اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
في عالم يموج بالتحولات المتسارعة، لم يعد بالإمكان النظر إلى الاستثمار من زاوية ضيّقة تقتصر على تحقيق العوائد المالية المباشرة فحسب، بل أصبح الاستثمار اليوم مسؤولية متكاملة تتجاوز حدود الأرقام والمؤشرات المالية إلى آفاق أوسع تتعلق بالمجتمع والبيئة والحوكمة المؤسسية.لقد أثبتت التجارب الحديثة أن الاستدامة لم تعُد مجرد خيار مؤقت أو صيحة عابرة، بل أصبحت إطاراً استراتيجياً ينظّم علاقة الشركات بالاقتصاد والمجتمع والطبيعة، ويحدد مدى قدرتها على الاستمرار والمنافسة في أسواق تتزايد فيها التحديات وتتعاظم فيها المخاطر.وخلال كلمته في العدد 23 من مجلة المستثمر، أشار رئيس مجلس إدارة اتحاد الاستثمار، رئيس تحرير المجلة، عبدالله حمد التركيت، إلى أن الاتحاد يجسّد هذا التحول الفكري والعملي، حيث حرص على أن يسلّط الضوء بعمق على أهمية دمج معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) في الاستراتيجيات الاستثمارية، موضحا أن مفهوم الاستثمار تجاوز منذ سنوات كونه أداة لتحقيق الأرباح المالية، ليصبح مسؤولية متكاملة تجاه المجتمع والبيئة والأجيال القادمة. وأكد أن التجارب العالمية أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الشركات التي تتبنى مبادئ ESG تتميز بقدرتها على تحقيق أداء مالي مستدام، وتكون أكثر قدرة على إدارة المخاطر وفتح آفاق جديدة للنمو المتوازن.
في عالم يموج بالتحولات المتسارعة، لم يعد بالإمكان النظر إلى الاستثمار من زاوية ضيّقة تقتصر على تحقيق العوائد المالية المباشرة فحسب، بل أصبح الاستثمار اليوم مسؤولية متكاملة تتجاوز حدود الأرقام والمؤشرات المالية إلى آفاق أوسع تتعلق بالمجتمع والبيئة والحوكمة المؤسسية.
لقد أثبتت التجارب الحديثة أن الاستدامة لم تعُد مجرد خيار مؤقت أو صيحة عابرة، بل أصبحت إطاراً استراتيجياً ينظّم علاقة الشركات بالاقتصاد والمجتمع والطبيعة، ويحدد مدى قدرتها على الاستمرار والمنافسة في أسواق تتزايد فيها التحديات وتتعاظم فيها المخاطر.
وخلال كلمته في العدد 23 من مجلة المستثمر، أشار رئيس مجلس إدارة اتحاد الاستثمار، رئيس تحرير المجلة، عبدالله حمد التركيت، إلى أن الاتحاد يجسّد هذا التحول الفكري والعملي، حيث حرص على أن يسلّط الضوء بعمق على أهمية دمج معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) في الاستراتيجيات الاستثمارية، موضحا أن مفهوم الاستثمار تجاوز منذ سنوات كونه أداة لتحقيق الأرباح المالية، ليصبح مسؤولية متكاملة تجاه المجتمع والبيئة والأجيال القادمة.
وأكد أن التجارب العالمية أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الشركات التي تتبنى مبادئ ESG تتميز بقدرتها على تحقيق أداء مالي مستدام، وتكون أكثر قدرة على إدارة المخاطر وفتح آفاق جديدة للنمو المتوازن.
وأضاف التركيت أن دولة الكويت خطت خطوات مهمة في هذا المجال، حيث تبنّت رؤية «كويت جديدة 2035»، التي وضعت الاقتصاد المتنوع والمستدام كركيزة أساسية في خططها التنموية. وبدأت مؤسسات مالية وبنوك محلية بإصدار تقارير الاستدامة والإفصاح عن الممارسات المرتبطة بالحوكمة والمسؤولية المجتمعية، انسجاماً مع التوجه الوطني نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
الاستدامة كقيمة استثمارية
إن الحديث عن الاستدامة اليوم لم يعد ترفاً أو شعاراً تسويقياً، بل أصبح ضرورة استراتيجية للشركات والمستثمرين على حد سواء، فالشركات التي تدمج معايير ESG في استراتيجياتها باتت تتمتع بميزة تنافسية واضحة، إذ أصبحت أكثر قدرة على مواجهة المخاطر العالمية، مثل تغيّر المناخ، الأزمات الصحية، والتقلبات الاقتصادية. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن حجم أصول صناديق الاستثمار المستدامة بلغ عشرات التريليونات من الدولارات، وهو ما يعكس إدراكاً متنامياً بين المستثمرين حول العالم أن الاستدامة تمثّل الضمانة الحقيقية للعوائد طويلة الأمد.
