اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
احتفى المركز الثقافي الصيني، في مقره بمنطقة السالمية، باليوم «الدولي للحوار بين الحضارات»، من خلال تنظيم فعالية ثقافية حملت عنوان «الحوار والتواصل»، جمعت بين جماليات الفن وعمق التبادل الثقافي في أمسية فنية راقية.
وتضمنت الفعالية صالونا فنيا تفاعليا جمع بين فن الخط العربي والصيني، إلى جانب عروض موسيقية متنوعة أضفت على الأمسية طابعا إبداعيا، وتخلل الفعالية كلمات فنية، حيث تحدث الخطاط مصطفى خاجة عن الخط العربي وفنونه المتعددة، بينما استعرضت الفنانة نورة العجلان تجربتها الغنية في اكتشاف الفن الصيني التقليدي.
وحظيت الفعالية بحضور دبلوماسي وثقافي لافت، تقدمه القائم بأعمال السفارة الصينية لدى الكويت ليو شيانغ، ومدير المركز الثقافي الصيني ليو جينهونغ، إلى جانب رئيس جمعية الحرف الكويتية حسين البزاز، وجمع من أبناء الجالية الصينية وأعضاء جمعية الحرف الكويتية، فضلا عن عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي الصيني والفنون التراثية. وجاءت هذه المبادرة في إطار تعزيز الحوار الحضاري والتبادل الثقافي بين الشعوب، وتسليط الضوء على الفنون التقليدية بوصفها جسرا إنسانيا للتفاهم والتقارب بين الثقافات المختلفة.
حوار الحضارات
وألقى القائم بأعمال السفارة الصينية ليو شيانغ كلمة تحدث فيها عن مبادرة «الحضارة العالمية» التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2023، مبينا أنها حظيت بدعم واسع من دول العالم والمجتمع الدولي، وتم تحديد 10 يونيو من كل عام ليكون يوماً دولياً للحوار بين الحضارات، بهدف تسليط الضوء على أهمية التبادل الثقافي وبناء جسور التفاهم المشترك بين مختلف الشعوب والثقافات حول العالم.
بدوره، قال مدير المركز الثقافي الصيني ليو جين هونغ: «يسرني أن أرحب بكم جميعا في المركز الثقافي الصيني بالكويت، نجتمع للاحتفال باليوم الدولي للحوار بين الحضارات، الذي أُقر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78، بناء على اقتراح من الصين، ويعد هذا الحدث لحظة مهمة للعالم لتعزيز التنوع الثقافي، والحوار المتكافئ، كما أنها فرصة رائعة لنا لبناء جسور جديدة من الصداقة والتفاهم».
وأضاف: «الثقافة تزدهر من خلال التبادل، وتغتني من خلال التعلم المتبادل. وفي هذا المساء، نجعل من الموسيقى جسراً للتواصل، حيث سيؤدي موسيقيون من الصين والكويت وأميركا مقطوعات تعبّر عن الطابع الوطني والتميز الثقافي لكل بلد، فالموسيقى لا تعرف حدودا، لأنها لغة تخاطب القلوب، وأعتقد أن أداء الموسيقي سيشعرنا جميعا بجمال تنوع الحضارات، وبفرحة تلاقي الأرواح عبر أنغام الموسيقى».
فهم متبادل
وتابع جين هونغ: «في الوقت ذاته، قمنا بإعداد فعالية خاصة لتبادل فن الخط تُعرف باسم «لانتيغ». ففي التاريخ الصيني، كانت «لانتيغ» تجمعا معروفا للعلماء والباحثين، حيث كانوا يتشاركون الشعر وفن الخط أثناء استمتاعهم بجمال الطبيعة. واليوم، سيشارك خطاطون من الصين والكويت في كتابة الخطين الصيني والعربي، لاستعراض جمال اللغتين وروعة التعبير الفني فيهما. هذه الفعالية لا تعد مجرد تبادل للمهارات، بل هي حوار بين العقول والقلوب».
التراث الإنساني
من جانبه، قال البزاز: «انطلاقا من إيماننا في جمعية الحرف الكويتية بأهمية الحفاظ على التراث الإنساني المشترك نؤمن بأن الحرف التقليدية ليست فقط إرثا وطنيا، بل هي جسر للحوار الثقافي بين الأمم، فهي تجسّد تاريخ الشعوب وهويتها، وتحمل رسالة فنية وإنسانية تعبّر عن الروح الجماعية لكل حضارة».
وأردف: «كما نعتز بالعلاقات التاريخية والثقافية العريقة التي تربط دولة الكويت بالصين، والتي تشكل نموذجا للتعاون البناء والاحترام المتبادل، لا سيما في المجال الثقافي والفني، ويأتي هذا اللقاء ليؤكد عمق تلك العلاقة ويجدد التزامنا المشترك بنشر قيم التسامح والانفتاح».
من جانب آخر، شهدت الفعالية مشاركة متميزة من العازف حمود السيف، الذي أمتع الحضور بعزفه على آلة العود، مقدما مقطوعات موسيقية تنبض بالإحساس، من بينها «ليلة لو باقي ليلة»، و«لو على قلبي»، كما شارك العازف حمد الخلف في العزف على آلة العود، حيث قدم من خلالها مجموعة من الأغاني الكويتية مساهما في إبراز الطابع الموسيقي المحلي.
وقدم العازف الأميركي ديفيد ميلر أداء مميزا على آلة الأورغ، عزف من خلاله إحدى مقطوعات المؤلف الموسيقي العالمي، فريدريك شوبان، وشاركت الفنانة الصينية وينمين بعزف مميز على آلة «التشوجينغ»، حيث تألقت بأداء معزوفات نالت استحسان وتقدير الحضور، مؤثرة بألحانها التي جسدت روعة الموسيقى التقليدية الصينية بأسلوب احترافي.
«الجريدة» التقت بعض المشاركين في الفعالية من أعضاء جمعية الحرف، وكانت البداية مع الفنانة سهيلة العطية، التي قالت إنها استخدمت في أعمالها خطي النسخ والمعلّق، في مزجٍ بين الحرف العربي والخامات المعاد تدويرها.
أما الخطاط مصطفى خاجة فقد شارك بمجموعة من الأعمال التي جسّدت جماليات الخط الديواني، والثلث، والإجازة، مقدما إياها بأسلوب تشكيلي فني يجمع بين الأصالة والإبداع المعاصر، وأما الفنان إيلي بو شعيا فقد شارك بخمس لوحات فنية متميزة دمج فيها بين الفن التشكيلي وفن الخط العربي.