بالفيديو.. حفل أسطوري وتاريخي لـ «ميامي» يؤكد أن الكويت «غير والله غير»

ياسر العيلة

كل يوم يثبت شباب الكويت أنهم أصحاب فكر غير عادي وإذا ما توافرت لهم الإمكانيات فإنهم يبهرون الجميع بإبداعاتهم، وحفلات فرقة «ميامي» الكويتية التي اختتمت مساء أمس الأول بقاعة «الأرينا كويت» أكبر مثال على ذلك، هذا العمل الذي أقل ما يوصف به أنه أسطوري تاريخي بمعنى الكلمة، ويؤكد للجميع أن الكويت ما زالت وستظل «هوليوود الخليج».

حدث كبير

حفل «ميامي» الذي أنتجته ونظمته شركة «الجابرية الحرة» وبفريقها الشاب بقيادة المنتج الذكي علي النصف، ومخرجين إبداعيين مريم الخترش وجاسم القامس، والمخرج الموسيقي حصة الحميضي، ومصمم المسرح محمد الملا، والقائمة تضم عشرات الأسماء الذين سطروا حروف هذا الحدث الفني الكبير.

هذا ليس التعاون الأول ولن يكون الأخير بين «الجابرية الحرة» وفرقة «ميامي»، فالبداية كانت في عام 2023، ثم تكرر التعاون العام الماضي من خلال حفل تم تقديمه في الكويت وأيضا في محافظة «العلا» بالمملكة العربية السعودية، إلى ان قدما معا حفل أول من أمس، ولكن «صعبوها على أنفسهم» فما الذي سيقدمونه مستقبلا بعد هذا العرض العالمي؟

جمهور الكويت محظوظ لأنه شاهد هذا الحفل الذي يضاهي اكبر حفلات «الميوزك شو» العالمية، فنجما «ميامي» خالد ومشعل تفوقا على نفسيهما في هذه الأمسية التي امتدت لأكثر من ثلاث ساعات، قدما خلالها أفضل أعمالهما بمشاركة فرقة موسيقية ضخمة تضم 32 عازفا بقيادة المايسترو الكبير أحمد العود وفرقة استعراضية ضخمة ضمت 47 فنانا وفنانة من الشباب الذين أبهروا الجميع باستعراضاتهم الجميلة مع كل أغنية من عدد 18 أغنية قدمتها «ميامي» خلال الحفل تخللهم استراحة 20 دقيقة، والاستعراضات من تصميم الموهوب عبدالعزيز الهاشمي الذي قدم لنا لوحات باهرة، وارتدى الاستعراضيون أزياء رائعة كانت مناسبة جدا لأجواء الحفل وهي من تصميم غي أسمر.

خفة ورشاقة

قدم فقرات الحفل الموهوب لدرجة الجنون النجم محمد الحملي، و«انا خلصت فيه كل الكلام»، فهذا الرجل حالة فنية غير عادية، يمتلك مواهب عديدة فهو ممثل ومخرج ومؤلف وملحن ومغن ومذيع، وكان أمس الأول «ملك الحفل»، حيث صال وجال على خشبة المسرح بخفة ورشاقة، وكان واضحا أن هناك حالة من الحب والثقة المتبادلة بينه وبين الجمهور الذي تفاعل مع تقديمه خاصة في حواراته مع نجمي «ميامي» خالد ومشعل، فقد تبادل معهما «القطات» التي أشاعت البهجة والسعادة.

الحفل لم يكن مجرد حفل غنائي تقليدي لكنه حدث متنوع بين الغناء والاستعراض والتمثيل والمسابقات، فكل شيء فيه كان ممتعا وهو ما انعكس على الحضور من الكبار والصغار والذين تفاعلوا رقصا «في أماكنهم» مع أغاني «ميامي» هذه الفرقة العريقة، وشارك الحملي في التقديم المذيعة الشابة مناير التي كانت مفاجأة الحفل بتمكنها الشديد في التقديم فلم تشعر بالرهبة، وأتوقع لها نجومية خلال الفترة المقبلة.

تجربة جميلة

أهم شيء ميز حفل «ميامي» هذه التجربة الغنائية الفريدة، أن الجمهور لم يكن مجرد مستمع بل كان شريكا كمطرب «حاله حال» خالد ومشعل، في تجربة كورالية جميلة بقيادة المايسترو أحمد العود الذي قدم لنا صورة مختلفة عن الشكل التقليدي المعروف عن قائد الفرق الموسيقية، فالعود دخل في حوارات طريفة وعفوية مع الحملي كشفت عن الجانب المرح في شخصيته.

مسرح حفل «ميامي» كان تفاعليا وكسر «الجدار الرابع» من خلال تواصل مقدمي الحفل الحملي ومناير أو من نجمي الفرقة خالد ومشعل، حيث جعلوا الحضور يشعرون بأنهم جزء مهم ورئيسي من الأمسية، يشاركونهم الحماس والشغف، فهذه الطاقة الجماعية المعروفة غالبا بـ «قوة الجمهور»، تعد مكونا أساسيا في جعل العروض الحية تجارب لا تنسى، وهذا ما حدث في هذا الحفل، حيث أصبح الجمهور جزءا لا يتجزأ من العرض، وغنى الجميع كل كلمة من كلمات أغاني «ميامي» مستمدين الطاقة من المطربين والعازفين، وقاموا بالتصويت على الأسئلة والمسابقات التي أجراها الحملي معهم والذي بدوره اختار أربعة منهم فتاتان وشابان شاركوا ككورال على المسرح في إحدى الأغنيات.

توثيق

بشكل عام الحفل هو «للتاريخ»، وكنت سعيدا بأن تم تصويره للعرض التلفزيوني كتوثيق لحدث فني لم تشهده الكويت من قبل، لذلك لا بد من توجيه كلمات الشكر لفريق «الجابرية الحرة»، ولنجمي «ميامي» خالد وشعل اللذين استقبلا جمهورهما قبل وبعد الحفل برحابة صدر وحرصا على تلبية رغبات الجميع بالتصوير معهما بكل حب، ومن المواقف الجميلة لهما أنهما أعطيا الأولية لإخواننا وأبنائنا من أصحاب الهمم بالتصوير معهما في موقف إنساني راق يعكس سبب نجاح واستمرارية الفرقة إلى الآن، وهنا يجب أن نشيد بالدور الكبير الذي قام به مدير الفرقة صالح العبدالسلام في هذا النجاح وظهوره بهذا الشكل الراقي، وأيضا نشيد بالدور الذي قامت به مسؤولة العلاقات العامة بشركة «الجابرية الحرة» سكينة علي، التي سهلت لنا كل الأمور لتغطية هذا الحفل الكبير.