نصف ملعقة زيت زيتون يومياً.. تحميك من الخرف

ريم قاسم-

كشفت دراسة أمريكية حديثة أن تناول زيت الزيتون يومياً، وإن بكميات صغيرة، قد يقلل بشكل كبير من خطر التدهور المعرفي والخرف.

ويصبح الدماغ أكثر عرضة للخطرمع التقدم في السن، إذ يؤثر التدهور المعرفي -الذي يُشير إلى تراجع تدريجي في وظائف الدماغ كالذاكرة والانتباه واللغة- في شريحة كبيرة من السكان بعد سن الستين.

وبينما من الطبيعي أن تتراجع بعض القدرات مع مرور الوقت، إلا أنه من الممكن اتخاذ إجراءات مبكرة لإبطاء هذه العملية.

◄ عوامل الوقاية

تلعب التمارين الرياضية والأنشطة الفكرية المنتظمة والنوم الجيد، والأهم من ذلك النظام الغذائي، دوراً رئيسياً في الوقاية.

ومن بين الأطعمة المميزة، يُعد زيت الزيتون حالياً موضوعاً لاهتمام علمي كبير.

وقد أكدت دراسة واسعة نشرت نتائجها في مجلة غاما نتوورك أوبن وأجراها فريق التغذية بجامعة هارفارد، فوائده، مشيرة إلى أن تناول 7 غرامات من زيت الزيتون يومياً، أو نصف ملعقة كبيرة، يُقلل من خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة %28، مقارنةً باستهلاكه بكميات قليلة أو معدومة. وقد تابع الباحثون أكثر من 92 ألف شخص لمدة 28 عاماً، وهي مدة زمنية استثنائية تُعزز موثوقية هذا البحث.

والأهم من ذلك أن هذا التأثير الوقائي لوحظ بغض النظر عن جودة النظام الغذائي، ما يُثبت أن زيت الزيتون، بمفرده، يُمكن أن يكون له تأثير وقائي حقيقي على الدماغ، ويؤكد أن تناول زيت الزيتون هو عادة جيدة يُنصح باتباعها الآن، وخاصةً بعد سن الستين.

فهو غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والبوليفينول وفيتامين «هـ»، ويُعرف بخصائصه القوية المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

◄ فوائد لا تحصى

وسلطت دراسة «هارفارد» -وفق ما نشرته مجلة غالا الفرنسية- الضوء على فوائده المُحددة للدماغ: فالمركبات النشطة في زيت الزيتون تحمي الخلايا العصبية من الإجهاد التأكسدي وتُقلل الالتهابات المزمنة (عامل رئيسي في الأمراض العصبية التنكسية)، وتُعزز تدفق الدم الدماغي.

ووفقاً للباحثين، فإن «الاستهلاك اليومي لـ7 غرامات من زيت الزيتون يرتبط بانخفاض كبير في الوفيات المرتبطة بالخرف»، حتى بين المشاركين الذين يتبعون نظاماً غذائياً أقل توازناً بشكل عام.

لذا، يُعد زيت الزيتون وسيلة بسيطة وفعّالة للغاية للوقاية من التدهور المعرفي. وللاستفادة الكاملة من فوائده، يُفضل تناوله نيئاً: كتوابل للخضار، والسلطات والشوربات والأسماك، أو ببساطة رشّه على شريحة من الخبز. مع ذلك، توخَّ الحذر عند الطهي: ففي درجات الحرارة العالية، قد تتحلل بعض مضادات الأكسدة القيّمة فيه.

أخيراً، وللحصول على أكبر عدد من الفوائد، اختر زيت الزيتون البكر الممتاز، المعصور على البارد، والمُحصود حديثاً. فلهذه العادة اليومية البسيطة، تأثير دائم في صحة الدماغ.