اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
يقام الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية سنوياً، وهو حملة عالمية تُقام خلال شهر أغسطس، بتنسيق من التحالف العالمي للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية (WABA) وبالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف منذ عام 1992.
وتهدف الحملة إلى التشجيع على الرضاعة الطبيعية ودعمها في جميع أنحاء العالم. وتشدد على رفع مستوى الوعي بفوائدها وتسخير المساعدات والقوانين لدعم المرضعات.
وهدف جمعية الصحة العالمية (WHA) للحملة خلال هذه السنة هو زيادة المعدل العالمي للرضاعة الطبيعية الحصرية إلى %50 على الأقل، لذا، فشعار عام 2025 هو «إعطاء الأولوية للرضاعة الطبيعية».
وعلقت بسمة الوهيب، اختصاصية التغذية العلاجية للأطفال ومرشدة الرضاعة الطبيعية قائلة: «الاحتفال السنوي بالرضاعة الطبيعية لا يهدف فقط إلى تشجيع الأمهات، بل إلى توعية المجتمعات بأهمية وفوائد هذه العلاقة الفريدة بين الأم والطفل التي تبدأ منذ اللحظة الأولى لولادته.
وبعيداً عن المثالية التي ترهق الأمهات، فمن المهم أن نعيد تعريف الرضاعة الطبيعية على أنها خيار إنساني وصحي وفطري، يُمارَس برغبة ووعي.
وما يساعد على إنجاح الرضاعة هو توفير الدعم من الزوج والأسرة والمجتمع، أما ما يفشلها فهو الجهل والضغط من الزوج والأسرة والمجتمع».
◄ حليب الأم غذاء حيوي
من الخطأ الاعتقاد بأن حليب الأم هو مجرد غذاء عابر، فهو في الحقيقة عبارة عن تركيبة حيوية لا يمكن تقليدها.
وأوضحت الاختصاصية بسمة: «يتشكل الحليب في ثدي الأم ويتغير من يوم إلى آخر على حسب احتياجات الطفل. وكل ذلك حتى يوفر للرضيع كل ما يحتاجه خلال أول ستة أشهر من حياته، ويستمر في إمداده بالكثير من الفوائد مع إدخال الطعام الصلب.
فعلى سبيل المثال، يحتوي هذا السائل الطبيعي على أجسام مضادة تحمي الطفل من العدوى وتقوي مناعته، وتُقلل مخاطر الالتهابات المعوية والتنفسية والتهابات الأذن الوسطى.
كما يساهم حليب الأم في تعزيز نمو الجهاز الهضمي وبناء ميكروبيوم صحي في أمعاء الطفل مما يمثل استثماراً طويل الأمد في صحته».
◄ فوائدها للأم:
لا تنحصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، بل تشمل الأم أيضاً. إذ تساهم في ما يلي:
1 - تحفيز انقباضات الرحم بعد الولادة وإرجاعه إلى حجمه الطبيعي.
2 - تقليل خطر سرطان الثدي والمبايض.
3 - دعم الترابط العاطفي مع المولود.
4 - تخفيف من خطر الاكتئاب بعد الولادة.
5 - تسريع خسارة الوزن وتقليل فرصة الإصابة بالسمنة.
«منظمة الصحة» تؤكد فوائدها
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية حصرياً لمدة الستة أشهر الأولى من حياة الطفل على الأقل، وتؤكد على أن الطفل لا يحتاج إلى أي طعام أو مشروب آخر (ولا حتى الماء!) مما يلغي الحاجة إلى استخدام الزجاجات أو المصاصات خلال الأشهر الأولى للطفل.
وأكد خبراء الصحة على أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد صحية عديدة للطفل لا يمكن حصرها، تستمر حتى مرحلة البلوغ. وكلما طالت مدة الرضاعة الطبيعية، زادت حماية طفلك على المدى الطويل. ومن أهم فوائدها الصحية:
• الوقاية من الالتهابات (مثل التهابات الأذن والصدر).