الكويت والخليج... موقع ريادي
على المستويين المحلي والإقليمي، شهدت الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي تطورات لافتة في تبنّي هذا التوجه العالمي.
ففي الكويت، أضحت الاستدامة ركناً أساسياً في رؤية «كويت جديدة 2035»، التي وضعت الاقتصاد المتنوع والمستدام كإحدى ركائزها الاستراتيجية. وقد بدأت المؤسسات المالية والبنوك الكويتية في إصدار تقارير دورية عن الاستدامة، تعكس التزامها بالشفافية والإفصاح، كما شرعت العديد من الشركات في تبنّي مبادرات عملية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وعلى الصعيد الخليجي، برزت مبادرات كبرى مثل «السعودية الخضراء» و»الإمارات 2050»، التي جسّدت التزام المنطقة بالتحولات البيئية والاقتصادية العالمية.
رؤية مجموعة أرزان المالية
في مقابلات خاصة ضمن هذا العدد من مجلة المستثمر، استعرض مسؤولو مجموعة أرزان المالية رؤيتهم المتقدمة في مجال الاستدامة، فقد أكد نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة، جاسم زينل، أن دمج معايير ESG لم يعد مجرد التزام تنظيمي، بل أصبح جزءاً من الهوية المؤسسية للمجموعة، يوجه استراتيجياتها الاستثمارية نحو خلق قيمة طويلة الأمد لجميع أصحاب المصلحة. وأوضح أن مجموعة أرزان المالية ترى في الاستدامة ميزة تنافسية تعزز من ثقة المستثمرين فيها، وتجعل الشركة أكثر تواؤماً مع توجهات ومعايير الأسواق العالمية.
إن لمجموعة أرزان المالية تطلعات مستقبلية كبيرة، ونسعى جاهدين للمحافظة على ريادتنا في القطاع الاستثماري وتكامل خدماتنا المالية وتنوّع حلولنا الاستثمارية المبتكرة، مؤمنين بأهمية الاستدامة والالتزام بكل ما يعزز أفضل التطبيقات في الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
أما نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، طلال بدر البحر، فقد أوضح أن الابتكار المالي يمثّل محركاً أساسياً لدعم الاستدامة، مشيراً إلى أن الأدوات المالية الجديدة كصناديق الاستثمار المستدامة والاستثمار وفق معايير الـ ESG، باتت توفر فرصاً واسعة للمستثمرين، وأصبحت أخيراً محل اهتمام من قبل المساهمين والمستثمرين وأصحاب المصلحة، حيث يساعد هذا التوجه الاستثماري الجديد في تعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية وتطبيق أعلى معايير حوكمة الشركات، ويساهم هذا التوجه، كذلك، في بناء اقتصاد متنوع وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
تحليل «أكسفورد بيزنس»
وفي السياق ذاته، قدّم الرئيس التنفيذي العالمي لمجموعة أكسفورد بيزنس، أندرو جيفريز، رؤية تحليلية حول المكانة المتنامية لدول الخليج في مشهد الاستدامة العالمي. وأكد أن المنطقة باتت نموذجاً يحتذى في سرعة تبنّي معايير ESG، مشيراً إلى أن الكويت، على وجه الخصوص، من خلال اتحاد شركات الاستثمار، تسهم بفاعلية في نشر ثقافة الاستدامة عبر المبادرات التوعوية والتدريبية، بما يعزز من موقعها كبيئة مالية جاذبة للاستثمارات المستدامة. وأوضح أن هذا التوجه ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية تفرضها التحولات الاقتصادية العالمية.
التحديات أمام الاستدامة
غير أن الطريق نحو الاستدامة ليس مفروشاً بالورد، فثمّة تحديات تواجه المؤسسات في المنطقة والعالم، ومن أبرز هذه التحديات الحاجة إلى أطر تنظيمية أكثر شمولاً ووضوحاً، وغياب البيانات الدقيقة المتعلقة بممارسات ESG، إضافة إلى صعوبة الموازنة بين الأهداف المالية القصيرة الأمد والالتزامات الطويلة المدى. كما أن رفع الوعي المؤسسي لا يزال ضرورة ملحّة، إذ لا تزال بعض القطاعات تنظر إلى الاستدامة باعتبارها عبئاً إضافياً، بينما هي في الحقيقة استثمار في المستقبل.
وهنا يبرز دور اتحاد شركات الاستثمار الذي يدعو باستمرار إلى تعزيز الشفافية، وبناء القدرات المؤسسية، وتطوير أدوات مالية مبتكرة تدعم التوجه نحو اقتصاد أخضر أكثر استقراراً.