اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
ريم قاسم
يعتبر اتباع نظام غذائي متوازن، القرار النظري الذي نتخذه طوال الوقت، لكننا نواجه صعوبات في الالتزام به، إذ تحول الاهتمام بما نأكله تحديًا حقيقيًا بالنسبة لكثيرين.
فبين الصيام المتقطع، واتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، واتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، وحتى البروبيوتيك، لم نعد نعرف إلى أين نلجأ أو ما الذي نثق به.
وتشير نينا كوبي الطبيبة المختصة في التغذية وعلم النفس الجسدي في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية إلى أن هذا السيل من المعلومات يُشجع على الشعور بالذنب، مما يُؤدي إلى سلوكيات غذائية سيئة، فيما توصي أخصائية التغذية ماري بيار باتباع بعض التوصيات ودمج المجموعات الغذائية الخمس الرئيسية في حياتنا اليومية مع تجنب بعض الأخطاء وأبرزها:
1 - اتباع قواعد عامة لا تُناسب احتياجاتنا
يُبنى النظام الغذائي الصحي على فسيولوجيتنا، وإيقاعنا الخاص، واحتياجاتنا الشخصية. وتوضح أخصائية التغذية: «أن وضع قواعد عامة للجميع ليس الحل الأمثل، بل يجب تكييفها مع كل فرد». لذا، فإن اتباع نظام غذائي قائم على النصائح الشائعة من دون فهم فوائدها الغذائية لن يُلبي احتياجات الجسم. وإذا لم يُضبط بشكل صحيح، فقد يُسبب نقصًا في العناصر الغذائية. وتُذكرنا الدكتورة نينا كوبي بأن التعب، والانتفاخ، أو حتى الإفراط في تناول الطعام، هي علامات على اختلال التوازن الذي يجب معالجته.
2 - حظر السكر
لهذا السبب، فإن حظر بعض الأطعمة ليس الطريقة الصحيحة لموازنة نظامك الغذائي. وتضيف أخصائية التغذية: «ليست الزبدة ولا الأطعمة النشوية ولا السكر من أعدائك، فالمخاوف المحيطة بها، والتي تُغذيها الخطابات المُثيرة للشعور بالذنب، هي التي تُسبب الهوس وفقدان السيطرة». وتضيف ماري بيار: «على الرغم من أن السكريات السريعة ليست ضرورية لأجسامنا، إلا أن مفهوم المتعة يبقى بالغ الأهمية في نظامنا الغذائي». ومن المستحسن أيضًا استهلاك ما يصل إلى 40 غرامًا من السكر يوميًا.
3 - الاعتماد على الأطعمة «الصحية» الفائقة المعالجة
غالبًا ما تفتقر المنتجات الخفيفة، أو المُدعّمة، أو الخالية من الغلوتين، أو الغنية بالبروتين، إلى العناصر الغذائية المفيدة، وتُعيق عملية الهضم من خلال «تغيير ميكروبات الأمعاء». تُحذّر خبيرة التغذية ماري بيار من وجود إضافات ومُحليات في هذه الأنواع من الأطعمة. وتنصح بتوخي الحذر: «يمكنك اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية من دون الحاجة إلى تناول هذه المنتجات الفائقة المعالجة».
4 - عدم تناول المعكرونة في المساء
يُقرر بعض الناس التوقف عن تناول الأطعمة النشوية في وجبة العشاء، لكن هذا الاعتقاد الخاطئ الشائع هو «خطأ»، وفقًا لخبيرة التغذية ماري بيار، التي تُشير إلى أن «الأطعمة النشوية هي سكريات بطيئة، وهي مصدرنا الرئيسي للطاقة». ولذلك، لا يستطيع الجسم، الذي يحتاج إلى الطاقة كل أربع إلى خمس ساعات، الاستغناء عنها. وبحرمان أنفسنا من المعكرونة، نحرم أنفسنا من الطاقة، ولكن أيضًا من الشعور بالشبع فإذا لم نتناول وجبة كاملة ومتوازنة في المساء، نستيقظ جائعين ونأكل أكثر بكثير.
5 - المواظبة على شرب عصائر الديتوكس
يعتمد نظام تطهير الجسم أو «الديتوكس» على العصائر أو الحساء لمدة أسبوع، لكنه ليس مفيدًا لأجسامنا. وهنا تقول أخصائية التغذية: «عدم تغذية الكبد لا يعني بالضرورة إزالة السموم. فهي قادرة على تطهير نفسها بنفسها». يؤدي اتباع نظام غذائي لتطهير الجسم من السموم بعد أسبوع من تناول كميات كبيرة من الطعام إلى اختلال التوازن وإضعاف الجسم.
وتوضح ماري بيار: «سيميل الجسم إلى تخزين المزيد من الدهون، وستتراكم مخزونات تؤدي إلى زيادة الوزن».
6 - ممارسة الصيام المتقطع بشكل غير صحيح
انتشر الصيام المتقطع مؤخرًا على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وهو نظام يعتمد على تناول الطعام لمدة ثماني ساعات فقط خلال اليوم وأما خلال الـ 16 ساعة المتبقية، فيُقلل تناول الطعام أو يُمنع تمامًا والهدف من هذا الصيام هو إنقاص الوزن وإراحة الجهاز الهضمي.
وفي هذا الشأن توضح ماري بيار: «ترتاح الكبد ليلًا عندما نصوم ثماني ساعات. لذا، فإن زيادة فترة الصيام لا طائل منها.
وإن كان بمقدورنا اللجوء للصيام المتقطع بأمان مرة أو مرتين أسبوعيًا، إلا أن أخصائية التغذية تنصح بتجنبه قائلة: «علينا حقًا أن نراعي إيقاعنا الغذائي، إذ من الضروري تناول وجبتين أو ثلاث وجبات يوميًا».