• تقليل فرصة إصابة الطفل بآلام المغص والوقاية من الإسهال والقيء.
• تقليل فرصة الإصابة بمختلف أنواع الحساسية، ومن ضمنها حساسية الرئة (الربو).
• تفادي تسوس الأسنان، أو عدم اصطفاف الأسنان، أو العضة غير الصحيحة.
• الوقاية من متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).
• تعزيز النمو العصبي وتحسين الأداء في اختبارات الذكاء.
اما الفوائد التي تستمر في المراحل المتقدمة من العمر، فتشمل تقليل فرصة الإصابة بالأمراض التالية:
• أمراض القلب والأوعية الدموية.
• داء السكري من النوع الثاني.
• السمنة.
◄ هل تحتاج الأم لحمية خاصة؟
رغم الانتشار الكبير لفكرة أن المرضعة تحتاج إلى اتباع حمية خاصة تتطلب تناول أعشاب خاصة وأطعمة معينة لإدرار الحليب إلا أن الموضوع أبسط من ذلك.
وأوضحت الاختصاصية بسمة قائلة: «يجب إدراك أن إنتاج الحليب يعتمد بشكل أساسي على مبدأ العرض والطلب، فكلما ازداد إرضاع الأم بناء على طلب الطفل ولم تفوت أي رضعة (فلم تستبدلها أو تدعمها بإرضاع الحليب الصناعي في رضاعة الطفل)، فذلك سيؤدي إلى زيادة إفراز الجسم للحليب (حتى يلبي طلب الطفل).
ولكن في البداية، يجب التأكد من جودة الرضاعة قبل التحدث عن إدرار الحليب وقبل الالتفات للغذاء. فالتأكد من جودة الرضاعة يرجع إلى الاهتمام بأمور أساسية في تغذية الأم التي تدعم الإدرار وتساعد الأم في الحفاظ على صحتها حتى لا ترهق الرضاعة عافيتها.
وما تحتاجه الأم من ناحية الغذاء هو:
• تناول طعام متوازن يغطي احتياج الجسم من السعرات الحرارية.
• الحرص على تناول وجبات غنية بالبروتين والخضار والكالسيوم والحديد.
• تناول ما يكفي من الماء (من 2 - 3 ليترات يومياً).
• إضافة بعض الأغذية التي لها تأثير إيجابي مدر لحليب الثدي مثل الحلبة والشمر والتمر والسمسم.
◄ تجنب انتقائية الطعام
أشارت دراسات عدة إلى وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية وتقبل الطفل للطعام لاحقاً في مرحلة إدخال الأطعمة الصلبة.
إذ أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين رضعوا طبيعياً يكونون أكثر تقبلاً لنكهات متنوعة، خاصة تلك التي تعرضت لها الأم خلال فترة الرضاعة عبر حليبها، مما يُعزز فرص تقبل الطفل لأطعمة جديدة لاحقاً.
كما لوحظ أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الأولى يكونون أقل عرضة لرفض الطعام أو المعاناة من صعوبات في التغذية.
وهذا التأثير الإيجابي لا يرتبط فقط بالنكهة، بل أيضاً بعلاقة الطفل الآمنة مع الطعام، والتي تبدأ من أولى لحظات التغذية مع أمه.
◄ دعم الأمهات المرضعات
شددت الاختصاصية بسمة على أهمية توفير الدعم للأم التي ولدت حديثاً وتشجيعها على الرضاعة الطبيعية من دون ضغوط.
وقالت: «الرضاعة الطبيعية الحصرية ليست دائماً سهلة. ويجب فهم واقع كل أم على حدة. فقد تواجه الأم تحديات جسدية ونفسية وحتى بيئية.
ولتمكينها بشكل حقيقي، فلا يكفي تزويدها بالمعلومات فقط؛ بل من الضروري أن تمنح دعماً حقيقياً في كل مرحلة يضمن لها اتخاذ القرارات المناسبة لها ولطفلها، بعيداً عن الحكم أو اللوم».