احذروا الإفراط في تناول الفواكه

ريم قاسم -

يمكن تناول الفواكه في أي وقت من اليوم، فهي غنية بالفيتامينات، ومصدر للألياف، وتتيح الشعور بالشبع بسرعة، كما تساهم في تنظيم عملية الهضم خاصة في حالة الإمساك، غير أن الإفراط في استهلاكها يمكن أن يؤدي إلى نتيجة عكسية، فما الكمية التي ينبغي علينا تناولها يومياً؟

تعد الفواكه ضرورية جداً، حتى يتمكن الجسم من أداء وظائفه، لكن خبيرة التغذية باربارا مارتان غونكالف حذرت في تقرير نشرته «لوفيغارو ماغازين» من استهلاك كمية كبيرة منها. وتضيف: «يجب على فرد يتمتع بصحة جيدة ألا يتناول أكثر من ثلاث إلى أربع حصص، وتساوي كل حصة نحو 200 غرام من الفواكه». وهذا ما يعني، وفق الخبيرة، نحو حبتي كيوي أو تفاحة أو نصف موزة أو 15 إلى 20 حبة عنب، على سبيل المثال. وينبغي أن يكون استهلاك الفواكه عقلانياً بسبب ما تحتويه من فركتوز، إذ يقفز سكر الفواكه بمستويات السكري في الدم، فحبة موز على سبيل المثال تمدُّ الجسم بـ15 غراماً من السكر، بينما توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوز 50 غراماً في اليوم.

وتوضح غونكالف أن استهلاك خمس حصص من الفواكه يومياً قد يؤدي إلى الإصابة بداء السكري، حتى وإن كان الشخص لا يتناول أي منتجات أخرى تحتوي على السكر، كما تنصح بتناولها مع قليل من البذور الزيتية، وذلك لأن المواد الدهنية تسمح بتنظيم مستوى السكر في الدم.

وفي المقابل، يمكن لتناول كمية كبيرة من الفواكه أن يسبب مشاكل هضمية، كالشعور بالانتفاخ وآلام في الأمعاء، والسبب يكمن في ألياف الفواكه التي لا تهضم كلها بشكل جيد كما يمكن أن تزعج الأمعاء.

كيف نتناولها؟

أكدت الخبيرة غونكالف أنه متى ما احترمنا هذه القواعد، يمكن أن نستفيد من الفواكه وتنعكس فوائدها على صحتنا، لكن الأفضل هو تناول الفواكه في موسمها، ففي الشتاء ينبغي التوجه نحو الفواكه الغنية بفيتامين C مثل الكيوي والحمضيات، وفي الصيف علينا أن ننتهز فرصة توفر فيتاميني A وE في الفواكه الحمراء والغنية بالماء مثل البطيخ الأحمر والشمام.

وأشارت إلى أن للفواكه المجمدة فوائد كثيرة، وذلك لأنها تحتفظ بجميع فيتاميناتها ومعادنها مع الابتعاد قدر المستطاع عن العصائر التي تفتقر للألياف وتقل فيها كمية الفيتامينات بينما تزيد بها نسبة السكر، من دون أن ننسى أن كوب العصير يحتوي على حصص عدة من الفواكه.

وينصح المختصون أيضاً باستهلاك الكومبوت (الفواكه المقدمة في شراب السكر) بحذر، لأنها تحتوي على عدة حصص من الفواكه، مشيرين إلى أنها تبدو مفيدة أكثر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية. ويعود السبب، وفق غونكالف، إلى عملية الطهي التي تساهم في تطرية الألياف، فتصبح قابلة للهضم بشكل أكثر سهولة.