اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
في وقت تعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها على وقع مجاعة قاسية وحرب إبادة تشنها إسرائيل منذ 22 شهراً، أغلق رئيس «حماس»، خليل الحية، باب استمرار المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، لإبرام صفقة تسمح بتبادل الأسرى وإقرار هدنة مؤقتة، في ظل استمرار «الحصار والإبادة والتجويع»، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى الزحف نحو فلسطين وحصار السفارات الإسرائيلية لكسر الحصار المفروض على القطاع.وفي كلمة حملت نبرة تشدد وبثتها «حماس» عبر منصتها على قناة تلغرام، ليل الأحد ـ الاثنين، قال الحية إن «الحركة أبدت أقصى درجات المرونة وتجاوبت مع الوسطاء، لكن الاحتلال تراجع وانسحب من الجولة الأخيرة من المفاوضات، مدفوعاً بدعم أميركي مكشوف، في محاولة لحرق الوقت واستنزاف غزة».وأضاف أن إسرائيل «تصر على أن تبقى آلية المساعدات، التي حولتها لمصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف». وتابع: «كذلك تصرّ على أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين، تمهّد الطريق لعملية تهجير لشعبنا الفلسطيني عبر مصر أو عبر البحر، في مخطط مكشوف ومفضوح يمهد لتصفية قضيتنا».واتهم إسرائيل بمحاولة الابتزاز والمماطلة واستخدام المفاوضات غطاء وأداة للتجويع واستمرار حرب الإبادة من أجل «الضغط علينا ليحقق الاحتلال عبرها ما فشل في تحقيقه عبر الميدان والقتل والإرهاب».ووجّه القيادي بالحركة نداء للعلماء والشعوب العربية والإسلامية «بألا يتركوا غزة تموت جوعاً»، مطالباً بـ «قطع كل أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية» مع إسرائيل.وحثّ شعوب الدول المجاورة وخصوصاً بمصر والأردن على «الزحف نحو غزة براً وبحراً، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياحية وفتح المعابر».ومعلقاً على عمليات الإنزال الجوي الإسرائيلية لمساعدات محدودة في القطاع، والتي بدأت أمس الأول، قال الحية إن الحركة ترفض المسرحيات الهزلية، مشدداً على أن «إدخال الغذاء والدواء فوراً وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، وهو ما كفلته القوانين الدولية حتى في وقت الحرب».عرقلة ومراوغة
في وقت تعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها على وقع مجاعة قاسية وحرب إبادة تشنها إسرائيل منذ 22 شهراً، أغلق رئيس «حماس»، خليل الحية، باب استمرار المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، لإبرام صفقة تسمح بتبادل الأسرى وإقرار هدنة مؤقتة، في ظل استمرار «الحصار والإبادة والتجويع»، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى الزحف نحو فلسطين وحصار السفارات الإسرائيلية لكسر الحصار المفروض على القطاع.
وفي كلمة حملت نبرة تشدد وبثتها «حماس» عبر منصتها على قناة تلغرام، ليل الأحد ـ الاثنين، قال الحية إن «الحركة أبدت أقصى درجات المرونة وتجاوبت مع الوسطاء، لكن الاحتلال تراجع وانسحب من الجولة الأخيرة من المفاوضات، مدفوعاً بدعم أميركي مكشوف، في محاولة لحرق الوقت واستنزاف غزة».
وأضاف أن إسرائيل «تصر على أن تبقى آلية المساعدات، التي حولتها لمصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف».
وتابع: «كذلك تصرّ على أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين، تمهّد الطريق لعملية تهجير لشعبنا الفلسطيني عبر مصر أو عبر البحر، في مخطط مكشوف ومفضوح يمهد لتصفية قضيتنا».
واتهم إسرائيل بمحاولة الابتزاز والمماطلة واستخدام المفاوضات غطاء وأداة للتجويع واستمرار حرب الإبادة من أجل «الضغط علينا ليحقق الاحتلال عبرها ما فشل في تحقيقه عبر الميدان والقتل والإرهاب».
ووجّه القيادي بالحركة نداء للعلماء والشعوب العربية والإسلامية «بألا يتركوا غزة تموت جوعاً»، مطالباً بـ «قطع كل أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية» مع إسرائيل.
وحثّ شعوب الدول المجاورة وخصوصاً بمصر والأردن على «الزحف نحو غزة براً وبحراً، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياحية وفتح المعابر».
ومعلقاً على عمليات الإنزال الجوي الإسرائيلية لمساعدات محدودة في القطاع، والتي بدأت أمس الأول، قال الحية إن الحركة ترفض المسرحيات الهزلية، مشدداً على أن «إدخال الغذاء والدواء فوراً وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، وهو ما كفلته القوانين الدولية حتى في وقت الحرب».
