اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٣ شباط ٢٠٢٥
وجبتان فقط من الزبادي أسبوعياً قد تحميان الأمعاء من بعض أنواع السرطان المحددة. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نشرت في الولايات المتحدة.
لطالما كان العلماء يشككون من فوائد الزبادي والبكتيريا الحية لصحة الجهاز الهضمي، ومع ذلك فإنه ليس جميع الأبحاث حول هذا الموضوع تتفق على ما هي هذه الفوائد ومتى يتم الحصول عليها.
وبشكل عام، لم يجد علماء الأوبئة ارتباطاً كبيراً بين الزبادي وسرطان القولون والمستقيم، وهو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم وثاني سبب رئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان.
ومع ذلك، عندما قسم الباحثون حالات سرطان القولون والمستقيم إلى أنواع فرعية، وجدوا نتيجة مهمة. إذ اتفقت هذه النتائج مع دراسات عدة أخرى، أشارت إلى أن تناول الزبادي قد تكون له خصائص مضادة للأورام.
يقول عالم الأوبئة شوجي أوجينو من جامعة هارفارد: «دراستنا تقدم دليلاً فريداً عن الفائدة المحتملة للزبادي».
ويضيف أن «النهج المختبري هو محاولة ربط الأنظمة الغذائية طويلة الأمد بفرق محتمل في الأنسجة، مثل وجود أو غياب نوع معين من البكتيريا. هذا النوع من العمل التحقيقي يمكن أن يزيد من قوة الأدلة التي تربط النظام الغذائي بنتائج صحية».
◄ تفاصيل من الدراسة
على الرغم من أن النتائج للمراقبة فقط، إلا أنها تشمل صحة وأسلوب حياة 87 ألف امرأة وحوالي 45 ألف رجل، تم تتبع نظامهم الغذائي لمدة ثلاثين عاماً أو أكثر.
الأفراد الذين تم تشخيصهم بسرطان القولون والمستقيم والذين تناولوا وجبتين أو أكثر من الزبادي في الأسبوع كانوا أقل بنسبة %20 في احتمال إصابتهم بورم إيجابي لبكتيريا بيفيدوباكتيريوم Bifidobacterium مقارنةً بمن تناولوا أقل من وجبة واحدة من الزبادي شهرياً.
وكان هذا الأمر صحيحاً بشكل خاص بالنسبة للأورام القريبة في الجزء العلوي من الأمعاء.
وتوجد ميكروبات بيفيدوباكتيريوم في الأمعاء البشرية وفي الزبادي العادي. وفي حوالي %30 من حالات سرطان القولون والمستقيم، يتم دمج هذه البكتيريا في أنسجة الورم، حيث يتم ربطها عادةً بنوع خاص من السرطان الذي يكون أكثر عدوانية.
ويزدهر بيفيدوباكتيريوم في بيئة الأورام منخفضة الأكسجين، ووجوده في بعض الأورام القولونية يشير إلى أنه يتسرب عبر الحاجز المعوي إلى أنسجة القولون بمعدل أعلى من المعتاد.
وربما يبدو من غير المتوقع أن تناول المزيد من بيفيدوباكتيريوم قد يساعد في منع هذا التسرب على المدى الطويل.
◄ تأثير وقائي
مع حرص كثير من الناس على تناول منتجات الألبان مثل الحليب أو الجبن أو الزبادي، بصورة يومية، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن جسم الإنسان يحتاج إلى كمية أقل من منتجات الألبان، التي قد يكون يتناولها فعالياً، وربما لا يحتاج إلى أي شيء على الإطلاق، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن هذه البكتيريا قد يكون لها تأثيرات مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، وتنشيط للمناعة، مما قد يؤثر في سلامة الميكروبيوم المعوي وحاجز الأمعاء شبه النفاذي.
أما إذا كان من الممكن أن يوفر الزبادي هذه الفوائد أم لا، فذلك يتطلب المزيد من البحث، لكن الأدلة المتوفرة لإثبات ذلك تتزايد.
وتقول الدراسة الجديدة: «تشير النتائج إلى أن تناول الزبادي قد يكون له تأثير وقائي ضد سرطان القولون والمستقيم في حالة وجود خلل في الحاجز المعوي». «دراسات إضافية ضرورية لتوضيح الآليات المحتملة لتأثيرات تناول الزبادي طويل الأمد على تكوّن السرطان القولوني».
بالمقارنة مع سرطان القولون البعيد، الذي يؤدي إلى الأورام في الأجزاء السفلية من القناة المعوية، فإن سرطان القولون القريب له معدل بقاء أقل، وهذه الأنواع من السرطانات في تزايد أيضاً.
◄ تأثير الأطعمة المخمرة
إن الفكرة القائلة إن الطعام يمكن أن يعمل كعلاج وقائي تستحق المزيد من الاستكشاف، فقد أظهرت تجربة عشوائية عام 2021 من جامعة ستانفورد أن الأطعمة المخمرة مثل الزبادي يمكن أن تؤثر على الميكروبيوم والجهاز المناعي لدى البالغين الأصحاء.
يقول عالم الأوبئة أندرو تشان من مستشفى ماساتشوستس العام، الذي شارك بالدراسة، إن ورقتهم «تضيف إلى الأدلة المتزايدة التي توضح العلاقة بين النظام الغذائي، الميكروبيوم المعوي، ومخاطر سرطان القولون والمستقيم». ويضيف: «إنها توفر مساراً إضافياً لنا للتحقيق في الدور المحدد لهذه العوامل في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب».