جنسية قابلة للتجديد

تتطلب حالات كشف ملفات منتهكي هويتنا الوطنية «الجنسية»، وقتًا وجهدًا طويلين، للوصول إلى خيوط «الجريمة»، وذلك مع توافر الأدلة والبراهين، وهذا الوقت والجهد لتكون إجراءات التنفيذ واضحة وسليمة من دون ترك أي حجج للأطراف الأخرى، التي قد تُستغل وتكون أداة تشويش للبعض.

وفي هذا السياق، درءًا وتجنبًا لأي ظلم، أصدرت وزارة الداخلية قبل فترة قرارًا وزاريًا بشأن منح أو سحب أو فقد أو إسقاط الجنسية، لتكون العملية وفق أسس وضوابط معينة، منها استخدام تحليل البصمة الوراثية، وغيرها من الوسائل العلمية الحديثة ليكون ذلك تأمينا وحماية للطرفين.

في المقابل هناك الكثير من حالات خلط الأنساب والتلاعب في ملفات الجنسية التي يصعب ويطول اكتشافها، والبعض منها لم تُكتشف لولا خلافات حصر الوراثة، ناهيكم عن بعض الملفات السليمة لأشخاص كويتيين بالتأسيس دُس فيها آخرون، دون علم أصحابها من قبل ضعاف النفوس.

من جهة أخرى من الطبيعي أن يكون لأي هوية شخصية، أو إثبات رسمي تاريخ انتهاء وتجديد، مثل؛ جواز السفر، أو إجازة القيادة، أو البطاقة البنكية، وغيرها، وغالبًا ما تكون تلك الأمور لأسباب أمنية لضمان سلامة الشخص وعدم استغلال بياناته لأمور منافية للقانون.

مع تأييد قاطع لقرار الداخلية بشأن سحب ومنح الجنسية وفق الوسائل العلمية الحديثة، أرَى أنه قد حان الأوان خصوصًا في ظل هذه الظروف وللحد من المزورين، «لا سيماً بتصريح النائب الأول الذي خصه لـ القبس بشأن طبعة الجنسية الإلكترونية».. انتهاء صلاحية جميع وثائق الجنسية للكويتيين والكويتيات بشكل تدريجي، وصدور قرار بتجديدها الإلزامي للجميع -مرةً أخرى-، مع تطبيق الوسائل العلمية الحديثة، لصاحب «الجنسية» عند تجديده لها، للتأكد من أحقيته للحصول، وعدم التزوير، وتكون هذه الآلية مستمرة كل بضع سنوات «آلية التجديد» لتكون الجنسية قابلة للتحديث، من خلال حضور صاحبها شخصيًا إلى إدارة الجنسية وفق تخطيط منظم والتأكد من صحة معلوماته.. عملاً بقاعدة «لا تبوق لا تخاف».

حتمًا لو طبقنا مثل تلك الإجراءات، سنكون موفرين مزيدًا من الوقت والجهد، قاطعين نصف الطريق، حافظين حقوق الجانبين. لكن لا يفوتنا أن ننوه؛ بأن مثل هذه الإجراءات الحساسة «إثبات ونفي الأنساب» يجب أن تكون وفق سرية تامة، والأهم ردع بعض الفضوليين من تسريب المعلومات والخوض في أعراض الناس، وقطعًا نحن مطمئنون بعدم التسريب لو طُبقت هذه الدعوى، لأن هذه الفئة من شخوص وحسابات وهمية بالتحديد، يعرف لهم جيدًا دينامو الحكومة، النائب الأول الشيخ فهد اليوسف.

‏علي حسين الناصر