المستدامة، وإن جريدة «الأنباء» تواكب ذلك بمحتوى متخصص حول أثر الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، كما تؤمن بدور المؤتمرات في تبادل الأفكار وتشجيع الابتكار.
أما خبير الجهاز الفني بالمعهد العربي للتخطيط د.محمد باطويح، فقال إن المعهد يؤمن بأهمية الابتكار وريادة الأعمال الرقمية كضرورة استراتيجية للتنافسية، كما يدعم التخطيط المبني على المعرفة والاقتصاد الرقمي المستدام، خاصة أن الثورة الرقمية فرضت إعادة التفكير بالنماذج الاقتصادية وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والجامعات، والمستثمرين.