اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
نور نور الدين -
في عالمنا الحديث، أصبح الجلوس المطوّل عادة يومية للكثيرين، سواء في العمل أو أثناء التنقل أو الترفيه. حيث تشير الدراسات إلى أن البالغين يقضون أكثر من 6 ساعات يومياً في وضعية الجلوس، ما يؤدي إلى تدهور وظائف الأوعية الدموية، خصوصاً في الساقين، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية.
هذا التدهور يُعد عامل خطر رئيسياً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية، مما يجعل البحث عن حلول طبيعية للحفاظ على صحة الأوعية أمراً بالغ الأهمية.
◄ دراسة تكشف دور «الفلافانول»
أجرى باحثون من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة دراسة نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء، استكشفت تأثير الفلافانول – وهو مركب طبيعي موجود في الكاكاو والتوت – على تدفق الدم أثناء فترات الجلوس الطويلة.
شارك في التجربة 40 رجلاً شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، نصفهم يتمتع بلياقة عالية والنصف الآخر منخفضة. تناول المشاركون مشروب كاكاو غنيا بالفلافانول ( 695 ملغ) أو مشروبا منخفض الفلافانول 5.6 (ملغ) قبل الجلوس لمدة ساعتين متواصلتين.
بعد الجلوس، قاس الباحثون وظيفة الأوعية الدموية باستخدام الموجات فوق الصوتية، ولاحظوا أن أولئك الذين تناولوا المشروب الغني بالفلافانول حافظوا على تدفق دم أفضل في شرايين الفخذ والذراع مقارنةً بالمجموعة الأخرى.
◄ كيف يعمل الفلافانول؟
أظهرت النتائج أن الفلافانول يُعزّز إنتاج أكسيد النيتريك في الخلايا البطانية، وهو جزيء يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتوسّعها، مما يُحسّن الدورة الدموية ويقلل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
يشرح الدكتور كريستيان يي، أحد مؤلفي الدراسة: «تُحافظ الفلافانولات على قدرة الأوعية الدموية على التمدد حتى أثناء فترات الجلوس الطويلة، وتمنع التصلب البطاني المؤقت الناتج عن انخفاض تدفق الدم في الساقين».
وبعبارة أخرى، يمكن اعتبار الفلافانول «درعاً نباتياً» يحمي الأوعية الدموية من الخمول الناتج عن الجلوس المستمر.
◄ مصادر الفلافانول الطبيعية
يتوافر الفلافانول بوفرة في العديد من الأطعمة النباتية، أبرزها:
• الكاكاو الخام والشوكولاتة الداكنة (بنسبة كاكاو تفوق %70)
• التوت والعنب الأحمر
• التفاح
• الشاي الأخضر
وينصح الباحثون بالاعتماد على النظام الغذائي المتنوع والغني بالبوليفينولات بدلاً من المكملات، إذ تعمل هذه الأطعمة بشكل تآزري لدعم الصحة الوعائية.
◄ لا بديل عن الحركة
رغم النتائج المشجعة، يؤكد الخبراء أن الفلافانول ليس بديلاً عن النشاط البدني. فممارسة التمارين المنتظمة – وخاصة التمارين الهوائية – تظل الطريقة الأكثر فعالية للحفاظ على صحة القلب والأوعية.
يقول الدكتور ليرد، أحد المشاركين في الدراسة: «الفلافانول يمكن أن يكون مكملاً رائعاً، لكنه لا يُغني عن الحركة. الحفاظ على النشاط اليومي، ومراقبة ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم، هما الأساس في الوقاية على المدى الطويل».
◄ الخلاصة:
تُظهر هذه الدراسة أن تناول مشروب غني بالفلافانول – سواء من الكاكاو أو التوت – قد يُساعد في مواجهة الآثار السلبية للجلوس الطويل على الأوعية الدموية. ومع ذلك، يبقى الاعتدال في الجلوس والحفاظ على النشاط هما المفتاح الذهبي لصحة الدورة الدموية.
فقد يكون كوب من الكاكاو الداكن بعد العمل خطوة صغيرة، لكنها تُحدث فرقاً كبيراً في حماية قلبك ودمك من آثار نمط الحياة الخامل.


































