اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
نور نورالدين -
مع تزايد أعداد المسنين حول العالم، لم يعد السؤال المطروح فقط «كيف نعيش أطول؟»، بل «كيف نعيش بشكل أفضل ونحن نتقدم في العمر؟». وبينما تواصل الأبحاث الطبية سعيها لإيجاد حلول للشيخوخة الصحية، تشير دراسة جديدة إلى أن الإجابة قد تكون أقرب مما نعتقد، وربما موجودة في طبق من التوت الطازج.
كشفت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن استهلاك كميات أكبر من الأطعمة الغنية بمركبات الفلافونويد، مثل التوت والفواكه الحمضية والشاي الأخضر والشوكولاتة الداكنة، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأعراض الشيخوخة غير الصحية، كالضعف الجسدي والتدهور العقلي.
الدراسة تابعت أكثر من 85 ألف شخص فوق سن الستين، بينهم أكثر من 62 ألف امرأة، على مدى سنوات طويلة. وكانت النتيجة لافتة، إذ إن النساء اللواتي تناولن أكبر كميات من الفلافونويدات كنّ أقل عرضة بنسبة %15 للإصابة بالضعف الجسدي، وأقل عرضة بنسبة %12 لفقدان القدرة البدنية أو المعاناة من تراجع في الصحة النفسية.
◄ ألوان الطبيعة التي تقاوم الشيخوخة
الفلافونويدات هي المركبات الطبيعية التي تمنح الفواكه والخضروات ألوانها الزاهية، لكنها تفعل أكثر بكثير من ذلك.
وبحسب نيكولا بوندونو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، «تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الفلافونويدات تلعب دوراً وقائياً ضد الالتهابات والأمراض المزمنة، كما أنها تساهم في الحفاظ على وظائف الجسم والدماغ مع التقدم في السن».
ومن اللافت أن هذه الفوائد ظهرت حتى لدى الأشخاص، الذين بدأوا باتباع نظام غذائي غني بالفلافونويد في مراحل متأخرة من العمر، وهو ما يمنح الأمل بأن تغيير العادات الغذائية، حتى بعد سن الستين، يمكن أن يحدث فارقاً حقيقياً في نوعية الحياة.
◄ كيف تدخل الفلافونويدات في نظامك الغذائي؟
اختصاصية التغذية، مونيك ريتشارد، تنصح من خلال موقع medical news today بعدم التعقيد: «كوب من الشاي الأخضر على الإفطار، حفنة من التوت على الزبادي، سلطة مليئة بالخضار الورقية والمكسرات على الغداء، وقطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة بعد العشاء.. هذه خيارات يومية بسيطة لكنها فعالة».
وتؤكد أن التنوع هو المفتاح، إذ تختلف نسب امتصاص الفلافونويدات وفوائدها حسب نوع الطعام وجسم الشخص. وتضيف: «فكر في النكهة، وفكر في الألوان، كلما كانت وجبتك أكثر تنوعًا، كانت أكثر فائدة».
◄ الشيخوخة لا تعني التدهور
مع بلوغ عدد الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً نحو 1.4 مليار حول العالم بحلول عام 2030، كما تتوقع منظمة الصحة العالمية، فإن الحاجة إلى أنظمة غذائية تحافظ على الاستقلالية والوظائف الجسدية والعقلية أصبحت ضرورة صحية عالمية.
وتثبت الدراسة أن التقدم في العمر لا يعني بالضرورة الضعف والانحدار. ففي بعض الأحيان، كل ما نحتاجه هو أن نُضيف القليل من التوت إلى طبقنا اليومي.