عرقلة ومراوغة
في موازاة ذلك، أكد مسؤول العلاقات في «حماس»، محمود طه، أن الحركة تعاملت «بكل جدية ومرونة» مع الوسطاء في المفاوضات التي استضافتها قطر وتوقفت الخميس الماضي بعد انسحاب الدولة العبرية والولايات المتحدة.
واتهم طه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية بالمراوغة، مشدداً على أن «الحركة لا تمانع القيام بأي مفاوضات جدية بضمانات تؤدي إلى وقف العدوان والمجاعة وحرب الإبادة».
جحيم واحتلال
في المقابل، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديداً للحركة الإسلامية، قائلا: «بوضوح تام وأعني كل كلمة، إذا لم تفرج حماس عن الرهائن، فستُفتح أبواب الجحيم في غزة».ولاحقاً، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال زيارته مقر شعبة الاستخبارات، على أن العمليات في غزة ستستمر حتى تحقيق هدفين أساسيين، هما القضاء على حركة حماس وعودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة في القطاع.
وجاء وعيد نتنياهو وكاتس بالتزامن مع تسريبات عبرية ذكرت أن وزراء بحكومة نتنياهو يقدرون أن قرار إعادة احتلال غزة بات قريباً في ظل ابتعاد فرص إبرام صفقة تسمح بتحرير 20 محتجزاً ونحو 30 جثماناً تحتجزهم الفصائل الفلسطينية بالقطاع، بعد تشديد «حماس» لموقفها بشأن استئناف التفاوض.
وفي حين صرح عضو «الكنيست» عن حزب الليكود، موشيه سعدة، بأن نتنياهو يهدف إلى احتلال القطاع بالكامل، وإنشاء مدينة إنسانية في رفح جنوبه، واصل وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، انتقاداته لرئيس الوزراء، داعياً إلى وقف إرسال المساعدات الإنسانية لغزة، وتكثيف القصف العسكري وتشجيع الهجرة للفوز في الحرب بدلاً من ذلك.
وخلافاً للتهديد والوعيد العلني، ذكر تقرير عبري أن الخطة الإسرائيلية لإقامة «مدينة إنسانية» مزعومة، تشكل معسكراً لتجميع مئات آلاف الغزيين فيه تمهيداً لطردهم من القطاع، انهارت وتوقف العمل عليها، في أعقاب تعميق حرب الإبادة والتجويع والانتقادات والضغوط الدولية التي أثارتها أخيراً.
وتدل الأجواء في الدولة العبرية حالياً على تراجع كبير في الحرب على غزة، بعدما أرغمت على إدخال مساعدات إلى القطاع، وحتى إدخالها بنفسها بإنزال سلاحها الجوي قسماً منها لاحتواء الغضب الدولي جراء تفشي الجوع والعطش بالمنطقة المحاصرة بشكل مطبق منذ 5 أشهر.
ضحايا ومساعدات
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل مستشفيات القطاع 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، مشيرة إلى أن من بينهم طفلان أنهكهما الجوع. وأضافت أن العدد الإجمالي لوفيات المجاعة ارتفع إلى 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلاً.
وبينما قدرت منظمة يونيسف أن 320 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد ومنع الاحتلال ادخال حليب الرضع، عبرت «أونروا» عن أملها في السماح لها بإدخال آلاف الشحنات المحملة بالغذاء والدواء ولوازم النظافة الموجودة حالياً في الأردن ومصر.
وأتى ذلك في وقت تواصل تدفق محدود لنحو 100 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية من مصر وعدد آخر من الشاحنات من الأردن باتجاه معبري كرم أبوسالم وزكيم الخاضعين لسلطات الاحتلال، تمهيداً لإدخالها إلى غزة، إضافة إلى قيام طائرات أردنية بعمليات إنزال لمواد إغاثية بالتعاون مع الإمارات على مناطق بشمال القطاع.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي إقرار هدنة تكتيكية بـ 3 مناطق لتوفير ممرات آمنة لعبور شاحنات المساعدات، أفيد بمقتل 57 فلسطينياً من بينهم 8 من منتظري المساعدات بنيران إسرائيلية في ثاني أيام الهدنة الجزئية.
ضغط دولي
وفي سياق الانتقادات الدولية المتنامية ضد سلطات الاحتلال، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة جميع الدول إلى اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على تل أبيب من أجل ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة أن القطاع والضفة الغربية المحتلة يشهدان مأساة يومية.
وفي حين أكد رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بشكل واضح، وأن سقوط المدنيين «ليس مبرراً ولا مقبولاً»، شددت الحكومة الألمانية عقب اجتماع أمني مصغر، على أنها مستعدة لاتخاذ خطوات لزيادة ممارسة الضغط على نتنياهو إذا لم يتخذ خطوات ملموسة لمعالجة الوضع بغزة.